السيد صدر الدين القبنجي
«اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ هَذَا الْيَوْمِ، وَمَا عِشْتُ بِهِ مِنْ أَيَّامِي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لَا أَحُولُ عَنْهَا وَلَا أَزُولُ»(1).
ماذا تعني هذه البيعة؟
وما يعني هذا العهد والعقد؟
البيعة هنا تعني أنَّك ما تزال على درب الحقِّ، مصمِّماً على المضيِّ فيه، لا تميل عنه، ولا تتَّخذ من دونه بدلاً.
فأنت تعرف قيادتك الحقيقيَّة.
وأنت تعرف أنَّك على جادَّة الحقِّ المنشود.
فتصمد أمام تيَّارات الانحراف، أمام اتِّجاهات الضلال.
من اليمين جاءت أم من الشمال.
أمام كلِّ دعوة غريبة، لا تنتمي إلى جبهة الحقِّ.
أنت لا تعترف بأيِّ قيادة أُخرى.
أنت رافض، وكلُّك رفض لقوى الشرِّ والاعتداء في الأرض، المقنَّعة بالحرير الأملس.
لا تضع يدك بيد كلِّ أحد سوى قيادتك الرشيدة.
ولا تنتمي إلى أيِّ جبهة سوى جبهة القرآن.
إنَّ في عنقك بيعة.
وأنت عضو في جبهة، تحت قيادة صاحب الوعد الإلهي القاطع.
إنَّ اتِّجاهك الذي أنت عليه هو الحقُّ وحده، فلا يأخذك شكٌّ ولا يحلُّ لك أنْ تستريب.
«أَشْهَدُ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ آبَائِكَ أَئِمَّتِي وَمَوَالِيَّ، فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ»(2).
«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ وَابْن أَوْلِيَائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً»(3).
إنَّك تُؤكِّد عهدك، وتُجدِّد عزمك، في هذه الكلمات.
الرغبة في دولة الإسلام:
«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ مَا وَعَدْتَهُ.
اللَّهُمَّ أَظْهِرْ كَلِمَتَهُ، وَأَعْل دَعْوَتَهُ، وَانْصُرْهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَظْهِرْ كَلِمَتَكَ التَّامَّةَ، وَمُغَيَّبَكَ فِي أَرْضِكَ، الْخَائِفَ المُتَرَقِّبَ، اللَّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً.
اللَّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الْخُمُولِ...
اللَّهُمَّ امْلَأ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً»(4).
«اللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ»(5).
هذا الدعاء.. ليس فقط دعاء.
وإنَّما هو دعاء وهو في ذات الوقت شدُّك إلى الإسلام وتوثيق علاقتك به.
وحينما تنشدُّ إلى القيادة الإسلاميَّة الرشيدة، المتمثِّلة في شخص القائد المنتظَر، فإنَّك بذلك ترتبط بالإسلام وتنشدُّ إليه.
فالقضيَّة أوَّلاً وأخيراً هي قضيَّة الإسلام.
وأنت في هذا الدعاء تنفتح على الإسلام، فترى الظلم متسلِّطاً في كلِّ مكان وفي كلِّ حكومة وتحت كلِّ راية، سوى حكومة الإسلام، وراية الإسلام، ودولة الإسلام.
تلك هي الدولة الكريمة، التي تُجسِّد كلمة الله في الأرض.
أنت، وأنا، وكلُّ مؤمن، نرغب من الأعماق في تلك الدولة الكريمة لأنَّنا نجد فيها العدالة، والمُثُل الإنسانيَّة وكلَّ خير.
ونحن لا نريد الظلم، بل نريد العدالة.
نريد أنْ تُملَأ الأرض بالقسط والعدل، وينزاح كابوس الظلم، الذي يخنق أبناء آدم في كلِّ الأرض.
هذه صورة من طبيعة الدعاء للقائد المنتظَر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة