هل يحصل البداء في وقت ظهور الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 1 سنة 684 مشاهدة

الشيخ محمد السند

إن النهي عن التوقيت، وتكذيب من يوقّت، وأنّ وقت الظهور هو من الغيب المستور، بل إنّ في جملة من الروايات الاُخرى أنّ العلامات الحتميّة أيضاً ممّا قد يقع فيها البداء، أي وإن وقعت فقد لا تكون علامة موقتة لظهوره بخلاف أصل ظهور المهدي عجل الله فرجه، فإنّه لا بداء فيه لأنّه من الميعاد.

وهذا ممّا يبطل شعار أدعياء فرسان الظهور، ويحبط دجل المتقمّصين لأسماء مسرح الظهور؛ إذ التوقيت وضرب الموعد من الاُمور المحرجة لمن يدّعي تلك الأسماء؛ إذ بتوسّط فخّ التوقيت يصطاد السذّج، ويطلي الحيلة على المغفّلين، وبذلك يوقع المدّعي نفسه في الفخّ.

منها: ما رواه النعماني بسند معتبر عن محمّد بن مسلم، قال: قال: أبو عبد الله (عليه السلام): "يا محمّد، من أخبرك عنّا توقيتاً فلا تهابنّ أن تُكذّبه، فإنّا لا نوقّت لأحد وقتاً".(1)

وروي عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: "أبى الله إلاّ أن يُغلق وقت الموقّتين".(2)

وعن ابن أبي بكر الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إنّا لا نوقّت هذا الأمر".(3)

ومنها: ما رواه أيضاً عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك، متى خروج القائم (عليه السلام)؟ فقال: "يا أبا محمّد، إنّا أهل بيت لا نوقّت، وقد قال محمّد صلى الله عليه وآله: كذّب الوقّاتون، يا أبا محمّد، إنّ قدّام هذا الأمر خمس علامات: أولاهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكيّة، وخسف بالبيداء،... ولا يخرج القائم حتّى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة جمعة"، قلت: بِمَ ينادى؟ قال: "باسمه واسم أبيه، ألا إنّ فلان ابن فلان قائم آل محمّد، فاسمعوا له وأطيعوه، فلا يبقى شيء خلق الله فيه الروح إلاّ يسمع الصيحة، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن الدار، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم ممّا يسمع، وهي صيحة جبرئيل (عليه السلام)".(4)

وصريح هذه الرواية كما هو صريح الروايات المستفيضة بأنّ عدم التوقيت لظهور المهدي عجل الله فرجه من الاُمور الثابتة في مذهب أهل البيت عليهم السلام، وأنّ تحديد الظهور منحصر بالعلامات الحتميّة للظهور فقط، وأبرزها الصيحة السماويّة، وخروج السفياني في الشام.

وروى النعماني عن اُستاذه الكليني في المعتبر عن عبد الرحمن بن كثير، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم فقال له: جعلت فداك، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال: "يا مهزم، كذّب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون".(5)

وعن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: لهذا الأمر وقت؟ فقال: "كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون. إنّ موسى (عليه السلام) لمّا خرج وافداً إلى ربّه واعدهم ثلاثين يوماً، فلمّا زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه: قد أخلفنا موسى، فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدّثناكم بحديث فجاء على ما حدّثناكم به فقولوا: صدق الله، وإذا حدّثناكم بحديث فجاء على خلاف ما حدّثناكم به فقولوا: صدق الله، تؤجروا مرّتين".(6)

وذيل الرواية ظاهر في إمكان حصول البداء في العلامات الحتميّة كوقت للظهور، ونظير هذه الرواية ما رواه النعماني أيضاً في الغيبة بسنده عن داود بن أبي القاسم، قال: كنّا عند أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: "نعم"، قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم، قال: "القائم من الميعاد".(7)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغيبة/ النعماني: 289/ باب 16، ح 3.

(2) المصدر المتقدّم/ ح 4.

(3) المصدر المتقدّم/ ح 5.

(4) المصدر المتقدّم/ ح 6.

(5) الغيبة/ النعماني: 294/ باب 16/ ح 11.

(6) المصدر المتقدّم/ ح 13.

(7) الغيبة/ النعماني: 302/ باب 18/ ح 10، بحار الأنوار: 52/250.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0722 Seconds