هل أسماء الشيعة مسجلة عند الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 5 شهر 346 مشاهدة

الناموس:

وهو عبارة عن كتاب فيه أسماء الشيعة كلّهم، فأهل البيت (عليهم السلام) يعرفون شيعتهم بواسطته.

عن رجل من بني حنيفة، قال: كنت مع عمّي فدخل على علي بن الحسين (عليه السلام)، فرأى بين يديه صحائف ينظر فيها، فقال له: أيّ شيء هذه الصحف جُعلت فداك؟قال: «هذا ديوان شيعتنا»، قال: أفتأذن أطلب اسمي فيه؟! قال: «نعم»، فقال: فإنّي لست أقرأ و ابن أخي معي على الباب فتأذن له يدخل حتَّى يقرأ؟! قال: «نعم»، فأدخلني عمّي، فنظرت في الكتاب، فأوَّل شيء هجمت عليه اسمي، فقلت: اسمي وربّ الكعبة، قال: ويحك، فأين أنا؟ فجزت بخمسة أسماء أو ستَّة ثمّ وجدت اسم عمّي. فقال علي بن الحسين (عليه السلام): «أخذ الله ميثاقهم معنا على ولايتنا لا يزيدون ولا ينقصون، إنَّ الله خلقنا من أعلى علّيين وخلق شيعتنا من طينتنا أسفل من ذلك، وخلق عدوّنا من سجّين وخلق أولياءهم منهم من أسفل ذلك»(1).

وعن ابن فضّال، عن ظريف بن ناصح وغيره، عمَّن رواه، عن حبّابة الوالبية(2)، قالت: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنَّ لي ابن أخ وهو يعرف فضلكم، وإنّي أُحِبُّ أن تُعلِمني أمن شيعتكم؟ قال: «و ما اسمه؟»، قالت: قلت: فلان بن فلان. قالت: فقال: «يا فلانة، هات الناموس، فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة، فنشرها، ثمّ نظر فيها فقال: نعم هو ذا اسمه و اسم أبيه هاهنا»(3).

إشارات:

١ - إنَّ لأهل البيت (عليهم السلام) من العلوم ما يفوق مجرَّد احصاء أسماء شيعتهم، بل إنَّ مستوى علمهم هو على الحدِّ الذي وصفته بعض الروايات الشريفة بأنَّهم إذا أرادوا أن يعلموا الشيء علموه…

في (بصائر الدرجات)(4) عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إنَّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم».

٢ - من المهمّ جدَّاً أن تكون أسماؤنا في تلك الصحيفة، وهذا الأمر لا يتأتّى إلَّا من خلال أن يكون عملنا موافقا لسيرتهم وأوامرهم، فإنَّه لا يكفي في التشيّع مجرَّد الادِّعاء.

عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «لا تذهب بكم المذاهب، فوَالله ما شيعتنا إلَّا من أطاع الله (عزَّ وجلَّ)»(5).

٣ - إنَّ سعة علم أهل البيت (عليهم السلام) الذي تشير إليه الروايات الشريفة يدفعنا نحو العمل بما يفرح قلوبهم حين رفع صحائف أعمالنا إليهم، فهم المؤمنون الذين يرون أعمالنا كما نصَّت بذلك الآية الكريمة مع بيان الروايات لها.

فعن أبي عبد الله (عليه السلام): قوله: ﴿قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥]، قال: «هم الأئمَّة تُعرَض عليهم أعمال العباد كلّ يوم إلى يوم القيامة»(6).

٤ - إنَّ لإمامنا المهدي (عليه السلام) من العلوم ما لا تغيب معه أخبارنا عنه، فلنكن على قدر المسؤولية اتّجاه مولانا صاحب العصر والزمان.

ففي مكاتبة الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الشيخ المفيد (رحمه الله): «نحن وإن كنّا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين...، فإنّا نحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذلّ الذي أصابكم...»(7).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار ٢٦: ١٢١ و١٢٢/ ح ١١، عن بصائر الدرجات: ١٩١/ باب ما عند الأئمَّة (عليهم السلام) من ديوان شيعتهم.../ ح ٢.

(2) عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إنَّ حبّابة الوالبية كان إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين (عليه السلام)، وكانت امرأة شديدة الاجتهاد قد يبس جلدها على بطنها من العبادة...». (بصائر الدرجات: ١٩١/ باب ما عند الأئمَّة (عليهم السلام) من ديوان شيعتهم.../ ح ٤).

(3) بحار الأنوار ٢٦: ١٢١/ ح ١٠، عن بصائر الدرجات: ١٩٠/ باب ما عند الأئمَّة (عليهم السلام) من ديوان شيعتهم.../ ح ١.

(4) بصائر الدرجات: ٣٣٥/ باب في الإمام بأنَّه إن شاء أن يعلم العلم علم/ ح ٢.

(5) الكافي ٢: ٧٣/ باب الطاعة والتقوى/ ح ١.

(6) بصائر الدرجات: ٤٤٧/ باب عرض الأعمال على الأئمَّة الأحياء والأموات/ ح ٤.

(7) الاحتجاج ٢: ٣٢٢ و٣٢٣.

المصدر : شذرات مهدوية ـ تأليف: حسين عبد الرضا الأسدي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.2568 Seconds