هي علامات عديدة منها:
١ - خروج راية السيد الحسني الهاشمي.
يشير اليه حديث الامام الباقر (عليه السلام):
«يخرج شاب من بني هاشم، بكفّه اليميني خال، ويأتي من خراسان برايات سود. بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزموهم»(1).
وكذلك حديث خطبة البيان التي ورد فيها:
«فيلحقه (اي الامام المهدي (عليه السلام)) رجل من اولاد الحسن في اثنا عشر الف فارس، ويقول: يا بن العم، أنا أحق منك بهذا الامر لأني من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين.
فيقول المهدي: اني أنا المهدي.
فيقول له: هل عندك آية أو معجزة أو علامة؟
فينظر المهدي الى طير في الهواء فيومئ اليه فيسقط في كفه، فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالامامة. ثم يغرس قضيباً يابساً في بقعة من الارض ليس فيها ماء، فيخضر ويورق، ويأخذ جلموداً كان في الارض من الصخر، فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع.
فيقول الحسني: الامر لك. فيسلم وتسلم جنوده»(2).
وفي حديث المفضل:
«ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الّذي نحو الدَّيلم، يصيح بصوت له فصيح: يا آل أحمد! أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح.
فتجيبه كنوز الله بالطالقان؛ كنوزٌ وأيُّ كنوز. ليست من فضّة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظّلمة حتّى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلاً.
فيتّصل به وبأصحابه خبر المهديِّ (عليه السلام)، ويقولون: يا بن رسول الله، من هذا الّذي قد نزل بساحتنا؟
فيقول: اخرجوا بنا إليه حتّى ننظر من هو وما يريد؟ وهو والله يعلم أنّه المهديّ وأنّه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلّا ليعرِّف أصحابه من هو.
فيخرج الحسنيُّ فيقول: إن كنت مهديّ آل محمّد فأين هراوة جدِّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع، وناقته العضباء، وبغلته الدُّلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
فيخرج له ذلك، ثمَّ يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلّا أن يري أصحابه فضل المهديِّ (عليه السلام) حتّى يبايعوه.
فيقول الحسنيّ: الله أكبر! مدَّ يدك يا بن رسول الله حتّى نبايعك.
فيمدُّ يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الّذي مع الحسنيِّ إلّا أربعين ألفاً، أصحاب المصاحف المعروفون بالزيديّة، فانّهم يقولون: ما هذا إلّا سحر عظيم؟
فيختلط العسكران، فيقبل المهدي (عليه السلام) على الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيّام، فلا يزدادون إلّا طغياناً وكفراً، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً»(3).
٢ - خسوف القمر لخمسٍ بقين، وكسوف الشمس لخمس عشرة مضين من شهر رمضان.
وهذه ظاهرة كونية خارقة للنظام الفلكي، يشير اليها حديث الامام الباقر (عليه السلام):
«آيتان (اثنان) بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس وكسوف الشمس عشرة، [و] لم يكن ذلك منذ هبط آدم (عليه السلام) الى الأرض، وعند ذلك يسقط حساب المنجمين»(4).
٣ - كثرة الامطار في جمادي الآخرة وعشرة أيام من رجب.
ويشير اليها حديث الامام الصادق (عليه السلام):
«اذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة الايام من رجب مطراً لم تر الخلائق مثله»(5).
ولعل يشير اليه أيضاً حديث سعيد بن جبير(6).
٤ - الموت الاحمر والموت الابيض بذهاب ثلثي أهل العالم.
ويشير اليها حديث الامام الصادق (عليه السلام):
١. عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«قدَّام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتّى يذهب من كلِّ سبعة خمسة. الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون.
٢. عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم، قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب ثلث النّاس.
فقيل له: إذا ذهب ثلث [ثلثا] الناس فما يبقى؟
فقال (عليه السلام): أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي»(7).
الى غير ذلك من العلائم الاخرى التي وردت في أحاديث كثيرة تلاحظها في باب علائم الظهور من الغيبتين.
مثل ما حديث ابي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله (عزَّ وجلَّ): (عذاب الخزي في الحيوة الدّنيا...)(8)، ما هو عذاب خزي الدّنيا؟
فقال: «وأيُّ خزي أخزى - يا أبا بصير - من أن يكون الرَّجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله، إذ شقَّ أهله الجيوب عليه وصرخوا. فيقول الناس: ما هذا؟ فيقال: مُسخَ فلان الساعة.
فقلت: قبل قيام القائم (عليه السلام) أو بعده؟
قال: لا، بل قبله»(9).
ومن المناسب في المقام ذكر ما يكون من الحوادث عند ظهوره (عليه السلام) في رواية المفضّل البيانية المفصلة، ويأتي بيانها.
المرحلة الثانية: القيام
عرفت ان قيام الامام المهدي (عليه السلام) ونهضته الإلهية المباركة، يكون بعد خطبته الشريفة عند بيت الله الحرام، والبيعة معه بين الركن والمقام.
فانه (عليه السلام) بعد ظهوره يُسند ظهره الى الكعبة المعظمة، مستجيراً بربّ العظمة. فيُلقى خطبته العصماء، المبدوّة بحمد وثناء ربّ السماء، والصلاة والسلام على سيد الانبياء وآله الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.
ثم تتم البيعة الكريمة، بيعة جنود الرحمن لصاحب الزمان.
ثم يكون القيام بالسيف لاستئصال المعاندين والمتكبّرين الظالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الملاحم والفتن (للسيد ابن طاووس): ص ٧٧.
(2) الزام الناصب: ج ٢ ص ٢٠٥.
(3) البحار: ج ٥٣ ص ١٥.
(4) كمال الدين: ص ٦٥٥ ب ٥٧ ح ٢٥، ونحوه في: الغيبة (للشيخ الطوسي): ص ٢٧٠.
(5) الزام الناصب: ج ٢ ص ١٥٩.
(6) الارشاد: ج ٢ ص ٣٧٣.
(7) كمال الدين: ص ٦٥٥ ب ٧٥ ح ٢٧ - ٢٩.
(8) سورة فصلت: الآية ١٦.
(9) الغيبة (للشيخ النعماني): ص ٢٦٩.
المصدر : الإمام المنتظر (عليه السلام) من ولادته إلى دولته ـ تأليف : السيد علي الحسيني الصدر.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة