روى الصّدوقُ بسندٍ مُعتبَر عن ابنِ فضّال عن أبي الحسنِ عليٍّ ابنِ موسى الرّضا (ع) أنّه قالَ: كأنّي بالشيعةِ عندَ فقدِهم الثالثَ مِن ولدي يطلبونَ المرعى فلا يجدونَه، قلتُ له: ولمَ ذلكَ يا بنَ رسولِ الله ؟ قالَ: لأنَّ إمامَهم يغيبُ عَنهم فقلتُ ولم؟ قالَ: لئلّا يكونَ في عُنقِه لأحدٍ حُجّةٌ إذا قامَ بالسيف. (عِللُ الشرائعِ للصّدوق: 1 / 245).
روى الكُليني بسندٍ صحيحٍ عن هشامٍ بنِ سالم، عن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السلام قالَ: يقومُ القائمُ وليسَ لأحدٍ في عُنقِه عهدٌ ولا عقدٌ ولا بيعة. (الكافي للكُليني: 1 / 342)
وهذه العلّةُ لا يبعدُ أن تكونَ مُتفرّعةً على علّةِ القتل، فالإمامُ (ع) إن كانَ ظاهراً فإمّا أن يُبايعَ خُلفاءَ زمانِه، أو لا يُبايع، فإن بايعَ فسيكونُ مصيرُه مصيرَ آبائه وأجدادِه مِن عدمِ قُدرتِه على القيامِ بالسيفِ لأجلِ البيعةِ التي في رقبتِه لحُكّامِ زمانِه.
وإن لم يُبايع فمصيرُه القتل.
فالإمامُ بما أنّهُ المُصلِحُ العالمي، غيرُ مسموحٍ له أن يُبايعَ حُكّامَ زمانِه، ومَن كانَ هذا حالهُ، فمصيرُه القتل.
وعليهِ: يصحُّ القولُ بأنّهُ غابَ لأنّهُ خافَ على نفسِه القتل.
ويصحُّ القولُ بأنّهُ غابَ لأجلِ أن لا يكونَ في عُنقِه بيعةٌ عندَ الظهور.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة