معلومات تفصيلية عن اليماني الذي يُمهد للإمام المهدي (عج)

, منذ 2 سنة 2K مشاهدة

اسمه ونسبه وانتمائه

اسمه:

أمّا اسمه فلا يمكن القطع باسم اليماني، إلاّ ما أشارت إليه بعض الأخبار، حيث اختلفت في اسمه، وهل هو الحقيقي أم هو الحركي الذي اختاره اليماني في حركته المباركة، وستكون أسماءه حسب الأخبار كالآتي:

1 _ حسين أو حسن كما في الخبر الوارد عن كعب، وسيأتيك لاحقاً.

2 _ صالح، كما أورده نُعيم بن حمّاد في كتابه عن الحكم بن نافع، عن جرّاح، عن أرطأة، قال في حديثٍ:

(فيغضب الموالي فيبايعون رجلاً يسمّى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار، فيخرج بهم فيلقى جيش الروم فيقتلهم، ويقع الموت في الروم وهم يومئذٍ ببيت المقدّس...وينزل صالح بالموالي بأرض سوريا ويدخل عمورية... ).(1)

3 _ الأصبغ بن زيد، كما في الرواية التالية:

(صاحب رومية رجلٌ من بني هاشم اسمه الأصبغ بن زيد، وهو الذي يفتحها).(2)

والذي يفتح رومية هو اليماني، كما سيأتي.

4 _ الأصبغ بن يزيد.

عن عبد الله بن عمرو، قال: (فتح القسطنطينيّة ثمّ تغزون رومية فيفتحها الله عليكم).

قال أبو قبيل _ وهو أحد رواة الرواية _: (ويلي أفريقية رجل من أهل اليمن محمّد بن سعيد يكون بعده رجل من بني هاشم يقال له أصبغ بن يزيد، وهو صاحب رومية وهو الذي يفتحها).(3)

والظاهر أنّه مشترك مع الأصبغ بن زيد، فهما واحد وليس متعدّداً، والأصبغ بن زيد أرجح لكون تسمية يزيد غير معهودة في زماننا، وفيما يأتي كذلك، سيّما أنّه من بني هاشم.

والروايتان إسنادهما واحد عن أبي قبيل، إلاّ أنّ الثانية يرويها عن عبد الله بن عمرو.

نسبه:

أشارت الأخبار إلى أنّ نسب اليماني قرشي هاشمي قحطاني.

أمّا كونه قرشي، فلما ذكرته أخبار الفتن بأنّه من قريش.

قال أبو عبد الله نعيم:

(يخرج من قرية يقال لها يكلى خلف صنعاء بمرحلة، أبوه قرشي، وأمّه يمانيّة).(4)

وكونه هاشمي فكما ورد في حديث أبي قبيل من أنّه من بني هاشم.

وأنّه قحطاني، تأكيداً على يمانيّته، فإنّ قبائل اليمن كلّها من قحطان، تنتسب إليه، وهو قحطان بن عابر بن شالخ، وتنتسب إليه الأنصار كذلك. فكلّ مَن انتسب إلى اليمن عُرف بالقحطاني لانتساب قبائلها إليه، كما صرّح السمعاني في أنسابه:

(وقحطان هو الذي ينتسب جميع الأنصار إليه واليمن كلّها، وهم بنو يعرب بن يشجب بن قحطان. وقيل: هو قحطان بن الهيمسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم. وقحطان جُرثومة(5) العرب).(6)

وذكر ابن منظور في لسان العرب: (أنّ قحطان أبو اليمن، وهو في قول نسّابتهم قحطان بن هود، وبعض يقول قحطان بن ارفخشد بن سام بن نوح).(7)

فاليماني إذن _ كما في الأخبار _ قرشي هاشمي قحطاني.

موطنه:

اليمن، نُسب إليه، وقد حدّدته بعض الأخبار بأنّه من عُمان، كما روى ذلك نعيم بن حمّاد، وفي خبرٍ طويل في آخره:

(ثمّ يلي من بعده المضري العُماني القحطاني، يسير بسيرة أخيه المهدي، وعلى يديه تفتح مدينة الروم).(8)

والذي يفتح الروم هو اليماني، كما عرفت من الأخبار المستفيضة.

