جاء عن بعض الأئمة (عليهم السلام) (1): يخرج ملك في صنعاء اليمن اسمه حسين أو حسن، وعن الإمام الصادق (عليه السلام)(2) قال: خروج رجل من ولد عمي زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، وجاء في بعض الروايات عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) انه يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة.

وكرعة قرية في منطقة بني خولان باليمن قرب صعدة، وان صحت الرواية فلابد إن يكون المقصود فيها إن اليماني يبدأ أمره من هذه القرية، كما ورد إن مبدأ أمر المهدي (عجل الله فرجه) من المشرق، أي مبدأ حركة أنصاره لان الثابت المتواتر في الأحاديث إن المهدي (عجل الله فرجه) يخرج من مكة من السجد الحرام.

وتذكر الروايات(3): (ثم يخرج ملك من صنعاء اسمه حسين أو حسن، فيذهب بخروجه غمر الفتن، يظهر مباركاً زاكياً فيكشف بنوره الظلماء، ويظهر به الحق بعد الخفاء.

وقد اتفقت أكثر الأحاديث إن أكثر الرايات المرافقة للإمام (عجل الله فرجه) هداية هي راية اليماني فقد ذكر الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)(4): تلتقي في الشام ثلاث رايات: راية السفياني وراية اليماني وراية الخراساني، أهداها راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق، وفي حديث آخر له (عليه السلام): يوشك إن تخرج نار باليمن، تسوق الناس إلى الشام (وهي نار حرب، وحّر سيف قاطع يمهدان لالتقاء الرايات بالشام، يسوقان الناس إليها سوقاً حين يقصدها اليماني فيلاقيه الخراساني للمعونة، ويلتقيهما عدوهما وتكون الملحمة التي حكت عنها السماء من حوالي ستة آلاف سنة.

إن حركة ظهور الإمام (عجل الله فرجه) تقوم على القوة البشرية في مكة والحجاز والتي يتألف منها جيشه في المرحلة الأولى، والتي تتألف بشكل أساسي من أنصاره الحجازيين واليمانيين ثم الإيرانيين، وعلى العموم يكون دور اليمانيين الممهدين في العراق، فقد ذكرت الروايات إن اليماني يدخل العراق على اثر غزو السفياني له، وانه يكون لهم دور مساعد في قتال السفياني(5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كامل سليمان، يوم الخلاص، مصدر سابق، الصفحة ٢٥٧.

(2) المجلسي، بحار الأنوار، الجزء الثاني والخمسون، مصدر سابق، الصفحة ٣٨٠.

(3) السيد مصطفى الحيدري، بشارة الإسلام في ظهور صاحب الزمان، مطبعة النجف، ١٣٨٢ هجرية، الصفحة ١٨٧.

(4) كامل سليمان، يوم الخلاص، مصدر سابق، الصفحة ٤٥٨.

(5) علي الكوراني العاملي، عصر الظهور، مصدر سابق، الصفحة ١١٥.

المصدر : في رحاب الإمام الحجة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ـ تأليف: الدكتور علي عبد الزهرة الوائلي.