الشيخ علي آل محسن
من ضمن أولئك المدعين للبابية: الحسين بن منصور الحلاج المقتول سنة 311هـ، الذي ادعى النيابة أيضاً في بداية أمره، وصدر من الإمام في حقه اللعن، ثم صار بعد ذلك صاحب فرقة أيضاً.
كما أن البهائية بدأت بادّعاء البابية، من قبل رجل يسمى علي بن محمد رضا الشيرازي الذي ادَّعى أنه باب - أي نائب - للإمام المهدي ، ثم صدَّق به شخص كان اسمه حسين بن علي النوري، وكان يلقب ببهاء الله، وكان صاحب ثروة وأموال، فساعد هذا الأخير في نشر هذه الحركة التي سميت بالحركة البابية أو البهائية، حتى نشأ بها دين مختلف تماماً عن دين الإسلام.
والبهائية الآن ليسوا على الإسلام في شيء، حتى إن البهائية المعاصرين المتواجدين في مصر لا يريدون أن يكتب في هويتهم الجنسية أنه مسلمون؛ وإنما يريدون أن يكتب فيها أنهم بهائية.
وهكذا الحال مع بعض المذاهب أو الديانات الأخرى، حيث تبدأ بادعاء البابية، ثم تتبدل شيئاً فشيئاً حتى تنحرف كلياً فلا تمت إلى الإسلام بصلة.
القاسم المشترك بين دعاوى السفارة:
والملاحظ أن هذه الادعاءات المتعددة للسفارة ترتكز على ركيزة واحدة مشتركة فيما بينها، وهي الطعن في مراجع التقليد، لأنه من الطبيعي أن يواجَه أصحاب تلك الدعاوى بالرفض والإنكار من قبل مراجع الشيعة العظام، وتكون المواجهة جادة وقاسية لدحض وفضح دعاواهم الكاذبة، ولذا لم يدخر أصحاب هذه الدعاوى جهدًا في الطعن في مراجع الشيعة، محاولةً منهم لفصل الشيعة عن مراجعهم، قبل أن يتمادوا في تجاوزاتهم الدينية، لكي يصدقهم بعض الجهال البسطاء ويتبعوهم.
دعوات السفارة في هذا الزمان:
ظهر في زماننا هذا بعض دعوات السفارة عن الإمام المهدي عليه السلام، والتي هي في واقعها مشابهة لدعوات البابية السابقة، ففي العراق على سبيل المثال، ظهر مؤخرًا عدة أشخاص يدّعون النيابة عن الإمام المهدي ، وكل واحدٍ منهم يكذب الآخر، مع أنهم جميعاً لم يقيموا دليلاً واحدًا على صحة دعاواهم، وكل ما في الأمر أنهم يطبقون بعض ما جاء في الروايات على أنفسهم مع أنها لا تنطبق عليهم.
استدلالات في غاية العجب:
وبعضهم يحتج لتلك الدعاوى بأدلة في غاية الغَرابة، كما حصل معي شخصياً من أن شخصًا أرسل لي رسالة على موقعي في شبكة الانترنت، ذكر لي فيها بعض الأدلة التي يستدل بها بعض أولئك ممن يدّعون النيابة، ويزعمون أنهم من أبناء الإمام المهدي عليه السلام ومن نسله، حيث استدل بعضهم بأنه من نسل الإمام لمجرد أنه يجهل جَدَّه الخامس، وما أكثر من يجهل جدَّه الخامس من الشيعة، فادعى أن هذا الجهل بالجد الخامس هو دليل على أن ذلك الجد الخامس المجهول هو عينه الإمام المهدي ، فانظر إلى سخافة هذه الحجة وتفاهة هذا الاستدلال!
وبعضهم يفسر الروايات بحسب أهوائهم ويطبقونها على أنفسهم، فمنهم من يأتي إلى الرواية التي تقول: (يكون من بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعد الاثني عشر إمامًا اثنا عشر مهديًا) فيطبقونها على أنفسهم، حيث يدعي بعضهم أنه أحد أولئك الاثني عشر مهديًّا المذكورين في الرواية، مع أنه لم يسبق لإمام من أئمة أهل البيت عليهم السلام أن ادّعى الإمامة في زمان إمامة من قبله، وإنما ينص السابق على اللاحق؛ لأنه لا فائدة في ادعاء الإمامة ما دام إماماً صامتاً لم يقم بمهام الإمامة.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة