نحاول تسليط الضوء في هذا المقال على الدور الكبير الذي ستلعبه الكوفة في زمن ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وكيف سيكون حالها عندما تقوم دولة القائم من آل محمد (صلوات الله عليهم)، ولنشر إلى ذلك بنقاط :
1 ـ أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فيهم خمسون رجلاً من أهل الكوفة:
عن اَلسَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدُ اَلحَمِيِدِ يَرْفَعُهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ (عليهما السلام) فِي ذِكْرِ القَائِمِ (عليه السلام) فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ، قَالَ: «فَيَجْلِسُ تَحْتَ شَجَرَةِ سَمُرَةٍ(1)، فَيَجِيئُهُ جَبْرَئِيلُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ مِنْ كَلْبٍ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اَللهِ، مَا يُجْلِسُكَ هَاهُنَا؟ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اَللهِ، إِنِّي أَنْتَظِرُ أَنْ يَأْتِيَنِي العِشَاءُ فَأَخْرُجَ فِي دُبُرِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَخْرُجَ فِي هَذَا الحَرِّ، قَالَ: فَيَضْحَكُ، فَإِذَا ضَحِكَ عَرَفَهُ أَنَّهُ جَبْرَئِيلُ، قَالَ: فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ، وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ لَهُ: قُمْ، وَيَجِيئُهُ بِفَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: البُرَاقُ فَيَرْكَبُهُ، ثُمَّ يَأْتِي إِلَى جَبَلِ رَضْوَى، فَيَأْتِي مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ فَيَكْتُبَانِ لَهُ عَهْداً مَنْشُوراً يَقْرَؤُهُ عَلَى اَلنَّاسِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى مَكَّةَ وَاَلنَّاسُ يَجْتَمِعُونَ بِهَا».
قَالَ: «فَيَقُومُ رَجُلٌ مِنْهُ فَيُنَادِي: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، هَذَا طَلِبَتُكُمْ قَدْ جَاءَكُمْ، يَدْعُوكُمْ إِلَى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)»، قَالَ: «فَيَقُومُونَ»، قَالَ: «فَيَقُومُ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، أَنَا اِبْنُ نَبِيِّ اَللهِ أَدْعُوكُمْ إِلَى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ نَبِيُّ اَللهِ.
فَيَقُومُونَ إِلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ، فَيَقُومُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَيُنِيفُ عَلَى اَلثَّلَاثِمِائَةِ فَيَمْنَعُونَهُ مِنْهُ(2)، خَمْسُونَ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، وَسَائِرُهُمْ مِنْ أَفْنَاءِ اَلنَّاسِ لَا يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اِجْتَمَعُوا عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ(3).
2 ـ يُصيِّر الإمامُ المهديُّ (عجّل الله فرجه) الكوفةَ أربعة وخمسين ميلاً:
(٣٥٣/١) رُوِيَ فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا، عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ حَمْدَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللهِ الحَسَنِيِّ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ [وَ]مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلمُفَضَّلِ، عَنِ اَلمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ اَلصَّادِقِ (عليه السلام) فِي حَدِيِثٍ طَوِيِلٍ لَهُ، قَالَ: ... قَالَ اَلمُفَضَّلُ: يَا مَوْلَايَ كُلُّ اَلمُؤْمِنِينَ يَكُونُونَ بِالكُوفَةِ؟ قَالَ: «إِي وَاَللهِ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ بِهَا أَوْ حَوَالَيْهَا، وَلَيَبْلُغَنَّ مَجَالَةُ فَرَسٍ مِنْهَا ألفَيْ دِرْهَمٍ، وَلَيَوَدَّنَّ أَكْثَرُ اَلنَّاسِ أَنَّهُ اِشْتَرَى شِبْراً مِنْ أَرْضِ اَلسَّبْعِ بِشِبْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَاَلسَّبْعُ خِطَّةٌ مِنْ خِطَطِ هَمْدَانَ، وَلَيُصَيِرَنَّ(4) الكُوفَةُ أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ مِيلاً، وَلَيُجَاوِرَنَّ قُصُورُهَا كَرْبَلَا، وَلَيُصَيِّرَنَّ اَللهُ كَرْبَلَاءَ مَعْقِلاً وَمَقَاماً تَخْتَلِفُ فِيهِ اَلمَلَائِكَةُ وَاَلمُؤْمِنُونَ، وَلَيَكُونَنَّ لَهَا شَأْنٌ مِنَ اَلشَّأْنِ، وَلَيَكُونَنَّ فِيهَا مِنَ البَرَكَاتِ مَا لَوْ وَقَفَ مُؤْمِنٌ وَدَعَا رَبَّهُ بِدَعْوَةٍ لَأَعْطَاهُ اَللهُ بِدَعْوَتِهِ الوَاحِدَةِ مِثْلَ مُلْكِ اَلدُّنْيَا ألفَ مَرَّةٍ...»(5).
