تعرف على تفاصيل العلامات الحتمية قبل قيام القائم (عج)

, منذ 1 سنة 825 مشاهدة

من الروايات التي اسُتدل بها على حرمة القيام قبل قيام القائم(عليه السلام) ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: «خمس علامات قبل قيام القائم الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني فقلت جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه قال لا»([1] ).

تقريب الاستدلال بهذه الرواية :

نهى الإمام (عليه السلام) عن الخروج مع من يخرج قبل هذه العلامات الخمس الحتمية، وقد اختلف العلماء في عدد العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي (عليه السلام) والقدر المتيقن منها هو العلامتان الأوليتان وهما الصيحة والسفياني، وهناك من ذهب إلى أن العلامات الحتمية لظهور الإمام الحجة (عليه السلام) عددها خمسة وهي ما دلت عليه هذه الرواية :

الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني، إذاً هذه الرواية قد يستدل بها على حرمة الخروج والخروج مع من خرج قبل قيام القائم(عليه السلام).

والتحقيق: إن هذه الرواية تبحث من ناحية السند أوّلاً والدلالة ثانياً أما السند فالسند معتبر إلى أن يصل إلى عمر بن حنظلة فلم يثبت توثيقه، نعم هناك بعض الروايات المادحة له كما جاء في الرواية جاءنا عمر بن حنظلة بخبر عنكم قال(عليه السلام) «إذاً لا يكذب علينا»، ولكن يلزم من قبول هذه الرواية الدور لوقوع عمر بن حنظلة في سندها وتفصيل الكلام يرجع فيه إلى محله فيمكن مراجعة كتاب معجم رجال الحديث للسيد الخوئي   فقد فصل في ذلك، إذاً هذه الرواية ليست معتبرة فهي مخدوشة بعمر بن حنظلة.

وأما الدلالة فهي لا تدل على حرمة الخروج قبل قيام القائم(عليه السلام) فقد ذكرت الرواية خمس علامات، الأولى منها هي الصيحة والمراد بها النداء السماوي الذي يسمعه جميع الناس وجميع البشر فينادي جبرئيل(عليه السلام) في السماء «ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون» إلا أن إبليس ينادي في آخر النهار « ألا أن عثمان وشيعته هم الفائزون »، وقد دل على ذلك بعض الروايات منها ما في خبر الحلبي عن أبي عبد اللهj قال: «وينادي مناد من السماء أول النهار ألا أن علياً وشيعته هم الفائزون قال وينادي مناد في آخر النهار ألا أن عثمان وشيعته هم الفائزون»([2] ).

وأما المراد بالخسف وهو العلامة الثانية فهو خسف جيش السفياني بالبيداء وهي الصحراء التي تلي المدينة المنورة على طريق مكة فالإمام المنتظر(عليه السلام) يظهر في مكة ثم يخرج إلى المدينة فيعلم به السفياني فيحرّك جيشه من الشام إلى المدينة لقتل الإمام المهدي(عليه السلام) فيخرج الإمام المهدي(عليه السلام) من المدينة قاصداً مكة فيلحقه جيش السفياني لقتله وما أن يخرج من المدينة ويصل إلى الصحراء القريبة من المدينة ويلحقه جيش السفياني فإن الأرض تخسف بجيش السفياني فلا يبقى منه إلا اثنان يرجعان إلى السفياني لإخباره بما جرى كما في الروايات.

وأما قتل النفس الزكية فهو محمد ذو النفس الزكية من نسل الإمام الحسن (عليه السلام) وهو يقتل في بيت الله بين الركن والمقام.

وأما العلامة الرابعة فهي اليماني وهو رجل صالح يخرج من اليمن ورايته أهدى الرايات لأنها راية مناصرة إذ أنه يدخل المعركة وينصر الإمام المهدي (عليه السلام) كما أن اليماني يتلقى الأوامر من الإمام المهدي مباشرة.

وأما السفياني فهو عثمان بن عنبسة من نسل بني أمية ويخرج من ذات الأدرع بالشام وهي الآن درعا في سوريا على الحدود الأردنية، وعندنا في الروايات إن الشام يحكمها الأصهب وهي اسم من أسماء الأسد فيقوم عليه الأقرع أو الأشهم فيقتتلان مدة طويلة ولا يغلب أحدهما الآخر فيخرج السفياني ويقتلهما معاً ويحكم الشام، ويخرج السفياني قبل ظهور الإمام الحجة بستة شهور ويحكم تسعة شهور فمدة خروج السفياني إلى حكمه خمسة عشرة شهراً ويحكم حمل امرأة في الروايات يعني تسعة شهور ويقتله الإمام الحجة(عليه السلام) في بحيرة طبريا الموجودة الآن في فلسطين المحتلة مما يطل على الأراضي اللبنانية في جنوب لبنان بالقرب من مزارع شبعا المحتلة حالياً.

ومن الملاحظ أن هذه العلامات الخمس هي علامات سنة الظهور كلها تكون في سنة ظهور الإمام الحجة (عليه السلام) فالسفياني واليماني يظهران في سنة ظهور الإمام الحجة كما أن الصيحة وقتل النفس الزكية يكونا في سنة ظهور الإمام الحجة وكذلك الخسف بالبيداء بعد ظهور الإمام الحجة، فعلامات الظهور تقسم فهناك علامات ما قبل الظهور وهناك علامات سنة الظهور وهناك علامات يوم الظهور وهناك علامات ما بعد الظهور، فهذه العلامات كلها تقع في سنة الظهور والبحث ليس في علامات ظهور الإمام الحجة(عليه السلام) فله محل آخر، إلا أنه من الواضح أن هذه الرواية ناظرة إلى من يخرج ويدعي المهدوية فقد ذكرت علامات ظهور الإمام الحجة (عليه السلام) ثم عمر بن حنظلة يسأل الإمام الصادق(عليه السلام) جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال «لا»، وإن شكك أحد في ظهور هذه الرواية فيمن يدعي المهدوية فلا أقل إن القدر المتيقن منها هو من يخرج من أهل البيت ولا تشمل من يخرج من غير أهل البيت ولا يقال هنا بالأولوية فموضوع هذه الرواية من يخرج من أهل البيت، وإن قيل إن نهت عن الخروج مع من يخرج من أهل البيت فمن باب أولى هي تشمل من يخرج من غير أهل البيت.

قلنا إن المراد بالخروج هنا هو الدعاية للإمامة فلا تشمل من يخرج لكي يسلم الراية إلى الإمام الحق، إذاً هذه الرواية أجنبية عن مورد بحثنا وهو حرمة الخروج قبل قيام القائم(عليه السلام)، هذه الرواية تنهى عن الخروج مع من يدعي الإمامة أو يدعي المهدوية أو يدعو لنفسه قبل قيام القائم(عليه السلام) ولا تشمل من يخرج بدعوة حق داعياً إلى أئمة الهدى وإذا انتصر يسلم الراية إلى إمام الحق، إذاً الرواية السابعة مخدوشة سنداً ودلالة فلا تدل على حرمة القيام قبل قيام القائم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الكافي، ج8، ص310، الحديث 483، وسائل الشيعة، ج15، ص52.

(2) الكافي، ج8، ص310، الحديث 484.

(3) روضة الكافي، ج8، ص331، الحديث 509؛ وسائل الشيعة، ج15، ص52، الرواية الثامنة من روايات الباب13 من أبواب جهاد العدو وما يناسبه.

المصدر: الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق، بحث الفقه.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0689 Seconds