من هو السفياني ؟ هل هو شخصية حقيقية ام حركة ضالة ؟

, منذ 1 سنة 757 مشاهدة

مروان خليفات

قد يتصور البعض أن السفياني المذكور في روايات الظهور هو حركة تنتسب لبني أمية لما تقوم به من  ظلم وجرائم بحق الناس، لكن الذي يراجع الروايات يلاحظ أن السفياني رجل من بني أمية وليس مجرد حركة. ودلائل ذلك في الروايات التالية .

روى الشيخ الطوسي : ( وروى حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام . صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟... ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ...)[1]

الرواية واضحة، فالإمام لعنه، وهو رجل من ولد عتبة بن أبي سفيان، ونسل بني أمية لا زالوا بين الناس .

وروى الشيخ الطوسي عن أبي عبدالله (عليه السلام)  : (كأني بالسفياني أو لصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه : من جاء برأس [ رجل من ]  شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره...)2

وهي واضحة في معناها.

وروى الشيخ الطوسي : (يقبل السفياني من بلاد الروم متنصرا في عنقه صليب وهو صاحب القوم )3

فالرواية تشير لرجل في عنقه صليب، هو السفياني .

وروى الشيخ النعماني رواية طويلة  عن الباقر ع، وفيها : (...فأول أرض تخرب أرض الشام ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه ، ثم يقتل الأصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الإقبال نحو العراق ، ويمر جيشه بقرقيسياء ، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف ، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا ، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم...)4

فقوله ع : ( فيقتله السفياني ) اشارة الى شخص السفياني .

وفي رواية أخرى تصريح واضح حول شخصية السفياني وأنه رجل وليس حركة .

روى النعماني بسنده  : (عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال :  السفياني أحمر أشقر أزرق ، لم يعبد الله قط ، ولم ير مكة ولا المدينة قط ، يقول : يا رب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار)5

وفي تفسير العياشي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية ، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ، فيعطيه السفياني من البيعة سلما فيقول له كلب : وهم أخواله [ ما ] هذا ما صنعت ؟ والله ما نبايعك على هذا أبدا ، فيقول : ما أصنع ؟ فيقولون : استقبله فيستقبله ، ثم يقول له القائم صلى الله عليه وآله : خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك ، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم . ويأخذ السفياني أسيرا ، فينطلق به ويذبحه بيده...)6

في الرواية دلالة صريحة على أن السفياني رجلٌ ، حيث يقع في الاسر ويذبحه الإمام عليه السلام .

وفي التشريف بالمنن في التعريف بالفتن للسيد ابن طاووس، ص 48 : (فيقتلونهم ويذبح السفياني )

وروى ابن بابويه : ( عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني ؟ فقال : وما تصنع باسمه ؟ إذا ملك كور الشام الخمس ، دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والأردن ، وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج . قلت : يملك تسعة أشهر ؟ قال : لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما )7

فالراوي سأل عن اسم السفياني، ولو لم يكن له اسم لبين له الامام ذلك، ولكن قال له ما تصنع باسمه، فأراد أن  ينبه الراوي لما هو أهم وهي بعض علامات ظهوره.

وروى الشيخ الصدوق بسند معتبر : (حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن - إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام : إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا رب ثاري ثاري ثم النار ، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه )8

فالرواية تتحدث عن شخص وذكرت مواصفاته الخلقية وخباثته.

روى الشيخ المجلسي رواية طويلة عن الصادق (عليه السلام)  ، وفيها : (فإذا دنت الشمس للغروب ، صرخ صارخ من مغربها : يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية فبايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا عليه فتضلوا ، فيرد عليه الملائكة والجن والنقباء قوله ، ويكذبونه ، ويقولون له : سمعنا وعصينا ، ولا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر إلا ضل بالنداء الأخير ...)9

وفي روايات الجمهور ما يتطابق مع ما أوردناه  ونحن نورد بعض رواياتهم و اقوالهم وهي تدل على أنه رجل يستولي على الكور الخمسة ويحكمها .

روى الحاكم وصححه على شرط الشيخين : (...عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم الا المخبر عنهم )10

وفي التاريخ الكبير، للبخاري ج4 ص 167 : (عن خالد بن معدان قال : يهزم السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك )11

وقال محمد بن طلحة الشافعي : ( ينزل عليه عيسى بن مريم بالمنارة البيضاء بشرقي دمشق والناس في صلاة العصر ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ، يستبيح جيشه مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثلاثة أيّام ، ثمّ يرتحل ليخرّب مكّة ، فيخسف اللّه بجيشه البيداء ...)

وقد جعل نعيم بن حماد المروزي عنوانا : ( صفة السفياني واسمه ونسبه )12

وقال ابن المنادي : ( ت 326هـ) : ( ثمّ يتولّى بعد شهور يسيرة رجل من أهل بيت الملك الثالث ، يقال له :  السفياني ، عنبسة بن هند وهو رجل شاب ربعة ، فظّ الوجه ، ضخم الهامة ، في وجهه أثر جدري ، يكسر عينه اليسرى كسرا شديدا ، يحسبه من يراه  أنّه أعور ، تجتمع إليه قبائل العرب )13

وقال : ( فيقوم السفياني في أصحابه خطيبا على منبر دمشق ، فيقول : يا أهل هذا المصر ، يا أهل دمشق  ، أنتم لحمي ودمي ، وأنا عدوّ عدوّكم )

وفي كلامه اشارة واضحة على أنه رجل وليس حركة.

نخلص مما سبق أن هذه الروايات تؤكد وجود رجل عدته الروايات أحد علامات الظهور الحتمية، ذاك هو السفياني .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) الغيبة، الشيخ الطوسي، ص 443 ــ 444.

2) الغيبة، الشيخ الطوسي، ص 478.

3) الغيبة، الشيخ الطوسي، ص 463

4) الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص ٢٨٩

5) الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص ٣١٨.

6) تفسير العياشي، ج2 ص 60.

7) الإمامة والتبصرة، علي ابن بابويه القمي، ص 170.

8) كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص 681.

9) بحار الأنوار، ج53 ص 9.

10) المستدرك، ج4 ص 520.

11) الدر المنتظم في السر الأعظم، ، ص ٧٥.

12) الفتن، نعيم بن حماد المروزي، ص 165.

13) الملاحم، ابن المنادي، ص ٨٢.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0900 Seconds