كيف يقضي الإمام المهدي (عج) على حكم السفياني في الشام ؟

, منذ 1 يوم 73 مشاهدة

يقول الامام الصادق (عليه السلام): "السفياني من المحتوم، وخروجه من اوله الى آخره خمسة عشر شهرا، ستة اشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس، ملك تسعة اشهر ولم يزدد عليها يوما"(٣٧٩).

والواقع انه لم يشهد التاريخ حركة مسلحة تواجه اكبر عدد من الاعداء والمعارضين لها، في فترة قصيرة من الزمن كحركة السفياني، التي تواجه خمسة عشر قوة معارضة لمشروعها السياسي، وهي موزعة بين حركات واحزاب دينية وعلمانية ودول محلية وعالمية، كلها تحارب مشروع السفياني وتقاتله، ومع ذلك لا تتمكن من كسر شوكته وسحق قوته وايقاف مشروعه خلال خمسة عشر شهرا.. ومن الغريب العجيب ان معدل الكيانات السياسية المعادية للسفياني من الاحزاب والدول يساوي عددها عدد الاشهر لعمر حركته منذ بدايتها حتى نهايتها وهي كما يلي: ١-المرواني، ٢- الاصهب، ٣-الابقع، ٤-الراية الحسنية في بلاد الشام، ٥-الراية المغربية، ٦-الراية العباسية، ٧-الراية المصرية، ٨-الراية الرومية، ٩- الراية التركية، ١٠-راية العصائب، ١١-راية المقاومين الابدال في بلاد الشام، ١٢-شيعة الحجاز، ١٣-الراية الخراسانية، ١٥-الراية اليمانية.

ان انتصار السفياني على جميع القوى المحلية والعالمية المعادية له قبل حادثة الخسف، دليل واضح واكيد على قيامه بمشروعه السياسي الدموي الخطير بالوكالة عن دول الكفر العالمية الكبرى، متلقيا منهم الدعم الكامل من الاموال والعتاد، ورجال المخابرات والخبراء العسكريين والاداريين والمهندسين وغيرهم، وان اصطدامه واختلافه مع الراية الرومية والتركية في معركة قرقيسيا، ربما يكون مؤشرا على انهما من غير حلفائه واسياده الاوربيين الاصليين وليس دليلا على اختلافه سياسيا واقتصاديا مع حلفائه.

والنتيجة أنه يظهر الإمام المهدي (عليه السلام)، والسفياني يسيطر على بلاد الشام كلها، وقد اضطرب أهلها عليه، وانقسموا بين مؤيدين ومعارضين لسياسته، فأما المعارضون فإنهم يضغطون عليه لمبايعة الإمام، وأما المؤيدون فإنهم يحذرونه الإقدام على البيعة، ويطلبون منه أن يعدّ العدة لقتالهم، ومن ورائهم ضغوطات الدول الاوروبية والعربية تزداد يوما بعد يوم، داعية السفياني لخوض حرب ضد الإمام المهدي (عليه السلام)، فيحتار السفياني في أمره ويتذبذب مترددا في مواقفه، مما يضطره أن يسرع في إعلان البيعة للإمام، ثم ينقضها بعد برهة بشكل أسرع تحت ضغوطات أعداء التيار المهدوي من المحليين والعالميين، ففي رواية ان السفياني يعلن بيعته وطاعته للإمام المهدي (عليه السلام) بعد حادثة الخسف فيقول:

"... لعمرو الله لقد جعل الله في هذا الرجل عبرة، بعثت إليه ما بعثت فساخوا في الأرض، إنّ هذا لعبرة وبصيرة، ويؤدي إليه السفياني الطاعة، ثمّ يخرج حتى يلقى كلبا، وهم أخواله، فيعيرونه بما صنع ويقولون: كساك الله قميصا فخلعته؟ فيقول: ما ترون أستقيله البيعة؟ فيقولون: نعم،.... ثم يقول-أي الإمام المهدي (عليه السلام) -هذا رجل خلع طاعتي فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطة إيليا، ثم يسير إلى كلب، فالخائب من خاب يوم نهب كلب"(٣٨٠).

ثم يعدّ الإمام المهدي (عليه السلام) العدة لتوجيه الضربة القاصمة للقضاء على السفياني، فيتوجه بجيوشه نحو بلاد الشام، وهي مكونة من ثلاثة ألوية:

لواء يتقدمه هو (عليه السلام) وموقعه القلب، وآخر يتقدمه اليماني وموقعه الميمنة، وثالث يتقدمه الخراساني وموقعه الميسرة، وتنتهي المعركة بقتل السفياني وتحرير بلاد الشام من حكمه وسلطانه، كما في الرواية عن الامام علي (عليه السلام) إنه قال: "ويعمل عمل الجبابرة الاولى-يعني السفياني-فيغضب الله من السماء لكل عمله، فيبعث عليه فتى من قبل المشرق، يدعو إلى أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، هم اصحاب الرايات السود المستضعفون، فيعزهم الله وينزل عليهم النصر، فلا يقاتلهم أحد إلا هزموه، ويسير الجيش القحطاني، حتى يستخرجوا الخليفة وهو خائف، فيسير معه تسعة آلاف من الملائكة معه راية النصر، وفتى اليمن، حتى ينزلوا دمشق فيفتحونها أسرع من التماع البرق، ويهدمون سورها، ثم تبنى ويعمر، ويساعدهم عليها رجل من بني هاشم، اسمه اسم نبي، فيفتحونها من الباب الشرقي، قبل أن يمضي من اليوم الثاني اربع ساعات، فيدخلها سبعون ألف سيف مسلول بايدي اصحاب الرايات السود، شعارهم أمت أمت، أكثر قتلاهم فيما يلي المشرق"(٣٨١).

والفتى في قوله: "فيبعث عليه فتى من قبل المشرق يدعو إلى أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وسلّم)"، هو شعيب بن صالح التميمي، قائد جيش الرايات السود، والجيش القحطاني هو جيش القائد اليماني، والخليفة الذي يستخرجه الجيش اليماني خائفا هو خليفة الله المهدي (عليه السلام)، والرجل المسمى باسم نبي هو السيد الحسني حليف القحطاني والمهدي في فتح دمشق، وقوله: "واكثر قتلاهم فيما يلي المشرق" تعريف بأهل الرايات السود الذين يقدمون اكثر شهداءهم على جبهة عبادان والبصرة، التي مرت الإشارة إلى معاركهم فيها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البحار ٥٢/٢٤٨.

(2) الفتن لنعيم بن حماد/٢١٥.

(3) كنز العمال ١٤ حديث ٣٩٦٨٠.

المصدر : رايات الهدى والضلال في عصر الظهور تأليف : مهدي الفتلاوي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0591 Seconds