الإمام الهادي (ع) يبشر السيدة نرجس ... ماذا قال لها ؟

, منذ 1 سنة 972 مشاهدة

 لقد ورد في الروايات عن أهل البيت عليه السلام أن الثبات على الولاية لها أجر عظيم، كما في الحديث عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام:(من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد).

وعن يمان التمّار قال: ( كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوساً فقال لنا: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينة كالخارط للقتاد ثم قال: هكذا بيده، فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده ؟ ثم أطرق مليّاً، ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه).(1)

الانتظار بالصبر:

إن بعض الروايات جاء فيها الانتظار مقروناً بالصبر، والصبر يدل على الثبات وعدم الانحراف عن العقيدة، كما عن الإمام الرضا عليه السلام انه قال:(إن دينهم الورع والعفة والاجتهاد.. والصلاح وانتظار الفرج بالصبر)، فالصبر أداة ووسيلة للانتظار.

فمفهوم الانتظار الذي ينبغي أن يتمثله الإنسان المسلم، إضافة إلى ما يعنيه من العمل على التهيئة والإعداد للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في الإصلاح والتغيير، كذلك هو الثبات على الولاية والتمسّك بالعقيدة المهدوية في زمن التشكيكات والمشككين، فإن انتظار المهدي ثبات على الولاية، والثبات على الولاية ثبات على الدين وهو أفضل أعمال الإنسان في زمن الغيبة.

تشريف الإمام عجل الله تعالى فرجه:

إن وجود الإمام المعصوم في الأمة هو المصدر الشرفي لها، فهو الذي يحدّد معالمها ويكوّن كيانها ويضفي عليها شرعية مستمدّة من منبع الوجود جل وعلا، فالتكوين الذي يضفيه الإمام المعصوم هو تكوين متسامٍ عن المادّيات الزائلة، وقريب من المعنويات الإلهية الباقية، .. هذا الشرف الأبدي الذي اختارته السيدة نرجس عليها السلام بعد قدومها من رحلة السفر الشاقّة ومعاناة الأسر الأليمة، حينما سألها الإمام الهادي عليه السلام قائلاً: فإني أريد أن أكرمك، قأيّما أحب إليك: عشرة آلاف دينار، أم بشرى لك بشرف الأبد؟

قالت: بل البشرى.. (رغم أن المبلغ لم يكن قليلاً حينها بل يعدّ ثروة طائلة، فقد اشتراها الإمام من سوق الرّق بمأتين وخمسين ديناراً فقط، وما يقدّمه الإمام لها الآن أضعافاً مضاعفة، يعادل شراء أربعين جارية بل أكثر إذا ما قيست النسبية بينهن وقتها).. فتختار السيدة نرجس شرف الأبد .. وهي متلهفة لسماع هذا الشرف من فم الإمام .. فقال عليه السلام: فابشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجور..

فهذا الشرف الإلهي هو الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الذي يغيّر المعادلات في أي أمة تتشرّف برعايته وهي مدركة حقه ومكانته، باعتباره الإمام المعصوم المفترض الطاعة، المجسّد للقيم الإلهية بأجلى صورها..

وتمر أيام الزمن ويتزوج الإمام الحسن العسكري عليه السلام من السيدة نرجس، فتحمل بإمام العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف .. فتأتي لها السيدة الطاهرة حكيمة عمة الإمام عليه السلام ليلة النصف من شعبان، وهي مدركة تماماً مدى التغيير للمعادلات الذي يصنعه مقام الإمام ومدى الشرف الذي يسبغه على المرتبط به .. فألقت السلام على أهل البيت وجلست .. فجاءت نرجس تنزع خف حكيمة وتقول لها: يا سيدتي وسيدة أهلي، فأنكرت نرجس قولها .. وقالت: ما هذا يا عمة!

فقالت حكيمة: (إن الله تعالى سيهب لك في ليلتنا هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة).

هكذا غيّر شرف الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف المعادلات، فهل تغيرها في واقعنا بعد أن شرفنا الله بولاية إمام زماننا ؟!

يتحقق ذلك عندما نجسّد تعاليم القرآن وأهل البيت عليه السلام في واقعنا .. و نهتدي بهديهم .. لا بما تمليه علينا أهواؤنا وعصبيّاتنا البغيضة.

ــــــــــــــــــــ

(1)الأصول في الكافي، للكليني، ج1، باب الغيبة.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0623 Seconds