”أعضاد وأشهاد وحفظة وروّاد“، هؤلاء هم الذين يتصل بهم الإمام المهدي (عج)

, منذ 1 سنة 413 مشاهدة

السيد منير الخباز

ان جميع الإمامية بلا استثناء متفقون على أن غيبة الإمام غيبة عنوانية، وليست غيبة شخصية، فالإمام ليس غائباً شخصاً، الإمام حاضر، نحن لا نتحدث عن شخص يعيش في جزر واق واق، لا نتحدث عن شخص يعيش في المريخ، ولا نتحدث عن شخص لا يمكن أن يعيش بين الناس، بل هو يعيش بين الناس.

ونحن يوميًا نقرأ هذا الدعاء: ”اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن“، وهذا الدعاء وارد عنه ، هذا الدعاء ورثناه عنه، هو علّمنا كيف ندعو إليه، ”اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة، وليًا وحافظًا“ أي أنه يحتاج إلى الحفظ، إذا كان يعيش في سطح القمر، أو في جزر واق واق، أو أن الله تبارك وتعالى جعل حاجباً بينه وبين الناس، لا يلتقون به ولا يلتقي بهم، لكان محفوظًا ولا يحتاج إلى أن يدعو له أحد، لو كان الإمام ممن لا يعيش بين الناس ولا يلتقي بالناس لما احتاج أن يدعو له أحد، الدعاء له لأنه يعيش بين الناس، لأنه معرض لما يتعرض إليه الناس، معرض للتعب، معرض للراحة، معرض للاعتداء، معرض للجرح، معرض للألم، وهكذا... يعرض عليه ما يعرض على الناس، يعيش بين الناس.

بما أنه يعيش بين الناس، ويعرض عليه ما يعرض على الناس، إذن احتاج إلى الحفظ من قبل الله عز وجل، ”وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليلًا وعينًا“، احفظه إلى ذلك اليوم، هذا الدعاء الذي صدر عن المهدي المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» هو إرشادٌ إلى أن الإمام في معرض أن يصل إليه الاعتداء، قد يتعرض للاعتداء، قد يتعرض إلى الظلم، لذلك من وسائل حفظه، ومن أسباب حفظه، دعاء المؤمنين له.

دعاء المؤمنين سبب من أسباب حفظه، دعاء المؤمنين وسيلة من وسائل حفظه، لذلك علّم شيعته الدعاء له «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين». إذن، الإمام غيبته غيبة عنوانية فقط، من هو الإمام؟ وإلا هو يعيش بين الناس، يعرفه الناس، ويتطلعون، وقد يعاشرونه، وقد يبايعونه، وقد يسلمون عليه، وقد وقد وقد... إلخ، إنما العنوان غير معروف، الغيبة غيبة عنوانية وليست غيبة شخصية.

فبما أن الغيبة عنوانية إذن يمكن أن يلتقي الناس بكل سهولة، ما دام العنوان غير معروف فقط، وهو يعيش بين الناس، يسافر معهم، يرجع مهم، قد يتزوج، قد ينجب، الله العالم، بما أنه يعيش بين الناس إذن بالنتيجة اللقاء به ممكن، الاتصال به ممكن، بل اللقاء به والاتصال به ضروريٌ لا أنه فقط ممكن، لا بد منه، لم؟ لأننا ذكرنا أن من أدواره التي لا تنفك عنه، كما قال الإمام : ”لا بد لله في الناس من حجة: إما ظاهرًا مشهورًا، أو خائفًا مغمورًا“، كيف تكون الحجية؟ إذن بالنتيجة: من أجل أن تتحقق الصورة الفعلية لحجيته ، من أجل أن تتحقق الصورة الفعلية لحفظه للتشريع فهو أحيانًا يمارس حجيته بالطريق غير المباشر، أحيانًا يمارسها بالطريق المباشر، فلا بد له من لقاء مباشر ببعض الأشخاص، من أجل أن تتحقق الصورة الفعلية لحجيته .

ولذلك، أنت تقرأ في أدعية رجب: ”أعضاد وأشهاد وحفظة وروّاد“، هؤلاء هم الذين يتصل بهم، هؤلاء هم الذين يلتقي بهم، هناك من البشر من هؤلاء وظيفتهم، أعضاد لمن؟ أشهاد لمن؟ هذا من أدعية رجب، هناك صفوة منتخبة أعدّها الله تبارك وتعالى لتكون سلسلةً له، ولتكون حاشيةً له، ولتكون يدًا له، من خلالهم تتحقق الصورة الفعلية لحجته، من خلالهم يتحقق حفظ التشريع.

وقد ورد في بعض الروايات الشريفة: ”لا يطلع عليه أحدٌ من ولده أو من غيرهم إلا المولى الذي يلي أمره“، إذن هناك مولى أيضًا يلي أمره، أي: يرعاه، فلان ولي أمر فلان، أي: قام برعايته والاهتمام به، هناك من يلي أمره. إذن بالنتيجة: الإمام  ليس لقاؤه ممكنًا فحسب، بل لقاؤه ضروري في بعض الفروض التي تتوقف عليها الصورة الفعلية لحجته، وتتوقف عليها الصورة الفعلية لحفظه للتشريع «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين».

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0643 Seconds