كيف يظهر الإمام المهدي (عج) ؟ ومن أين يبدأ ؟

, منذ 1 اسبوع 313 مشاهدة

 

قبل الولوج بهذا الموضوع لابد من التفريق بن الظهور والقيام، فالظهور هو الخروج عن الاستتار والاختفاء، أما القيام فهو النهضة والثورة والشروع بالعمل. ومن خلال الأحاديث الواردة عن الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعن الأئمة الطاهرين (عليه السلام) نجد إننا لا نحتاج إلى التنبؤ أو التكهن، فهذه الأحاديث تصف كيفية ظهور الإمام (عجل الله فرجه) وانه (عجل الله فرجه) يسير وفق مخطط سماوي يضمن له النجاح ومنع عنه الفشل.

يكون ظهور الإمام مقارناً للصيحة السماوية التي تكون في شهر رمضان، ويكون ظهوره (عجل الله فرجه) في المدينة، ويصل خبر ظهوره إلى السفياني الذي أصبح مستولياً على بلاد الشام (سوريا والأردن وفلسطين) فيرسل السفياني جيشاً إلى المدينة المنورة للقضاء على الإمام (عجل الله فرجه) ولكن الإمام يخرج من المدينة قبل وصول الجيش قاصداً مكة. ويدخل جيش السفياني لإلقاء القبض على الإمام فلا يجد له أثراً فيها ثم يتوجه إلى مكة لنفس الغرض وقد قرأتم إن الأرض تبتلعهم في البيداء.

ويصل الإمام المهدي (عجل الله فرجه) إلى مكة وينزل في دار قريبة من جبل الصفا (كما في بعض الأحاديث) وفي حديث آخر: انه ينزل في ناحية ذي طوى، وهي في ضواحي مكة(1). وتمر الأيام ويقترب وقت قيام الإمام، فيجتمع (٣١٣ رجلا)(2) وهم من الخواص من أصحاب الإمام (عجل الله فرجه) يجتمعون من شرق الأرض وغربها في مكة وهنا أقول (لعل بعض من يقرأ بان عدد أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أو يقرأ قائمة الأسماء التي ستكون في الملحق رقم (١) في هذا الكتاب، يستولي عليه اليأس والخيبة إذ لم يجد اسمه أو اسم بلدته في القائمة، ولكن سرعان ما يتبدل هذا اليأس بالرجاء وتنقلب هذه الخيبة إلى أمل عندما يعلم إن أصحاب الإمام ليس منحصراً في هذا العدد إذ إن هؤلاء الـ (٣١٣) رجلاً هم الأصحاب الذين عبر عنهم الإمام علي (عليه السلام) بقوله: (هم أصحاب الألوية) إشارة إلى توفر المؤهلات فيهم لقيادة الجيش والعسكر، وعبر عنهم الصادق (عليه السلام) بقوله: (وهم حكام الله في أرضه). أما الأنصار فهم المؤمنون الصالحون الذين يلتحقون بالإمام (عجل الله فرجه) في مكة وغيرها، وينضوون تحت لواءه ويحاربون أعداء الله ورسوله، وتنص الأحاديث إن (عجل الله فرجه) لا يخرج من مكة الا ومعه عشرة آلاف رجل من الأنصار (وهذا العدد هو بعض الأنصار ايضاً لا كلهم)،ولهذا فأن السيد الهاشمي يلتحق بالإمام المهدي في العراق ومعه اثنا عشر ألف رجل. وهنا بعد إن أصبح لنا أمل بان نكون من أنصار الإمام (عجل الله فرجه) قد يتبادر إلى ذهن احدهم ماذا لو متنا، لذلك آثرت إن اكتب هذا البحث اليسير عن الرجعة.

 وموضوع الرجعة عند بعض البسطاء والمتطرفين خرافة كما في كثير من الحقائق التي يعتبرها بعض الناس خرافة وضلالة الا إن ذلك لا يؤثر في حقيقة الموضوع وواقعيته، فالملاحدة والزنادقة يعدون وجود الله خرافة فهل يؤثر ذلك في حقيقة وجوده سبحانه طبعاً لا. وقبل الولوج في الموضوع لابد من تعريف الرجعة والتي هي: إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وطوائف كثيرة من الأموات، سوف يرجعون إلى هذه الحياة الدنيا.

