ما هو ثواب إنتظار الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 3K مشاهدة

أكدت الكثير من الروايات والأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) فضل وثواب وأهمية انتظار الفرج، فبعضها تصفه بأنه أفضل عبادة المؤمن كما هو المروي عن الإمام علي (عليه السلام): «أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله»(١)، وعبادة المؤمن أفضل بلا شك من عبادة مطلق المسلم، فيكون الانتظار أفضل العبادات الفضلى إذا كان القيام به بنية التعبد لله وليس رغبة في شيء من الدنيا.

ويكون بذلك من أفضل وسائل التقرب إلى الله تبارك وتعالى كما يشير إلى ذلك الإمام الصادق (عليه السلام) في خصوص انتظار الفرج المهدوي حيث يقول: «طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»(٢) ولذلك فإن «انتظار الفرج من أعظم الفرج»(٣) كما يقول الإمام السجاد (عليه السلام)، فهو يُدخل المنتظِر في زمرة أولياء الله.

وتعتبر الأحاديث الشريفة أن صدق انتظار المؤمن لظهور إمام زمانه الغائب يعزز إخلاصه ونقاء إيمانه من الشك، يقول الإمام الجواد (عليه السلام):«... له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقاتون، ويهلك فيه المستعجلون، وينجو فيه المسلمون»(٤) وحيث إن الانتظار يعزز الإيمان والإخلاص لله عز وجل والثقة بحكمته ورعايته لعباده، فهو علامة حسن الظن بالله، لذا فلا غرابة أن تصفه الأحاديث الشريفة بأنه: «أحب الأعمال إلى الله»(٥)، وبالتالي فهو «أفضل أعمال أمتي»(٦) كما يقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).

والانتظار يرسخ تعلق الإنسان وارتباطه بربه الكريم، وإيمانه العملي بأن الله عز وجل غالب على أمره، وبأنه القادر على كل شيء، والمدبر لأمر خلائقه بحكمته الرحيم بهم، وهذا من الثمار المهمة التي يكمن فيها صلاح الإنسان وطيه لمعارج الكمال، وهو الهدف من معظم أحكام الشريعة وجميع عباداتها وهو أيضاً شرط قبولها، فلا قيمة لها إذا لم تستند إلى هذا الإيمان التوحيدي الخالص الذي يرسخه الانتظار، وهذا أثر مهم من آثاره الذي تذكره الأحاديث الشريفة نظير قول الإمام الصادق (عليه السلام): «ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العبادة عملاً إلا به... شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا والبراءة من أعدائنا ـ يعني الأئمة خاصة ـ والتسليم لهم، والورع، والاجتهاد، والطمأنينة، والانتظار للقائم (عليه السلام)»( ٧).

وتصريح الأحاديث الشريفة بأن التحلي بالانتظار الحقيقي يؤهل المنتظر - وبالآثار المترتبة عليه المشار إليها آنفاً- للفوز بمقام صحبة الإمام المهدي كما يشير إلى ذلك الإمام الصادق في تتمة الحديث المتقدم حيث يقول: «من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر» وكذلك يجعله يفوز بأجر هذه الصحبة الجهادية وهذا ما يصرح به الصادق (عليه السلام) حيث يقول: «من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم (عليه السلام)»( ٨).

ويفوز أيضاً بأجر الشهيد كما يقول الإمام علي (عليه السلام): «المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله»(9) بل ويفوز بأعلى مراتب الشهداء المجاهدين.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه؛ قال الراوي: ثم مكث هنيئة، ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(1٠).

والأحاديث المتحدثة عن آثار الانتظار كثيرة ويفهم منها أن تباين هذه الآثار في مراتبها يكشف عن تباين عمل المؤمنين بمقتضيات الانتظار الحقيقي، فكلما سمت مرتبة الانتظار تزايدت آثارها المباركة وبالطبع فإن الأمر يرتبط بتجسيد حقيقة ومقتضيات الانتظار، ولذلك يجب معرفة معناه الحقيقي(1١).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٣١، رقم ٣٣.

(٢) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، المطبعة الحيدرية، النجف - العراق، طبع عام ١٣٨٩هـ - ١٩٧٠م، ص ٣٤٤.

(٣) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٥٢، ص ١٢٢، رقم ٤.

(٤) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، المطبعة الحيدرية، النجف - العراق، طبع عام ١٣٨٩هـ - ١٩٧٠م، ص٣٦٢.

(٥) الخصال، الشيخ الصدوق، ج ٢، ص ٦١٠.

(٦) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، المطبعة الحيدرية، النجف - العراق، طبع عام ١٣٨٩هـ - ١٩٧٠م، ص ٦٠٤.

(٧) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٤٠، رقم ٥٠.

(٨) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص ٦٠٣.

(٩) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص٦٠٤.

(10) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٢٦، رقم ١٨.

(11) أعلام الهداية: الإمام المهدي المنتظر خاتم الأوصياء، ص ١٨٧ - ١٨٨.(بتصرف بسيط).

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 4.2676 Seconds