في مصادر عديدة جاءت الأخبار لتشخّص هوية بعض الحركات التي تظهر سواء في الشرق أم الغرب، وعبّر عنها الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) بالمارقة، وهذا يعني أنّ أغلبها تطلب الرئاسة والتسلط على رقاب الناس، فلا يهمّها الفساد والقتل والنهب، بل همّها السلطة.
جاء في كتاب الغيبة للنعماني بإسناده عن الإمام الباقر (عليه السلام) مخاطباً جابر بن يزيد الجعفي: «يا جابر، الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتّى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:
أوّلها: اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدِّث به من بعدي عنّي، ومنادٍ ينادي من السماء، ويجيئكم صوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرى الشام تسمّى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتّى ينزلوا الجزيرة، ويستقبل مارقة الروم حتّى ينزلوا الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كلّ أرض من ناحية المغرب، فأول الأرض تخرب أرض الشام ثمّ يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه، ثمّ يقتل الأصهب، ثمّ لا يكون همّه إلّا الإقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيساء، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيّاً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم (عليه السلام)...».
وقد عبّر عن تلك الحركات المارقة بالفتن وما يطرأ على رجالها من المسخ والقتل.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة