اولا: المهدي القحطاني (1979م):
وهو محمد بن عبد الله القحطاني، خرج في اليوم الأول من عام 1400هـ، نوفمبر عام 1979م.. بمساعدة صهرة جهيمان العتيبي وهو جهيمان بن محمد بن سيف العتيـبي، عمل موظفاً في الحرس الوطني السعودي لمدة ثمانية عشر عاماً.. درس الشريعة الدينية في جامعة مكة المكرمة الإسلامية.. وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.. وفي المدينة المنورة، التقى جهيمان بشخص يُدعى (محمد بن عبد الله القحطاني) أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز.. توطدت العلاقة بين الرجلين.. وخاصة أنهما التقيا فكريا في العديد من الرؤى الأيديولوجية المتطرفة، من حيث تكفير الدولة، بل وتكفير المجتمع بأكمله، والتزمت الشديد، مما أدى إلى اعتزالهما المجتمع ورفض معالمه المدنية من إذاعة وتلفزيون وصحافة.. تزوج محمد القحطاني بأخت جهيمان العتيـبي، مما زاد التقارب بين الرجلين بشكل أكبر وأخطر.. بدأ جهيمان وصهره بنشر أفكارهما المتزمتة بشكل سري، وعلى نطاق ضيق في بعض المساجد الصغيرة بالمدينة المنورة، لقيت هذه الأفكار صدىً إيجابياً عند البعض، وأخذت الجماعة التي أسسها جهيمان تكبر، حتى وصل عدد أفرادها إلى الآلاف.. بدأت تحركاتهم باحتلال جهيمان الحرم المكي مع مجموعة له بالأسلحة وحاصروا المصلين وادعى صهره محمد القحطاني بأنه المهدي المنتظر، حيث قدَّمه جهيمان بأنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين، في ذاك اليوم من بداية القرن الهجري الجديد!.. قام جهيمان واتباعه بمبايعة (المهدي المزعوم) وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام.. في نفس الوقت كانت هناك مجموعات أخرى من جماعة جهيمان، تقوم بتوزيع منشورات ورسائل وكتيبات كان جهيمان قد كتبها من قبل في السعودية وبعض دول الخليج.
احتجز جهيمان وجماعته كل من كان داخل الحرم، بما فيهم النساء والأطفال ثلاثة أيام، وبعد ذلك أخلى جهيمان سبيل النساء والأطفال فقط.. وبقى عدد لابأس به من المحتجزين داخل المسجد.
وفي النهاية.. حاولت الحكومة السعودية منذ اللحظات الأولى حل هذه المشكلة وديا مع جهيمان.. بالاستسلام، والخروج من الحرم، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، إلا أنه رفض.
عطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام، وتبادل الطرفان إطلاق النيران الكثيف، وأصاب المسجد الحرام ضرراً بالغاً جرّاء هذه الأحداث، وعندما نفد صبر الحكومة السعودية، تدافعت قواتها معززة بقوات الكوماندوز، في هجوم شامل، واستخدمت فيه تقنيات عسكرية جديدة، لم يعهدها جهيمان وأتباعه، فسقط منهم الكثير.. كان ممن سقط قتيلا صهره محمد بن عبد الله والذي يدعون أنه المهدي المنتظر، وبسقوطه قتيلاً، صدم أتباع جهيمان صدمة كبيرة، فهم كانوا يعتقدون أنه لا يموت، فبدأوا بالانهيار والاستسلام تباعاً واستسلم جهيمان ومن بقى من أتباعه.
بعد فترة وجيزة، صدر حكم المحكمة بإعدام واحداً وستين شخصاً من أفراد الجماعة، وكان جهيمان من ضمن قائمة المحكومين بالإعدام.. لتنتهي بذلك قصة احتلال الحرم المكي وادعاء المهدوية.