على أنّ عُمان يطلق عليها اليمن كذلك، فانتسابه إلى عُمان انتساباً إلى اليمن، فلا ضير في الجمع بين الأخبار التي تصرّح على أنّه من عُمان واُخرى على أنّه من اليمن.

قال الحموي في (معجم البلدان) في مادة اليمن: (وقيل حدُّ اليمن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعُمان إلى عدن أبين، وما يلي ذلك من التهائم والنجود، واليمن تجمع ذلك كلّه، والنسبة إليهم يمني ويمانٍ...وبعضهم يقول: يمانيّ بتشديد الياء).(9)

إلاّ أنّ نعيم بن حمّاد في كتابه (الفتن)، قال: (يخرج من قرية يقال لها يكلى خلف صنعاء بمرحلة).(10)

والمرحلة مسافة يسيرة، ولعلّها من ضواحي صنعاء، وقد ذكر الحموي في معجمه أنّ وادي يكلى من نواحي صنعاء باليمن.(11)

وبالجملة فإنّ اليماني نسبته إلى اليمن، أمّا لانتسابه إليها، أو لأنّ خروجه منها.

اليماني

السياسة العامّة

تُعدُّ حركة اليماني الإصلاحيّة ضمن أهمّ المعادلات السياسيّة الشرق أوسطيّة، وستدخل ضمن هذه المعادلات السياسيّة بشكل يُتيح لها إحداث تغييرات من شأنها أن يكون لها الأثر العامّ على مجمل التوجّهات الإقليميّة والدوليّة.

فعلى المستوى الدولي:

تبدو هناك تشنّجات سياسيّة تؤدّي إلى نشوب صراعٍ دولي يدخل في أحد طرفيه اليماني والطرف الآخر ستكون الدول الغربيّة التي تدخل في تحالفاتٍ سياسيّةٍ أمنية، فبعد تعاظم أمر اليماني تحاول تلك الدول تأمين أمنها ومستقبلها، فتحدث وقتذاك اُمور تهدّد كيان اليماني وأمنه، كتحرّشات معيّنة تُثيره تحالفات مشبوهة توجّس منها عندها يتحرّك لمواجهة تلك الدول والسيطرة عليها.

الروايات لم تذكر سوى وقعة الروم حيث تجري على يد اليماني، والروم تُطلق على غير الدول العربيّة والإسلاميّة، ولا يمكننا تشخيص تلك الدول إلاّ من خلال الاستقراءات السياسيّة ومراقبة الأوضاع الدوليّة كاحتمالاتٍ في هذا المجال.

عن أرطأة، قال: (على يدي ذلك الخليفة اليماني وفي ولايته تفتح رومية).(12)

ويبدو أن هناك دواعٍ سياسيةٍ وأمنية تدفع باليماني إلى التحرك لصد هجمات الدول الغربية، ولعل الفتح الوارد في الرواية هو الغلبة والسيطرة لتأمين هجمات الدول الغربية التي تهدد دول المنطقة ومنها اليمن، وستكون لليماني إمكانية إيقاف وصدّ هذه التحرشات الغربية وليس بالضرورة أن يكون الفتح المعبّر عنه في الروايات بالهيمنة العسكرية أو الاحتلال كما قد ينصرف من لفظة الفتح ابتداءً.

وإطلاق اسم الخليفة على اليماني من باب التوسعة؛ لكونه يمتلك سلطةً سياسيّةً تؤهّله من السيطرةِ والنفوذ.

أمّا على المستوى الإقليمي:

فقد ذكرنا أنّ اليماني سيواجه معارضةً شديدة من قبل التكتّلات السياسيّة والحركات الاُخرى في المنطقة، فحركة المغربي في مصر، والصراعات السياسيّة في الشام بين الأصهب والسفياني، وغلبة السفياني عند ذاك، ستحدث تخلخلاً واضحاً في الاستقرار الأمني الإقليمي، وسيواجه اليماني خطر تحدّيات السفياني، وسيعزم اليماني على مواجهته والتصدّي له، خصوصاً حين وصول السفياني إلى الكوفة، ليُحدث فيها من الدمار والخراب، وملاحقته الشديدة لشيعة عليّ عليه السلام بما يدفع اليماني للتحرّك نحوه، وحماية أتباع أهل البيت عليهم السلام، وستكون بينهما ملاحم دامية.

