لماذا لا يظهر الإمام المهدي (عج) مع انتشار الظلم ؟

, منذ 7 شهر 539 مشاهدة

توضيح الجواب يتضح من خلال ما يلي:

١ - إنه حيث لم يتوفر ظرف الإصلاح الشامل فلا فائدة في ظهوره وقيامه المبكر قبل ذلك، لعدم تحقق الهدف من ذلك، وهو قيام الحجة (عجّل الله فرجه) وتحقق الإصلاح الشامل.

٢ - إن مهمته حيث كانت استثنائية في عالم التكوين البشري فمن الطبيعي أن تكون ظروفها ومستلزماتها غير عادية ولا مألوفة، كما ارتبطت نماذج أخرى مماثلة بها مثل نزول نبي الله عيسى والخضر (عليهما السلام)، وكما لا يمكن التنبؤ بما هو غير عادي لا يمكن الإشكال عليه بعد دلالة الأدلة المعتبرة على ذلك.

٣ - إن نفس هذا الإشكال المزعوم يرد على مَن لا يلتزم بولادته (عجّل الله فرجه) أيضاً، حيث يقال لهم: إن المهدي الذي تعتقدون ولادته آخر الزمان وأنه يقوم ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً لماذا تأخر تقدير ولادته

هذه الفترة الطويلة مع احتياج المجتمعات البشرية إليه بسبب انتشار الظلم وانعدام العدالة في المجتمعات؟!

وأمّا الأمر السادس: مهمّته وإنجازه

فهو أن الذي يبدو أن المهمة الأساس والإنجاز الأبرز الذي يتحقق بظهور الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) هو إقامة الحجة على البشرية - على مرّ عصورها - حيث يتحقق به الإصلاح التام الذي دعا إليه الأنبياء والأئمة والأولياء (عليهم السلام) من قبله (عجّل الله فرجه)، والذي لم يتحقق على أيديهم، كما عجز عنه غيرهم من دعاة العدالة والإصلاح ويشهد بذلك ثلاثة أمور:

الأول: النصوص التي صرّحت بذلك، مثل: موثقة هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلّا وقد وُلّوا على الناس، حتى لا يقول القائل: (إنّا لو وُلّينا لعدلْنا) ثم يقوم القائم بالحق والعدل»(1)، ونحوها غيرها.

الثاني: ما تضمّنته الكثير من النصوص أن ظهوره سوف يكون في آخر الزمان، وأن الحياة الدنيا لا تدوم بعده طويلاً، بل تلوح إرهاصات الحياة الأخرى التي تبدأ ببعث الأموات وحسابهم يوم القيامة. وقد تقدم بعضها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. الغَيبة للنعماني: ٢٨٢.

المصدر : الثقافة المهدوية (دروس منهجية) ـ تأليف: السيد رياض الحكيم

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0520 Seconds