يعد الاعتقاد بالمعاد يوم القيامة أصلا من أصول الدين ولا أظن إن هناك مسلماً يؤمن بالقران والإسلام ثم لا يؤمن بالمعاد وإحياء الموتى في يوم القيامة. وكلنا نعرف إن المسلمين (بكافة مذاهبهم) وكذلك الكثيرين من أهل الأديان والشرائع والملل متفقون على إن الله تعالى يحيي الأولين والآخرين من عباده يوم القيامة. غير إن المشركين والملاحدة ينكرون البعث في يوم القيامة ويقولون (ءإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً ءإنا لمبعوثون أو إبائنا الأولون)(3) وهؤلاء المشركون خاسرون أصلا وبسور وآيات قرآنية كثيرة، ولا يهمنا هنا إن نرد عليهم ولكننا فقط نتسائل وقبل إن تقرأون التالي اجيبوا (هل أحيا الله أحدا قبل يوم القيامة؟) لان من يؤمن إن الله سبحانه قادر على إن يحيي الخلائق جميعاً يوم القيامة لا يصعب عليه إن يؤمن إن الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء ومن ذلك إحياء بعض عباده وهذا ما ذكر في القران الكريم صراحة وفي مواقع عديدة اذكر منها:

بسم الله الرحمن الرحيم (وإذ قتلتم نفساً فادراتم فيها، والله مخرج ما كنتم تكتمون. فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون)(4) وفي التفسير(5): (وإذ قتلتم نفساً) الخطاب موجّه لبني إسرائيل، لأن احدهم كان قد قتل احد أقرباءه ثم طرح جثة القتيل على طريق سبط من أسباط بني إسرائيل، ثم جاء القاتل يطالب بدمه، وسألوا موسى بن عمران (عليه السلام) عن القاتل من هو؟ وهذا معنى قوله (فأدر أتم فيها) أي اختلفتم في تلك النفس المقتولة وقاتلها، فأمرهم موسى بن عمران (عليه السلام) إن يذبحوا بقرة، واخيراً ذبحوا البقرة (فقلنا اضربوه ببعضها) أي اضربوا القتيل (وهي جثة) ببعض أعضاء تلك البقرة المذبوحة (وقد اختلف المفسرون حول ذلك العضو) فضربوا القتيل بعضو من أعضاء البقرة، فقام القتيل حياً وقال: قتلني فلان ثم عاد ميتاً (كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون) والمقصود إن الله تعالى قد أحيى ذلك القتيل الإسرائيلي في هذه الدنيا وقبل يوم القيامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النعماني، الغيبة، مصدر سابق، حديث رقم ٣٠، الصفحة ١٨٢، وعقد الدرر للشافعي، الصفحة ١٣٣، والمهدي من المهد إلى الظهور للقزويني، الصفحة ٤٦٤، والحديث مروى عن الإمام الباقر (عليه السلام).

(2) الشيخ علي اليزدي الحائري، إلزام الناصب، الجزء الثاني، طبعة إيران، بدون تاريخ، الصفحة ٢٠١، وكتاب نوائب الدهور، للمير جيهاني، الجزء الثاني، طبعة إيران، ١٣٨٣ هجرية، الصفحة ١١٦، وقد رويت خطبة البيان بصورة أخرى، وبين النسختين اختلاف في بعض أسماء أصحاب الإمام البالغ عددهم ٣١٣.

(3) القرآن الكريم، الجزء الثالث والعشرون، سورة الصافات، الآية ١٦ – ١٧.

(4) القرآن الكريم، الجزء الأول، سورة البقرة، الآية ٧٣.

(5) السيد البحراني، تفسير البرهان، الجزء الأول، تفسير الآية من سورة البقرة.

المصدر : في رحاب الإمام الحجة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ـ تأليف: الدكتور علي الوائلي.

 

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0656 Seconds