3 - ستُّون ذراعاً التوسعة التي يقوم بها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) للطريق الأعظم:
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، [عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ] فِي حَدِيثٍ لَهُ اِخْتَصَرْنَاهُ، قَالَ: «إِذَا قَامَ القَائِمُ (عليه السلام) دَخَلَ الكُوفَةَ وَأَمَرَ بِهَدْمِ اَلمَسَاجِدِ الأَرْبَعَةِ حَتَّى يَبْلُغَ أَسَاسَهَا وَيُصَيِّرُهَا عَرِيشاً كَعَرِيشِ مُوسَى، وَتَكُونُ اَلمَسَاجِدُ كُلُّهَا جَمَّاءَ لَا شُرَفَ لَهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وَيُوَسِّعُ اَلطَّرِيقَ الأَعْظَمَ، فَيُصَيِّرُ سِتِّينَ ذِرَاعاً، وَيَهْدِمُ كُلَّ مَسْجِدٍ عَلَى اَلطَّرِيقِ، وَيَسُدُّ كُلَّ كُوَّةٍ إِلَى اَلطَّرِيقِ وَكُلَّ جَنَاحٍ وَكَنِيفٍ وَمِيزَابٍ إِلَى اَلطَّرِيقِ، وَيَأْمُرُ اَللهُ الفَلَكَ فِي زَمَانِهِ فَيُبْطِئُ فِي دَوْرِهِ حَتَّى يَكُونَ اليَوْمُ فِي أَيَّامِهِ كَعَشَرَةٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ وَاَلشَّهْرُ كَعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَاَلسَّنَةُ كَعَشْرِ سِنِينَ مِنْ سِنِيكُمْ. ثُمَّ لَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلاً حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِ مَارِقَةُ اَلمَوَالِي بِرُمَيْلَةِ اَلدَّسْكَرَةِ عَشَرَةَ آلَافٍ، شِعَارُهُمْ: يَا عُثْمَانُ يَا عُثْمَانُ، فَيَدْعُو رَجُلاً مِنَ اَلمَوَالِي فَيُقَلِّدُهُ سَيْفَهُ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى كَابُلَ شَاهٍ، وَهِيَ مَدِينَةٌ لَمْ يَفْتَحْهَا أَحَدٌ قَطُّ غَيْرُهُ فَيَفْتَحُهَا، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى الكُوفَةِ فَيَنْزِلُهَا وَتَكُونُ دَارُهُ، وَيُبَهْرِجُ سَبْعِينَ قَبِيلَةً مِنْ قَبَائِلِ العَرَبِ...» تَمَامَ الخَبَرِ(6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السَّمُرُ – بضمِّ الميم - : شجر صغار الورق قصار الشوك وله برمة صفراء يأكلها الناس، واحدتها سَمُرةٌ. (لسان العرب: ج ٤/ ص ٣٧٩).
(2) كذا في المصدر، والصحيح (منهم).
(3) بحار الأنوار (ج ٥٢/ ص ٣٠٦/ ح ٧٩)، عن كتاب سرور أهل الإيمان (ص ٩٠ - ٩٢/ ح ٦٧).
(4) أي: القائم (عجّل الله فرجه).
(5) بحار الأنوار (ج ٥٣/ ص ١٢).
(6) الغيبة للطوسي (ص ٤٧٥/ ح ٤٩٨).
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة