عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) قال : قال رسول الله (ص) : " المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، و كنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقاً و خلقاً ، تكون له غيبة و حيرة ، يضلُ فيها الامم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب ، يملؤها عدلاً و قسطاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً[1] " .
و جاء ايضاً في فرائد السمطين بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : " . . . و من ولده (أي علي عليه السلام) القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً ، كما ملئت ظلماً و جوراً ، و الذي بعثني بالحق بشيراً ، ان الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر .
فقام اليه جابر بن عبدالله الأنصاري فقال : يا رسول الله (ص) و للقائم من ولدك غيبة ؟ فقال (ص) : اي و ربي ليمحص الله الذين آمنوا و ليمحق الكافرين ، يا جابر ان هذا لأمرٌ من الله ، و سر من سر الله ، مطوية عن عباده ، فإياك و الشك ، فان الشك في امر الله كفر . " [2]
اما معنى الغَيبة : فنريد بها الاسلوب الذي يتبعه الامام لاحتجاجه عن الناس ، فله صورتان :
الصورة الأولى : و هي الصورة المتعارفة في اذهان الناس و التي تقول : ان المهدي يختفي بجسمه عن الأنظار فهو (ع) يرى الناس و لا يرونه - الا في بعض الحالات التي تكون هناك مصلحة في ظهوره على بعض الناس من اجل توجيههم او انذارهم - .
الصورة الثانية : و هي صورة خفاء العنوان و التي تقول : ان الناس يرون الامام المهدي (ع) بشخصه من دون ان يكونوا عارفين او ملتفتين لحقيقته .
و يظهر من كلام كبار العلماء و الذي سندوه ببعض الروايات ان الصورة الثانية هي الأصح اذ ورد ان الامام يحضر بعض الاماكن فقد ورد الحديث عن النائب الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري انه قال : " و الله ان صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس و يعرفهم ، و يرونه و لا يعرفونه " .
و لعل السبب في ذلك عدم كشف شخصه (سلام الله عليه) .
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة