متى بدأت ادّعاءات «سفارة» الإمام المهدي (عج)؟

, منذ 5 سنة 2K مشاهدة

- فريق العمل

يمكن رصد بدأ التزوير وادعاء السفارة عن الإمام المهدي (عج) في عهد السفير الثاني الشيخ محمد ابن عثمان العمري (ره) في زمن الغيبة الصغرى.. ففي زمن السفير الأول لم تكن الظروف لتساعد على دعوى السفارة، فإن الغيبة الصغرى لازالت في بداية عهدها، وملاحقة السلطات العباسية ومطاردتهم للإمام المهدي (عج) وكل من يمتّ إليه بصلة قوية.. وقد كانت السفارة في عهد السفير الأول جهاداً كبيراً وتضحيةً عظمى، فكيف يمكن انتحال السفارة زوراً وتعريض الشخص نفسه للمطاردة والخطر تلقائيا.. بالإضافة إلى أن القواعد الشعبية لم تكن لتعتاد على السفارة الصادقة في بداية عهدها، بل تحتاج بعض الوقت ليندمج ويتأقلم الناس على هذا النوع من السفارة.. ولكن مع الدرجة الرفيعة والمنزلة الكبيرة التي حظيت بها السفارة الصادقة داخل المجتمع الإسلامي ولدى أوساط القواعد الشعبية، ونظراً لأهمية هذا الموقع الحساس بما يحمله من إمكانية الاستغلال المادي والمعنوي، برز العديد من الأصوات التي ادّعت حصولها على شرف السفارة (كذبا وزوراً).

وقد ذكر الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة) في باب ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية([1]) (النيابة أو السفارة) كذبا وافتراءً وتطرق إلى:

الحسن المعروف بالشريعي.

محمد بن نصير النميري.

أحمد بن هلال الكرخي.

أبو طاهر محمد بن علي بن بلال.

الحسين بن منصور الحلاج.

محمد بن علي الشلمغاني.

أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي.

محمد بن المظفر الكاتب الأزدي أبو دلف.

وهؤلاء يمثلون خط الانحراف في زمن الغيبة الصغرى، وحاولوا الوصول إلى تحقيق أطماعهم الشخصية من خلال الكذب والافتراء.

أما في زمن الغيبة الكبرى فلعل ابرز دعوى للسفارة ما قام به علي محمد الشيرازي المعروف بالباب: ولد في شيراز (إيران) سنة 1235هـ، ادعى في البداية أنه باب المهدي المنتظر (عج)، ثم استقل في دعواه معرّفاً نفسه بأنه المهدي، ولما رأى كثرة الحمقى حوله، عندئذ ادعى النبوة، وفي النهاية اشتد به الجنون فطمع في الألوهية، وجاء كتابه (البيان) خير دليل على كفره المحض.. وقد أفتى علماء الدين بكفره وحكموا عليه بالقتل، وتم تنفيذ الحكم فيه رمياً بالرصاص في مدينة تبريز هو وأحد أتباعه، وطُرحت جثتاهما على حافة خندق، وكان ذلك في صبيحة الاثنين الموافق 27 شعبان سنة 1265هـ. وبعد إعدامه، عُلم أن عملاء روسيا هم الذين شجعوه على خلق أكاذيبه وساعدوه عليها، كما أفتى العلماء بكفر أتباعه البهائيين ونجاستهم وحرمة الزواج منهم.


([1]) غيبة الطوسي ص267 إلى 281.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0653 Seconds