كيف يتم تجديد العهد والبيعة للإمام المهدي (عج) في كل يوم ؟

, منذ 1 سنة 1K مشاهدة

اعلم أن معنى البيعة على قول أهل اللغة: العهد والاتّفاق على أمر، والمراد من البيعة والعهد معه (ع) هو أن يقر المؤمن بلسانه ويعزم بقلبه أن يطيعه كل الطاعة، وينصره في أي وقت ظهر فيه، وهذا الأمر يحصل بقراءة دعاء العهد الصغير الذي تقدم ص 40، أو الكبير: الذي يأتي ص 108.

وأما وضع اليد في يد شخصٍ ما بعنوان أنّ هذه البيعة هي بيعة مع الإمام (ع) فهو من البدع المضلّة فلم ترد في القرآن أو الروايات، نعم لقد كان متعارفاً عند العرب أن يضع الرجل يده بيد رجل آخر لإظهار البيعة والعهد بصورة جليّة.

وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد صافح في مقام البيعة ثم وضع يده المباركة في إناء ماء ثم أخرجها وأمر نساء المسلمين أن يضعن أيديهنّ في ذلك الماء في مقام البيعة له (صلى الله عليه وآله)، وهذا لا يصلح أن يكون دليلاً على أنّ هذا الشكل من البيعة جائز في كل زمان حتى زمان غيبة الإمام (ع)، بل يظهر من بعض الأحاديث وجوب الاكتفاء بالإقرار اللساني والعزم القلبي في عدم إمكان بيعة شخص الإمام أو النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا الحديث مفصّل في ذكر هذا الأمر وقد أورده جمع من العلماء في كتبهم.

ومن جملتها ما ورد في تفسير (البرهان) عن الإمام محمد الباقر (ع) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن نصب الأمير (ع) خليفة له أوضح جملة من فضائله، ثم قال:

"معاشر الناس إنّكم أكثر من أن تصافقوني بكفّ واحدة، وأمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي (ع) بإمرة المؤمنين ومن جاء بعده من الأئمّة منّي ومنه على ما أعلمتكم أنّ ذرّيّتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم: إنّا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت من أمر ربّنا وربّك في أمر علي أمير المؤمنين وأمر ولده من صلبه من الأئمّة _ إلى آخر الحديث".(1)

فإن كان جائزاً وضع اليد في يد غير الإمام بعنوان البيعة مع الإمام (ع) لكان قد أمر الناس أن تضع كلّ طائفة يدها في يد أحد كبار الصحابة مثل سلمان وأبي ذر وغيرهم، فإذن لا يصحّ هذا العمل إلاّ مع شخص النبي (صلى الله عليه وآله) وشخص الإمام (ع) في زمان ظهوره، كالجهاد المختص بزمان حضور الإمام (ع).

وعلاوة على ذلك لم يرد أيّ حديث في أي كتاب روائي يقول أن في زمان الأئمّة (عليهم السلام) بايع أحد المسلمين أحد الصحابة الأئمّة (عليهم السلام) الكبار بعنوان أن نفس الأئمّة عليهم السلام جعلوهم مراجع نستعينهم في هذا الأمر.

____________

(1) البرهان: 1/ 442.

المصدر : وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام ج2 ص11 ـ السيد محمد تقي الموسوي الأصفهاني 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0761 Seconds