على أنه يجب التنويه إلى أن اليماني ربما يواجه خطر التحدي القادم من تكتلاتٍ سياسيةٍ وتنظيماتٍ معينة تعيش على الأزمات السياسية المحدقة بالمنطقة، وستكون هذه التنظيمات منغلقةً على نفسها متقوقعةً على نظرةٍ إقليمية ضيقة تدفعها دواعٍ فكريةٍ مقيتة تتوجس من أي تحركٍ إصلاحي وربما تعمل هذه المنظمات التي تتخذ فلسطين مقراً لها على زعزعة أمن اليماني واستقراره وسيعاني منها تهديداً حقيقياً يشغله عن مهمته، ولعل هذه المنظمات ستربط مصيرها بحركة السفياني الذي يستولي على البلاد الشامية.

وترتكز هذه التنظيمات على ساحل البحر المتوسط متخذةً من مدينة عكا منطلقاً لتحركاتها، وربما لها تحالفاتها مع القوى الغربية التي تلتقي مصالحها بمصالح السفياني وقتذاك.

عن حكيم بن عمير عن كعب قال: على يدي ذلك اليماني تكون ملحمة عكا الصغرى وذلك إذا ملك الخامس من آل هرقل.(13)

ولم يكن الوضع الاقليمي مشجّعاً على تحركات اليماني السياسية ما لم يضمن تأييد أو على الأقل تأمين وضعه واستراتيجياته الاقليمية، وستُصاب بعض التنظيمات أو الحركات الاقليمية بحالة فزعٍ وهلعٍ سياسي بعدما ترى من نفوذ اليماني السياسي والفكري كذلك وهو يستقطب التوجهات الثقافية المنفتحة، مما يدفع هذه التكتلات إلى محاولة عطب مسيرة اليماني الاصلاحية، وتتفاقم هذه العلاقة المتوترة إلى تحرشاتٍ ضد اليماني تدفعه أخيراً إلى ضرب تلك التجمعات والجيوب التنظيمية فيشلها ليؤمن بذلك مستقبله السياسي.

عن يزيد بن سعيد بن أبي عطاء عن كعب قال: على يدي اليماني يقتل قريشاً.(14)

وقريش مصطلحٌ يُطلق على التوجهات المقابلة لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.

هذه مجمل تحرّكات اليماني على المستويات الدوليّة والإقليميّة ممّا تعكس حالة التوجّسات والمخاوف الإصلاحيّة وتوجّهاته في نصرة أهل البيت عليهم السلام، والالتزام بنهجهم القويم ومبدأهم الحقّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفتن/ نعيم بن حمّاد المروزي: 336، الحديث 1279.

(2) المصدر المتقدّم: 313، الحديث 1210.

(3) المصدر المتقدّم: 356، الحديث 1329.

(4) الفتن/ نعيم بن حمّاد المروزي: 299، الحديث 1145.

(5) الجرثومة: الأصل، وجرثومة كلّ شيء أصله ومجتمعه...وروي عن بعضهم: (الاسدُ جرثومة العرب، فمن أضلّ نسبه فليأتهم) _ لسان العرب: مادة (جرثم).

(6) الأنساب/ السمعاني: 4/ 27، دار النفائس - الرياض.

(7) لسان العرب: مادة (قحط).

(8) الفتن/ نعيم بن حمّاد: 299، الحديث 1145.

(9) معجم البلدان/ ياقوت الحموي: 8/ 509، مادة (اليمن).

(10) الفتن/ نعيم بن حمّاد: 299، حديث 1145.

(11) معجم البلدان/ ياقوت الحموي: 8/ 434.

(12) الفتن/ نعيم بن حمّاد: 301، الحديث 1155.

(13) الفتن لتعيم بن حماد: 377.

(14) المصدر السابق.

* المصدر : اليماني راية هدى ـ تأليف : السيد محمد علي الحلو (رحمه الله).

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1032 Seconds