هل سيقوم الإمام المهدي (عج) بقتل الكثير منم الناس عند ظهوره ؟

, منذ 1 يوم 76 مشاهدة

أشارت بعض الروايات أن شعار الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) هو «يا لثارات الحسين»، ويُفهم من هذا الشعار أنه سيكون هناك حالة من الانتقام والتصفية للأعداء والثأر من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) ومن أبنائهم «ذراري»، وكذا بعض المقاطع الواردة في دعاء الندبة كـ (أيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، أيْنَ مُسْتَأصِلُ أهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالإلْحادِ) والتي تدلل أيضا على أن الإمام (عجّل الله فرجه) يستعمل وسيلة العنف والقتل عند ظهوره المبارك.

والجواب : إنّ شعار «يا لثارات الحسين» هو شعار الملائكة الباكين عند قبره (عليه السلام) شُعْثاً غُبْراً إلى أن يقوم القائم (عجّل الله فرجه) فيكونون من أنصاره.

على أنّ ثارات الحسين هي في الواقع القصاص العادل للمظلوم من الظالم، فالحسين (عليه السلام) رمز للعدل المقهور، فالثأر له ثأر للعدل من الظلم، وليس ثاراً لشخصٍ من أشخاص.

وأمّا شعار الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وأصحابه فـ«أمت أمت» أو «يا منصور أمت» وهو دعاء على الأعداء بأن يميتهم الله ويميت أمرهم.

ولا يخفى أنّ أرقى الحضارات في العالم منذ بدء الخليقة وحتى اليوم لم تقم ولا يمكنها أن تقوم بدون عنصر القوة، وردع المسيء والقصاص وأخذ الثار حالة طبيعية في قوانين المجتمع.

واللافت للنظر هو أنّ العفو شيمة أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) إذا كان الأمر شخصياً يتعلق بحقوقهم الفردية، لكنّهم لا يخرقون القانون الإلهي ولا يبطلون الحدود على «العتاة» «المردة» أهل «العناد» و«التضليل» و«الإلحاد».

فالمسألة هنا كما يقول أهل المنطق (المناطقة) فيها موضوع ومحمول، الموضوع هو العتاة المجرمون... والحكم هو إبادتهم واستئصالهم، وهنا يأتي البعض ليضخّم ويهوّل أمر الحُكْم دون الالتفات إلى همجية الموضوع ووحشيته، وضخامة الجريمة، فإذا لحظت قساوة الموضوع هانت قساوة الحكم.

وما أُشبّه ذلك إلّا بمرض خطير كالغدد السرطانية التي لا سبيل للطبيب بتخليص المريض منها إلّا باستئصالها، وإن كانت عملية الاستئصال فيها الدم والجروح والألم للمريض.

على أنّ الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) لا يسرف في القتل لأنه منصور من الله عزّ وجلّ؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً﴾ وعن سلام بن المستنير عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية الكريمة قال: هو الحسين بن علي (عليهما السلام) قتل مظلوماً ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام منا طلب بثار الحسين،... والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : تساؤلات في سيرة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ـ تأليف : الشيخ قيس العطّار.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0667 Seconds