هل سيحكم الإمام المهدي (عج) كل الأرض ؟

, منذ 2 سنة 2K مشاهدة

مما جاء في بيان أن الأرض أنما يرثها الإمام المهدي (عليه السلام) وأصحابه عند ظهوره المقدس ما جاء في تأويل قوله تعالى: (أَنَّ اَلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ اَلصَّالِحُونَ) فعن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله عزّ وجلّ: (أَنَّ اَلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ اَلصَّالِحُونَ) هم أصحاب المهديّ عليه السلام في آخر الزمان.

ففي التبيان: عن أبي جعفر عليه السلام: إنّ ذلك وعد للمؤمنين أنّهم يرثون جميع الأرض.

وفي مجمع البيان: قال أبو جعفر عليه السلام: هم أصحاب المهديّ عليه السلام في آخر الزمان. ويدلّ على ذلك ما رواه الخاصّ والعامّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث رجلا صالحا من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.

[قال‏]: وقد أورد الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب «البعث و النشور» أخبارا كثيرة في هذا المعنى حدّثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد في شهور سنة ثماني عشرة و خمسمائة... إلى أن قال: و من جملتها ما حدّثنا أبو الحسن حافده عنه قال: أخبرنا أبو عليّ الرودباري، قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة، قال: حدّثنا أبو داود السجستاني في كتاب «السنن» عن طرق كثيرة ذكرها، ثمّ قال: كلّهم عن عاصم المقري، عن زيد، عن عبد اللّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منّي أو من أهل بيتي، و في بعضها: يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

تفسير القمّي: قوله: ولَقَدْ كَتَبْنَا فِي اَلزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ اَلذِّكْرِ قال: الكتب كلّها ذكر وأَنَّ اَلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ اَلصَّالِحُونَ قال: -يعني الباقر عليه السلام-: القائم عليه السلام وأصحابه، قال:

و «الزّبور» فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء.

قال الآلوسي (تفسير روح المعاني: في تفسير الآية ١٠٥ من سورة الأنبياء) : إنّ المراد بها أرض الدنيا يرثها المؤمنون و يستولون عليها، و قال: و إن قلنا بأنّ جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيّام المهدي-رضي اللّه تعالى عنه- و نزول عيسى عليه فلا حاجة إلى ما ذكر.

فكأنّه ارتضى أنّ المراد بالآية الوعد بحصول جميع الأرض في حوزة الإسلام والمؤمنين أيّام المهدي عليه السلام ودولته العالميّة.

وقال في مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): قال في تفسير قوله تعالى: هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ... * الآية، قال السدّي: ذلك عند خروج المهديّ.

وقال في السراج المنير في تفسير الآية أيضا: قال السدّي: ذلك عند خروج المهديّ. وفي تفسير أبي الفتوح‏ (١) أيضا عن السدّي: إنّ ذلك عند خروج المهديّ عليه السلام.

وما ذكر يمنع ما ذهب إليه بعض المفسرون من أنّ تفسير الأرض بأرض الشام وذلك لخلاف سياق الآية و ظاهرها، فإنّ المناسبة تقتضي أن يكون الصالحون وارثين للأرض في كلّ البقاع و البلاد، و لا وجه للاختصاص كما أنّ كون المراد منها الأرض التي تجتمع فيها الأرواح أيضا لا يناسب سياق الآية و ظاهرها، بل الظاهر أنّ ذلك إخبار و بشارة بأمر سيقع في المستقبل و في آخر الزمان، و ينتهي إليه مسير هذا العالم و هذه الكرة التي ملكها الفجّار و الكفّار و الجبابرة الظّلمة و الطواغيت في أكثر الأحيان و أغلب الأزمان، فبشّر اللّه تعالى عباده الصالحين بدورة صالحة لهذه الأرض يرثها عباده الصالحون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تفسير أبو الفتوح الرازي: ج ٦ ص ١٦ في تفسير الآية ٣٣ من سورة التوبة.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0657 Seconds