أشخاص الذين لعنهم الإمام المهدي (عليه السلام) ؟

, منذ 2 سنة 1K مشاهدة

لم يخلُ التاريخ من ظهور الحركات الشاذة عن النهج السائد في تلك الامم سواء كانت تلك الحركات دينة أو اجتماعية ومن نتلك الحركات التي ظهرت في التاريخ الاسلامي هم الغلاة التي انتشرت رجالاته في طول المسيرة الاسلامية ومن تلك الحقب هي حقبة حياة الإمام المهدي (عليه السلام) في عصر غيبته.

1 ـ عن علي بن أحمد الدلال القمي قال : اختلف جماعة من الشيعة في ان الله عز وجل فوض الى الأئمة أن يخلقوا ويرزقوا ، فقال قوم : هذا محال ، وقال آخرون : بل الله أقدرهم على ذلك ، فقال قائل : ما لكم لا ترجعون الى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ، فانه الطريق الى صاحب الأمر (عليه السلام)، فكتبوا المسألة وانفذوها اليه (عليه السلام)، فخرج اليهم من جهته توقيع نسخته : ان الله تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسم الأرزاق لأنه ليس بجسم ولا حال في جسم ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فأما الأئمة فانهم يسألون الله تعالى فيخلق ، ويسألونه فيرزق ايجاباً لمسألتهم واعظاماً لحقهم[1] .

٢ ـ ومن التواقيع التي صدرت من الإمام القائم (عليه السلام) الى محمد بن عثمان العمري حول أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع قال (عليه السلام) فيها : انه ملعون وأصحابه ملعونون ، ولا تجالس أهل مقالتهم ، فاني منهم بريء ، وآبائي منهم براء[2] .

3 ـ وممن خرج التوقيع بحقه من صاحب الزمان ((عليه السلام) ولعنه وتبرأ منه أحـمـد بـن هـلال الكوفي ، وكان من قبل من أصحاب الامام العسكري ، ثم تغير على الامام وانكر سفارة محمد بن عثمان العمري ، فلعنه الإمام (عليه السلام)، وتبرأ منه[3] .

٤ ـ من الغلاة الكذابين أبو محمد الحسن الشريعي الذي ادعى السفارة لصاحب الزمان (عليه السلام)، وكذب على الله وعلى حججه (عليهم السلام)، ونسب اليهم ما لا يليق بهم وهم منه براء ، ثم تمادى في غلوه ، وقال بالكفر والالحاد .

5 ـ ومما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه، ردا على الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال الكرخي.

يا محمد بن علي تعالى الله وجل عما يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاؤه في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه تباركت أسماؤه: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).

وأنا وجميع آبائي من الأولين: آدم ونوح وإبراهيم وموسى، وغيرهم من النبيين، ومن الآخرين محمد رسول الله، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم ممن مضى من الأئمة (صلوات الله عليهم) أجمعين، إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري، عبيد الله عز وجل يقول الله عز وجل: (من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) (1).

يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه.

فأشهد الله الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيدا، ورسوله محمد صلى الله عليه وآله، وملائكته وأنبياءه، وأولياءه عليهم السلام.

وأشهدك، وأشهد كل من سمع كتابي هذا، أني برئ إلى الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب، ونشاركه في ملكه، أو يحلنا محلاً سوى المحل الذي رضيه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدى بنا عما قد فسرته لك وبينته في صدر كتابي.

وأشهدكم: أن كل من نبرأ منه فإن الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياءه وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه لأحد من موالي وشيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكل من الموالي لعل الله عز وجل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق، وينتهون عما لا يعلمون منتهى أمره، ولا يبلغ منتهاه، فكل من فهم كتابي ولا يرجع إلى ما قد أمرته ونهيته، فقد حلت عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده الصالحين[4] .

6 ـ وممن خرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم من قبل صاحب الزمان (عليه السلام) على يد الحسين بن روح وهم : محمد بن علي بن بلال ، والحسين بن منصور الحلاج ، ومحمد بن علي الشلمغاني ، وكان الحلاج ادعى النبوة ، وقال بالتناسخ ، وقال اتباعه ان اللاهوت قد حل فيه ، وكان يدعي كذباً سفارته عن صاحب الزمان (عليه السلام) .

 

[1] الغيبة - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٣١٦

[2] إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١

[3] مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج ١٢ - الصفحة ٣١٦

[4] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٨ ـ 289.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0539 Seconds