كم يكون عمر الإمام المهدي (عج) عند ظهوره ؟

, منذ 1 سنة 3K مشاهدة

قد بينا بالأخبار الصحيحة بأن مولد صاحب الزمان (ع) كان في سنة ست وخمسين ومائتين وأن أباه (ع) مات في سنة ستين فكانت له حينئذ أربع سنين فيكون عمره إلى حين خروجه ما يقتضيه الحساب ولا ينافي ذلك الأخبار التي رويت في مقدار سنه مختلفة الألفاظ. نحو ما روي عن أبي جعفر (ع) أنه قال ليس صاحب هذا الأمر من جاز من أربعين صاحب هذا الأمر القوي المشمر

و ما أشبه ذلك من الأخبار التي وردت مختلفة الألفاظ متباينة المعاني. فالوجه فيها إن صحت أن نقول إنه يظهر في صورة شاب من أبناء أربعين سنة أو ما جانسه لا أنه يكون عمره كذلك لتسلم الأخبار.

ما رواه أبو علي محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن عمر بن طرخان عن محمد بن إسماعيل عن علي بن عمر بن علي بن الحسين عن أبي عبد الله (ع) قال إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة

و عنه عن الحسن بن علي العاقولي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لو خرج القائم لقد أنكره الناس يرجع إليهم شابا موفقا فلا يلبث عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول.

و روي في خبر آخر أن في صاحب الزمان (ع) شبهاً من يونس رجوعه من غيبته بشرخ الشباب.

و قد روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال ما تنكرون أن يمد الله لصاحب هذا الأمر في العمر كما مد لنوح ع في العمر

و لو لم ترد هذه الأخبار أيضا لكان ذلك مقدورا لله تعالى بلا خلاف بين الأمة وإنما يخالف فيها أصحاب الطبائع والمنجمون وأصحاب الشرائع كلهم على جواز ذلك.

ويروي النصارى أن فيمن تقدم من عاش سبعمائة سنة وأكثر. وروى أبو عبيدة معمر بن المثنى البصري التيمي قال كانت في غطفان خلة أشهرتهم بها العرب كان منهم نصر بن دهمان وكان من سادة غطفان وقادتها حتى خرف وحناه الكبر وعاش تسعين ومائة سنة فاعتدل بعد ذلك شابا وأسود شعره فلا يعرف في العرب أعجوبة مثلها. وقد ذكرنا من أخبار المعمرين قطعة فيها كفاية فلا معنى للتعجب من ذلك. وكذلك أصحاب السير ذكروا أن زليخا امرأة العزيز رجعت شابة طرية وتزوجها يوسف ع. وقصتها في ذلك معروفة. وأما ما روي من الأخبار التي تتضمن أن صاحب الزمان يموت ثم يعيش أو يقتل ثم يعيش نحو ما رواه.

الفضل بن شاذان عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن قاسم الحضرمي عن أبي سعيد الخراساني قال قلت لأبي عبد الله (ع) لأي شيء سمي القائم قال لأنه يقوم بعد ما يموت أنه يقوم بأمر عظيم يقوم بأمر الله سبحانه

و روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن يعقوب بن يزيد عن علي بن الحكم عن حماد بن عثمان عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه وعنه عن أبيه عن جعفر بن محمد الكوفي عن إسحاق بن محمد عن القاسم بن الربيع عن علي بن خطاب عن مؤذن مسجد الأحمر قال سألت أبا عبد الله ع هل في كتاب الله مثل للقائم ع فقال نعم آية صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه

و روى الفضل بن شاذان عن ابن أبي نجران عن محمد بن الفضيل عن حماد بن عبد الكريم قال قال أبو عبد الله ع إن القائم ع إذا قام قال الناس أني يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل

فالوجه في هذه الأخبار وما شاكلها أن نقول يموت ذكره ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه ثم يظهره الله كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي.

وهذا وجه قريب في تأويل هذه الأخبار على أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا توجب علما عما دلت العقول عليه وساق الاعتبار الصحيح إليه وعضده الأخبار المتواترة التي قدمناها بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم وإنما تأولناها بعد تسليم صحتها على ما يفعل في نظائرها ويعارض هذه الأخبار ما ينافيها.

روى الفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن سلمة بن جناح الجعفي عن حازم بن حبيب قال قال لي أبو عبد الله (ع) يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يظهر في الثانية إن جاءك من يقول أنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه

و روى محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود المنقري عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى ع وسنة من عيسى ع وسنة من يوسف (ع) وسنة من محمد ص فأما سنة من موسى ع فخائف يترقب وأما سنة من يوسف ع فالغيبة وأما سنة من عيسى (ع) فيقال مات ولم يمت وأما سنة من محمد ص فالسيف وروى الفضل بن شاذان عن أحمد بن عيسى العلوي عن أبيه عن جده قال قال أمير المؤمنين (ع) صاحب هذا الأمر من ولدي الذي يقال مات قتل لا بل هلك لا بل بأي واد سلك

و أما وقت خروجه ع فليس بمعلوم لنا على وجه التفصيل بل هو مغيب عنا إلى أن يأذن الله بالفرج.

كما روي عن النبي (ص) أنه قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً

ـــــــــــــــــــــ

المصدر: الغيبة للشيخ الطوسي ص419 ـ 426.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0815 Seconds