هل انتظار الإمام المهدي (عج) عقيدة تزرع روح اليأس ؟

, منذ 7 شهر 270 مشاهدة

تزعم هذه الشبهة وأصحابها أن المنتظرين هم في الحقيقة حالة إجتماعية منبعثة عن روح الاتكالية والاعتماد على الغير، فهي عقيدة لها خطرها وضررها على المجتمع البشري، وتمثّل عقبة كأداء أمام التطور العالمي والعلمي بل ما تمثله النفسية الاتكالية من روح إنهزامية غير صالحة للقيام بمسؤولياتها وواجباتها تجاه ذاتها واتجاه الصالح العام. فالعجز عن تغيير الواقع هو الذي (خلق في النهاية إحساساً بالعجز والاستسلام واستغناء عن فكرة محاولة بشرية لأحداث التغيير والركون إلى الإله الذي سيحدث التغيير في الوقت المناسب بإرسال المهدي المنتظر الذي سيسوّي الأمور كافة على أحسن وجه وخير ما يرام).

الجواب:

هذه الشبهة كمثيلاتها لا تعتمد إلاّ على تحليل خاطئ للنظرية من دون دليل علمي بل من غير رؤية حتّى ولو خاطفة وسريعة للتاريخ ومن دون دراسة للنفسية المنتظِرة فلذا نقول: مع قراءة سريعة لتاريخ المنتظرين ونظرة تأملية في واقع الذهنية المنتظِرة لا يبقى لهذه الشبهة عين ولا أثر وقد ذكرنا سابقاً وفي ضمن فوائد الانتظار، ما للانتظار من أهمية بالغة في بعث روح الأمل وتجديد النشاط عند المنتظر سواء الفرد أو المجاميع المؤمنة بهذه العقيدة فكيف ومتى وأنى كان الانتظار سبباً للاتكالية وهذا تاريخ الشيعة حافل بالمبادرات وسبّاق إلى المكرمات في جميع ميادين العلم والعمل.

فلا تجد علماً نافعاً إلاّ والشيعة لهم السهم الأوفر والحصة الأكبر فيه، بل أكثر من ذلك فلهم قصب السبق في تأسيس كثير من العلوم والمعارف الإسلاميّة والإنسانية.

فهذه الكيمياء وهذا جابر بن حيان وهذا الطب وهذا ابن سينا وهذا النحو وهذا أبو الأسود الدولي وهذا العروض وهذا الخليل الفراهيدي و...

وهكذا على صعيد التصدي الاجتماعي وتحمل المسؤوليات تجاه الأمّة الإسلاميّة حيث نجد الكم الوافر من الشخصيات الشيعية التي لعبت دوراً حساساً في هذا المجال، فهذه ثورة التنباكو وهذا المجدد الشيرازي وهذه ثورة العشرين وهذا السيد الحبوبي وهذا العراق وهذا السيد السيستاني دام ظله وهذه ايران وهذا السيد الخميني قدس سره.

فلنجعل للإنصاف مكاناً في نفوسنا.

ختامه مسك:

نتشرف بنقل بعض الروايات في فضل عبادة الانتظار وشرفها ليكون ذلك خاتمة المطاف ومسك الختام.

١ _ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من الله عز وجل).(1)

٢ _ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإنّ أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج).(2)

٣ _ عن سيد العابدين عليه السلام قال: (انتظار الفرج من أعظم الفرج).(3)

٤ _ عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: (ما أحسن الصبر وانتظار الفرج! أما سمعت قول الله عز وجل: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)(٤)).(5)

٥ _ عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن شيء من الفرج فقال: (أوَلست تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟)، قلت: لا أدري إلاّ أن تعلمني، فقال: (نعم، انتظار الفرج من الفرج).(6)

٦ _ عن عبد العظيم الحسني، قال: دخلت على سيدي محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، وأنا أريد أن أسأله عن القائم، هو المهدي أو غيره، فابتدأني فقال لي: (يا أبا القاسم، إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي).(7)

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) كمال الدين: ٦٤٤.

(2) بحار الأنوار ٥٢: ١٢٣.

(3) كمال الدين: ٣٢٠.

(٤) هود: ٩٣.

(5) كمال الدين: ٦٤٥.

(6) الغيبة للطوسي: ٤٥٩.

(7) كفاية الأثر للخزاز القمي: ٢٨١.

المصدر : ثلاثية المعرفة المهدوية في المنتظَر والمنتظِر والانتظار ـ السيد محمّد السيد حسن القبانجي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1165 Seconds