3 شروط لظهور الإمام المهدي (عج) ... تعرف عليها

, منذ 1 يوم 25 مشاهدة

جاء في رسالة الإمام المهدي (عليه السلام) الثانية التي كتبها في بداية الغيبة الكبرى للشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه:

(ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم)(1).

حينما يُراد تغيير مجتمع فاسد أو وضع بائس في مكان ما فلا بد من تهيئة الظروف المناسبة لعملية الإصلاح في ذلك المكان، وخلق المناخ المثالي والأرضية الصالحة لإنجاح عملية التغيير، ولأن عملية التغيير للإمام المهدي (عليه السلام) ليست مرتبطة بمكان محدود أو مجتمع محدود، وإنما تغيير العالم تغييراً شاملاً فهذه العملية الإصلاحية الكبرى لابد أن يتهيأ لها مناخ عالمي مناسب يشمل جميع الأرض بل والكون أيضاً.

ولكي تتم هذه العملية بالشكل المطلوب والفعال لابد من توفر شروط معينة، وهي التي ذكرها السيد محمد صادق الصدر (قدّس سره) في موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) تحت عنوان شرائط الظهور، وهي بشكل مختصر تتمثل في أربع نقاط أو شروط(2):

الشرط الأول: وجود النظرية أو الأطروحة الكاملة لعملية التغيير.

وبمعنى آخر وجود الأيديولوجية الفكرية الكاملة والقابلة للتنفيذ في كل الأمكنة والأزمنة والتي تضمن الرفاهية للبشرية جمعاء، وهذا ما تم بالفعل بوجود الشريعة الإسلامية والرسالة المحمدية الخاتمة.

الشرط الثاني: وجود القائد المحنك الذي يقود عملية التغيير الشامل.

حيث ينبغي أن يمتلك هذا القائد العظيم القابلية الكاملة لقيادة العالم كله ونشر العدل فيه، وهذا أيضا قد حصل والمتمثل في وجود الإمام المهدي (عليه السلام).

ويقول السيد محمد باقر الصدر (قدّس سره) بهذا الخصوص (إن الإسلام حوَّل فكرة الخلاص من الإيمان بها في الغيب، ومن فكرة ننتظر ولادتها، ومن نبوءة نتطلع إلى مصداقها، إلى واقعاً ننظر فاعليته وإنساناً معيناً يعيش بيننا بلحمه ودمه، نراه ويرانا ويعيش مع آمالنا وآلامنا ويشارك أحزاننا وأفراحنا ويترقب اللحظة الموعودة)(٧٥).

الشرط الثالث: وجود العدد الكافي من الأنصار والمؤازرين للقائد العظيم.

الذين يشكلون قاعدة للتغيير ولديهم مستوى عالٍ من الوعي والاستعداد للتضحية بين يدي القائد بحيث يعتمد عليهم في نشر العدل في جميع أنحاء المعمورة ويكونون قادة لجيش الإمام ومقاتلين بين يديه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الاحتجاج ج ٢ ص ٣٢٤، كلمة الإمام المهدي (عليه السلام) ص ١٥١.

(2) تاريخ الغيبة الكبرى ص ٣٩٥.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0731 Seconds