هل السيدة حكيمة والسفراء الأربعة هم من إخترعوا شخصية المهدي المنتظر ؟

, منذ 1 سنة 350 مشاهدة

عند مراجعة الروايات التي وردت من طرقنـا يتضح أن المنكر للإمام المهدي : وغيبته يكون منـكـراً للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكذلك العكـس لـو صـدقـه يـكـون مـصـدقاً للرسول (صلى الله عليه وآله)؛ لأن هذا الإنكار حقيقته هو إنكار لأقوال وأحاديث رسـول الله (صلى الله عليه وآله) الـذي لا ينطق عن الهوى، فهي أحاديث صادرة عن الله تعالى، وهذا قد تجلى في روايات الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً، وإليك بعضها:

1 ـ عن الإمام الصادق، عن أبائه (عليهم السلام)، عن رسول اللہ (صلى الله عليه وآله)، قال: «القلم من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذيه فقد كـذبني، ومـن صدقه فقد صدقني»(1).

٢ ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إن بلغكـم عـن صـاحـب هـذا الأمر غيبة فـلا تنكروها»(2).

أما قول القفاري: «أما غيبة مهديهم فتنتهي رواياته إلى حكيمة إن صحت النسبة فنقول: أوضح كذب هذه الدعوى من خلال الأحاديث المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام) الأنفة الذكر، وأيضاً قد تناولنا هذا البحث سابقاً وترجمنـا للسيدة حكيمة، وقلنا: إن دورها في قضية ومسألة المهدوية كونها شاهدة على ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، وهي سيدة جليلـة عظيمة، ينتهي نسبها إلى العترة الطاهرة، فأقوالهـا ورواياـتها تـورت العلـم والاطمئنان، لذا فهي شاهد حسي على هذه الواقعة.

 أما ولادته وغيبته فالقفاري قد نسي أو تناسى أنها مروية بأسانيد صحيحة، لاسيما في كتب الشيعة ـ الذي يحاول أن يطعن فيها ـ ودلالتها واضحة، وقد فصلنا القـول في ذلك، فراجع فصل أحاديث الغيبة في كتب الفريقين. وقوله الآخر: «ثم أخبار الأبواب الأربعة المطعون في شهادتهم؛ لأنهم يجرون المصلحة إليهم، حيث المال المتدفق».

نقول: من هو الذي طعن في شهادتهم؟ وأين ومتى؟ نعم، إذا كان الطعـن نـشـا عـن هوى وعصبية فهذا لا يسمى طعناً.

أضف إلى ذلك: أنه تقدمت ترجمتنا لهؤلاء العظماء، وأنهم محـل ثقـة جميع الطائفة الشيعية، فهم الفقهاء والأمناء العدول، وهم رؤوس الشيعة كما في شهادة بعض علماء السنة كالذهبي وغيره، ثم أيـن هـي المصلحة في جـر النـفـع إليهم، والذي فسرتموه بالأموال؟!

إن هذا الكلام غير دقيق، وفيه من البهتان والجرأة على علماء الشيعة، فالأموال هـي من مستحقات الخمس والزكاة وموردها الفقراء ليس إلا، وهؤلاء الوكلاء هم الصادقون والأمناء ـ بشهادة علماء الرجال كالنجاشي والطوسي والحلي وغيرهم ـ في نقـل تـلـك الأموال إلى الإمام لصرفها لمستحقها، فهم واسطة بين الإمام وشيعته. إذن هذا الكلام لا يعدو كونه مغالطة لا محصـل لهـا، والغرض منها التشويش وإلقاء الشبهات بلا دليل ناهض، وقد تعرضنا لمسألة الخمس في فصول سابقة، وأثبتنـا براءة الشيعة من هذه التهمة، وكذلك تقدم الكلام في شبهة (سبأية عثمـان بـن سـعيد) فراجع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) كمال الذين وتمام النعمة، ص٤١١.

(۲) الكافي، ج ۱، ص ۳3۸.

من أنكر المهدي فقد أنكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) 

المصدر:  حقيقة المهدية والغيبة، يحيى عبد الحسن الدوخي دراسة تأصيلية نقدية لشبهات الدكتور ناصر عبد الله القفاري في كتابه أصول مذهب الشيعة، ص194-196.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0607 Seconds