ثانيا: ناصر بن هايس بن سرور المورقي (2001م):
في تصريح لوكالة الأنباء السعودية قال مدير شرطة منطقة الرياض، إنه في مساء يوم الخميس (2 رمضان 1423هـ) لاحظ رجال الأمن القائمون على حراسة وزارة المالية والاقتصاد الوطني، أن شخصاً مسلحاً يحاول الدخول للوزارة وكان يطلق النار بطريقه عشوائية.. وأثناء التفاوض مع الجاني (ناصر بن هايس بن سرور المورقي) سعودي الجنسية من مواليد 1396هـ، طلب المذكور مبلغاً مالياً والسماح له بالسفر إلى خارج المملكة زاعماً أنه الخليفة المهدي.. وأثناء تبادل اطلاق النار معه أصيب ونقل إلى المستشفى وتوفي متأثراً بإصابته.. ومن ناحية أخرى عبّر أخوه تركي.. بأن أخاه ناصر كان إماماً لأحد المساجد لأكثر من سبع سنين، ويسكن في قرية القرارة الواقعة بين الدوادمي والرّس([1]).
ثالثا: نبيل عبد القادر أكبر (2005م):
موظف سابق في شركة أرامكو البترولية، يحمل شهادة دكتوراه في جيوفيزياء يدّعي أنه (المهدي المنتظر) وله موقع على النت يقول فيه: (وأنا على يقين أن الكثير من الناس يسخرون ويكذبون وأني سوف أُتهم بالكفر والجنون وما علي، فهذا ما أمرت به فليفعلوا ما هم به يؤمرون، وإني أُحذر من أن من يكذبني افتراءً واستكباراً فإنه يكذب بآيات الله، وإن من يسخر مني فإنه يسخر من آيات الله، وأن من يعرض عني فإنه يعرض عن آيات الله، فيا أمة محمد لإن صدقتم الآيات فعليكم الشكر لله، ولإن كذبتم بها فحق للحق أن يحق عليكم عذاب يوم حقيق نسأل الله العزيز القدير أن يرحمنا وينقذنا من عذاب يوم حقيق)..
ما تقدم بين الأقواس مأخوذ من مقدمة طويلة كتبها من يزعم أنه (المهدي) وهو يبني زعمه هذا على مجموعة من رؤى (أحلام) أهله ورؤاه شخصياً، ثم على آية من آيات الله يزعم أنه اكتشفها وهي أن الله أبطن اسمه واسم أخيه أسامة بن لادن في أكثر القرآن، فهما سره وهما أمره.. والرجل اسمه: نبيل عبد القادر أكبر، متزوج وله أربعة اولاد، اثنان من ابنائه يدرسون الطب، وهو من مواليد الطائف عام 1958م، وقد عمل مدرساً في التعليم ثم باحثاً في شركة أرامكو السعودية للبترول ثم رئيس قسم، ثم منسق اكتشاف وتطوير الحقول، ثم تفرغ بعد ذلك لأبحاث الفلك والجيوفيزياء، إذ أنه يحمل الدكتوراه في الجيوفيزياء من جامعة ستانفورد من كاليفورنيا عام 1993م. وقد حصل على البكالوريوس من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1981م ([2]).
رابعا: مدّعي مهدوية في الحدود السعودية (2006م):
رحَّلت السلطات السعودية مؤخراً بالتنسيق مع السفارة التونسية بالرياض مواطناً تونسياً كان قد اعتقل عند محاولته التسلل للمملكة عبر الحدود مع الأردن بدون أية وثائق رسمية أو جواز سفر، مدّعياً أنه (المهدي المنتظر) عند استجوابه.. وكشفت الفحوص الطبية عن أنه مريض نفسياً وغير مسؤول عن تصرفاته.
وكانت (جريدة اليوم السعودية) نشرت في عددها ليوم الخميس، السادس من ذي القعدة الماضي، خبر اعتقال رجال حرس الحدود بتبوك لشخص يحمل حقيبة كبيرة على ظهره، وعثر فيها على منشورات وطلاسم يدعي فيها أنه المهدي المنتظر، وأن بإمكانه التجول في أي دولة يريدها بالعالم وظل يتمتم بكلمات غير مفهومة ويهذي بصوت عال.. مستنكراً عدم التعرف عليه ([3]).
([1]) جريدة الشرق الاوسط عدد 8747 – السبت 24 رمضان 14123هـ الموافق 9/11/2002م، وكذلك نقلت الخبر جريدة الرياض لنفس اليوم.
([2]) موقع المدّعي في النت، بالإضافة إلى كتابه الذي يبدء به دعوته وبه أحلامه ورؤاه، والذي يبدأ بكلمة بسم الله المجيب الأول الحسيب.
([3]) جريدة اليوم السعودية، عدد 11915 السبت 28/12/1426هـ، الموافق 28/1/2006م.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة