من أي مكان سوف يخرج الامام المهدي (عج) ؟

, منذ 1 شهر 562 مشاهدة

يقول السيد محسن الأمين :

وأمَّا المكان الذي يخرج فيه، وما يفعله بعد خروجه، ومحلُّ إقامته، وهيأته بحسب السنِّ، فالمرويُّ كما مرَّ في علامات الظهور أنَّ السفياني بعدما يخرج من وادي اليابس بفلسطين ويملك دمشق وفلسطين والأُردن وحمص وحلب وقنسرين، ويخرج بالشام الأصهب والأبقع يطلبان المُلك فيقتلهما السفياني، لا يكون له همَّة إلَّا آل محمّد وشيعتهم، فيبعث جيشين: أحدهما إلى المدينة والآخر إلى العراق.

أمَّا جيش المدينة فيأتي إليها والمهدي بها وينهبها ثلاثاً، فيخرج المهدي إلى مكَّة، فيبعث أمير جيش السفياني خلفه جيشاً إلى مكَّة، فيُخسَف بهم في البيداء.

وأمَّا جيش العراق فيأتي الكوفة ويصيب من شيعة آل محمّد قتلاً وصلباً وسبياً، ويخرج من الكوفة متوجِّهاً إلى الشام، فتلحقه راية هدى من الكوفة فتقتله كلَّه، وتستنقذ ما معه من السبي والغنائم.

أمَّا المهدي (عليه السلام)، فبعد أنْ يصل إلى مكَّة يجتمع عليه أصحابه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدَّة أهل بدر، فإذا اجتمعت له هذه العدَّة أظهر أمره، فينتظر بهم يومه بذي طوى، ويبعث رجلاً من أصحابه إلى أهل مكَّة يدعوهم، فيذبحونه بين الركن والمقام، وهو النفس الزكيَّة، فيبلغ ذلك المهدي، فيهبط بأصحابه من عقبة ذي طول حتَّى يأتي المسجد الحرام فيُصلّي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ويخطب في الناس ويتكلَّم بكلام لم يتكلَّم به أحد.

وروي أنَّ أوَّل ما ينطق به هذه الآية: ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [هود: ٨٦]، ثمّ يقول: «أنا بقيَّة الله في أرضه»(1).

 

وفي رواية: «يقوم بين الركن والمقام فيُصلّي، وينصرف ومعه وزيره، وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به، فينادي: يا أيُّها الناس، إنّا نستنصر الله، ومن أجابنا من الناس أو وكَّل مسلم على من ظلمنا، وإنّا أهل بيت نبيِّكم محمّد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فمن حاجَّني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجَّني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجَّني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجَّني في محمّد فأنا أولى الناس بمحمّد، ومن حاجَّني في النبيِّين فأنا أولى الناس بالنبيِّين، أليس الله يقول في محكم كتابه: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣٣ و٣٤]، ألَا ومن حاجَّني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألَا ومن حاجَّني في سُنَّة رسول الله فأنا أولى الناس بسُنَّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فيبايعه أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر بين الركن والمقام، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف خرج بهم من مكَّة»(2).

وروي أنَّه إذا خرج لا يبقى في الأرض معبود دون الله (عزَّ وجلَّ) من صنم وغيره إلَّا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به(3).

وروي أنَّه يخرج من المدينة إلى مكَّة بتراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، سيفه ودرعه وعمامته وبرده ورايته وقضيبه وفرسه ولامته وسرجه، فيتقلَّد سيفه ذا الفقار، ويلبس درعه السابغة، وينشر رايته السحاب، ويلبس البردة، ويعتمُّ بالعمامة، ويتناول القضيب بيده، ويستأذن الله في ظهوره(4).

وروي أنَّ «له عَلَماً إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العَلَم من نفسه وأنطقه الله (عزَّ وجلَّ) ونادى: اخرج يا وليَّ الله فاقتل أعداء الله، وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله (عزَّ وجلَّ) فناداه: اخرج يا وليَّ الله فلا يحلُّ لك أنْ تقعد عن أعداء الله(5).

ثمّ يستعمل على مكَّة ويسير إلى المدينة، فيبلغه أنَّ عامله بمكَّة قُتِلَ، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة، ثمّ يرجع إلى المدينة فيقيم بها ما شاء(6).

وفي رواية أنَّه يبعث جيشاً إلى المدينة، فيأمر أهلها، فيرجعون إليها، ثمّ يخرج حتَّى يأتي الكوفة، فينزل على نجفها، ثمّ يُفرِّق الجنود منها في الأمصار، قال الباقر (عليه السلام): «كأنّي بالقائم [(عليه السلام)](7) على نجف الكوفة، وقد سار إليها من مكَّة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يُفرِّق الجنود في البلاد»(8).

وذكر (عليه السلام) المهدي، فقال: «يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت وتصفو له، ويدخل حتَّى يأتي المنبر، [فيخطب](9)، فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أنْ يُصلّي بهم الجمعة، فيأمر أنْ يُخَطَّ له مسجد على الغري، ويُصلّي بهم هناك»(10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كمال الدِّين (ص ٣٦٠ و٣٦١/ باب ٣٢/ ح ١٦).

(2) راجع: الغيبة للنعماني (ص ٢٩٠ و٢٩١/ باب ١٤/ ح ٦٧)؛ الاختصاص (ص ٢٥٦)؛ تفسير العيّاشي (ج ١/ ص ٦٥/ ح ١١٧).

(3) كمال الدِّين (ص ٣٦٠ و٣٦١/ باب ٣٢/ ح ١٦).

(4) راجع: الغيبة للنعماني (ص ٢٧٨ و٣٢٠/ باب ١٤ و٢٠/ ح ٤٢ و٢).

(5) كمال الدِّين (ص ١٨٥ و١٨٦/ باب ٧/ ضمن الحديث ١٧).

(6) راجع: تفسير العيّاشي (ج ٢/ ص ٥٦ و٥٧/ ح ٤٩).

(7) ما بين المعقوفتين من المصدر.

(8) الإرشاد (ج ٢/ ص ٣٧٩ و٣٨٠).

(9) ما بين المعقوفتين من المصدر.

(10) الإرشاد (ج ٢/ ص ٣٨٠).

 

 

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0645 Seconds