كيف يتجمع أصحاب الإمام المهدي (عج) الــــ 313 ؟ وما هي صفاتهم ؟

, منذ 1 شهر 303 مشاهدة

أصحاب الامام المهدي (عليه السلام) ثُلّة طيّبة، وصفوة مهذبّة، من خيرة الخلق ذوى الكفاءة التامّة، واللياقة الكاملة، لصحبة الامام، وتدبير المهام، وإدارة الكرة الأرضيّة، والدولة العالميّة.

وقد وردت أحاديث متظافرة من الفريقين في بيان مدحهم وعظيم مقامهم.

وتفيد أنهم تُطوى لهم الأرض، ويُذلّل لهم كلُّ صعب، وأنّهم جيش الغضب لله تعالى.

وأنهم خيار الأمّة مع أبرار العترة، والفقهاء القضاة، وأنهم أفضل من أصحاب الأنبياء.

وأنهم أولوا البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلّطهم على اليهود في قوله تعالى:

(بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْس شَدِيد) الإسراء : الآية ٥..

وأنهم الأمة المعدودة الموعودة في قوله تعالى:

(وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّة مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ

أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) هود : الآية ٨.،(1).

وفي الحديث:

«ينهض (عليه السلام) في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفرّق الجنود في البلاد»(2).

وقد سمّاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإخوانه مصابيح الدجى(3).

وفي حديث الامام الصادق (عليه السلام):

ويكون قيامه مع عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودرعه، وسيف ذي الفقار، مع اصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشدُّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خرَّبوها، كأنَّ على خيولهم العقبان، يتمسّحون بسرج الامام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.

رجال لا ينامون الليل، لهم دويُّ في صلاتهم كدويِّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيّدها، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: «يا لثارات الحسين»(4).

وفي حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) في جيش الغضب:

«اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان، فزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كلِّ قبيلة حتى يبلغ تسعة. أما والله إنّي لأعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم»(5).

وفي حديث الامام الصادق (عليه السلام):

«إِذَا أُذِنَ الامَامُ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِيِّ، فَأُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلاَثُمِائَةِ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ، قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ، فَهُمْ أَصْحَابُ الالْوِيَةِ. مِنْهُمْ مَنْ يُفْقَدُ عَنْ فِرَاشِهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَحِلْيَتِهِ وَنَسَبِهِ.

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَيُّهُمْ أَعْظَمُ إِيمَاناً؟

قَالَ: الَّذِي يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً، وَهُمُ الْمَفْقُودُونَ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(6)،(7).

وقد جاء مدحهم وذكر عددهم وأسمائهم في خطبة البيان الشريفة التي ورد فيها:

«ألا وإنّ المهدي أحسن الناس خُلقاً وخلقةً، ثم إذا قام يجتمع إليه أصحابه على عدّة أهل بدر وأصحاب طالوت، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.

كلّهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم، مثل زُبُر الحديد، لو أنّهم همّوا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها.

فهم الذين وحّدوا الله تعالى حقّ توحيده، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى.

قُوّام الليل، صُوّام النهار، كأنما ربّاهم أبٌ واحد وأمّ واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبّة والنصيحة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عصر الظهور، ص ٢١٠.

(2) الارشاد، ج ١، ص ٣٨٠.

(3) بصائر الدرجات، ١٠٤.

(4) البحار، ج ٥٢، ص ٣٠٨، ب ٢٦، ح ٨١ - ٨٢.

(5) الغيبة للشيخ النعماني، ص ٣١٢، ب ٢٠، ح ١.

(6) سورة البقرة، الآية ١٤٨.

(7) الغيبة الشيخ النعماني، ص ٣١٣، ب ٢٠، ح ٣.

المصدر : عِند قَدَمَي الإمام المهدي (عليه السلام) ـ دراسة عقائديّة في الامام المهدي (عليه السلام) من ظهوره السعيد إلى نظامه السديد.

تأليف: العلامة السيد علي الحسيني الصدر.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0535 Seconds