كم سنة سيحكم الإمام المهدي (عج) ؟ وماهو سبب إختلاف الروايات في مدة حكمه ؟

, منذ 1 اسبوع 134 مشاهدة

إن الأخبار المختلفة الواردة في أيّام ملك القائم المهدي (عليه السلام) بعضها محمول على جميع مدّة ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على حساب ما عندنا من السنين والشهور، وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة والله يعلم.(1)

(عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث فسألنا نبيَّ الله (صلى الله عليه وآله) فقال:

إنَّ في أُمَّتي المهدي (عجّل الله فرجه) يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً، زيد الشاك قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين).(2)

(عن أبي سعيد الخدري أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وآله) قال:

يكون في أُمَّتي المهدي (عجّل الله فرجه) إن قصر فسبع وإلاّ فتسع، تنعم فيه أُمّتي نعمة لم ينعموا مثلها قط).(3)

(حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن مروان، حدَّثنا الهيثم بن عبد الرحمن عن علي قال: يلي المهدي الناس أربعين سنة.

رواه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي عن الطبراني وجميع طرقه، وفي رواية عن جراح عن أرطأة قال:

المهدي ابن ستين سنة ويبقى أربعين عاماً).(4)

وهنا:

١ - خمساً أو سبعاً أو تسعاً.

٢ - سبع وإلاّ فتسع.

٣ - أربعين عاماً.

٥ - ثلاثون سنة.

في مدّة خلافته وسلطنته بعد ظهوره (وفيه ١٨ حديثاً)

١ - غيبة الشيخ - الفضل بن شاذان عن عبد الله بن القاسم الحضرمي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كَم يمكث القائم؟ قال:

سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه).

٢ - منن الرحمن - (ج ٢، ص: ٤٢)عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال:

يبعث الله رجلاً في آخر الزمان، وكلب من الدهر وجهل من الناس يؤيّده الله بملائكة ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتّى يدينوا طوعاً أو كرهاً، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلاّ آمَن، ولا طالح إلاّ صلح، وتصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاماً فطوبى لمَن أدرك أيّامه وسمع كلامه)، ورواه في المجالس السنية إلى قوله: (وتظهر له الكنوز)، ورواه في البحار عن الاحتجاج عن زيد بن وهب عن الحسن (عليه السلام).

٣ - البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام) - بسنده عن الهيثم بن عبد الرحمن عن علي قال:

يلي المهدي (عليه السلام) الناس أربعين سنة، وفي منتخب كنز العمال (ص: ٦٤) عن علي قال:

يلي المهدي أمر الناس ثلاين سنة، أو أربعين، أخرجه عن نعيم وروى في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان (ب ١٠) مثل ما روى في منتخب كنز العمال.

٤ - أعيان الشيعة - كتاب فضل الكوفة لمحمّد بن علي العلوي عن ابن سعيد الخدري، عن النَّبي (صلى الله عليه وآله):

يملك المهدي أمر الناس سبعاً أو عشراً، أسعد الناس به أهل الكوفة.

٥ - إسعاف الراغبين - (ص: ١٤٠و ١٤١) في الباب الثاني وفي بعض الآثار أنَّه يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع وأنَّه بعد أن تُعقد له البيعة بمكّة يسير منها إلى الكوفة ثمَّ يفرق الجنود إلى الأمصار وأنَّ السنة من سنيه تكون مقدار عشر سنين (إلى أن قال) وجاء في رواية أُخرى زيادة مدَّته على ما ذكر، ففي رواية أنَّها أربعون سنة، وفي رواية إحدى وعشرين سنة، وفي رواية أربع عشرة سنة، ثمَّ ذكر كلام ابن حجر في رسالته القول المختصر في علامات المهدي المنتظر في إمكان الجمع بين الروايات على تقدير صحة الجميع بأنَّ ملكه متفاوت الظهور والقوّة فالأربعون مثلاً باعتبار جملة ملكه والسبع ونحوها باعتبار غاية ظهور ملكه وقوته، والعشرون ونحوها باعتبار أمر الوسط، وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار: الأخبار المختلفة الواردة في أيّام ملكه (عليه السلام)بعضها محمول على جميع ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على سنيّه وشهوره الطويلة، انتهى ولعلَّ السرّ في اختلاف الأخبار عدم إرادة بيانها على سبيل القطع والجزم.

ويدل عليه من الفصل الثاني في الباب الأول (ح ٤، ٧، ١٢، ١٣، ١٤، ١٨، ١٠٢) وفي الباب الثالث (ح ٨) وفي الباب الرابع (ح ١، ٣) وفي الباب الخامس والأربعين (ح ٣) ومن الفصل السابع في الباب الرابع (ح ١، ٢).(١٠١)

لا يخفى أنَّ مدّة مُلكه تبيّنت، وإنَّها؛ إمّا واحدة من هذه المذكورات، (سبع أو ثمان أو تسع) أو أنَّها أكثر بقليل، والله أعلم بما يختار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، المجلسي (رحمه الله)، ج ٥٢، ص: ٤٠٣، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان.

(2) كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، الكنجي الشافعي، ج ٢، ص: ١٥ - ١٨، مؤسسة الأعلمي، بيروت - لبنان.

(3) كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، الكنجي الشافعي، ج ٢، ص: ١٥ - ١٨، مؤسسة الأعلمي، بيروت - لبنان.

(4) كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، الكنجي الشافعي، ج ٢، ص: ١٥ - ١٨، مؤسسة الأعلمي، بيروت - لبنان.

المصدر : الحتميات من علائم الظهور ـ تأليف: السيد فاروق الموسوي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0993 Seconds