المهدي المنتظر غير موجود لأن الإمام العسكري كان عقيماً !!

, منذ 8 شهر 433 مشاهدة

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يمكن أنْ يُولَد، لأنَّ الإمام العسكري (عليه السلام) عقيم، هذا ما قاله ابن تيميَّة: (إنَّ الحسن بن عليٍّ العسكري لم ينسل ولم يُعقِّب، كما ذكر ذلك محمّد بن جرير الطبري وعبد الباقي بن قانع وغيرهما من أهل العلم بالنَّسَب)(١).

وبعض هؤلاء استند إلى رواية موجودة في (الكافي) زعموا أنَّها تدلُّ على عقم الإمام العسكري (عليه السلام)، حيث ورد في (الكافي) باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليٍّ (عليهما السلام)، جاء فيها: (... والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن عليٍّ...)، وجاء فيها أيضاً: (فلمَّا دُفِنَ - أي الإمام العسكري (عليه السلام) - أخذ السلطان والناس في طلب ولده، وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوقَّفوا عن قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وُكِّلوا بحفظ الجارية التي تُوهِّم عليها الحمل لازمين حتَّى تبيَّن بطلان الحمل، فلمَّا بطل الحمل عنهنَّ قُسِّم ميراثه بين أُمِّه وأخيه جعفر، وادَّعت أُمُّه وصيَّته وثبت ذلك عند القاضي...)، ثمّ يقول: (... والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده...)(2).

والجواب عنها:

١ - الشبهة بمعزل عن رواية (الكافي) لا تعدو صرف دعوى فاقدة للدليل، إذ تقدَّمت الأدلَّة المتعدِّدة الدالَّة على الولادة، ومنها الأخير، وفيه أقوال من نصُّوا عليها، ومنهم جملة من أهل النَّسَب والتواريخ.

٢ - أمَّا بملاحظة الرواية، فإنَّنا نلاحظ جملة من القرائن التي يُستفاد منها وجود الولد، وهي:

١ - التفتيش لدار أبي محمّد (عليه السلام) أثناء علَّته وفي وفاته وبعدها، وبعث القضاة، والأمر بإحضار عشرة من أوثق ثقاته للزوم الدار ليلاً ونهاراً، فما هو الموجب لكلِّ ذلك الحذر والتفتيش إذا كان لا يوجد شيء يبحثون عنه؟

٢ - أنَّ الرواية تقول: (وطلب أثر ولده)، وهو دالٌّ على وجوده نظير ما فعله فرعون مع موسى (عليه السلام).

٣ - أنَّ توقُّفهم عن قسمة الميراث ليس تورُّعاً وتثبُّتاً لإيصال الحقِّ إلى أهله، بل من أجل الضغط في تحصيل خبر عن هذا المولود المختبئ.

٤ - أنَّ أقصى ما يدلُّ عليه النصُّ هو عدم العلم عند السلطان وأتباعه لعدم الحصول على أثر للولد، ونحن ندَّعي العلم بوجود الولد، للآثار التي وصلت لدينا، ومن يعلم حجَّة على من لا يعلم. على أنَّ الإمام (عجّل الله فرجه) قد نصَّ أهل البيت (عليهم السلام) أنَّه خفيُّ المولد، وأقلّ مراتب الخفاء في الولادة خفاءها عن أعدائه.

٥ - كيف يكون عقيماً استناداً إلى قول لم يثبت القول به من قائله كما في نسبة ذلك إلى الطبري وأمثاله؟! وجملة من مؤرِّخيهم وأهل الأنساب بذاتهم ذكروا في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) أنَّ له ولداً، وقد مرَّت عليك بعض كلماتهم، هذا تهافت ظاهر وقع فيه القوم، قادهم إليه سوء الظنِّ وقصد اتِّهام الشيعة والنيل منهم.

٦ - لو تنزَّلنا وقلنا بأنَّ الرواية دالَّة على مدَّعى ابن تيميَّة وأمثاله، فهي معارضة بما تقدَّم من الروايات، ودلَّ على ثبوت الولد بالنصِّ الصحيح الصريح، فيُقدَّم ذلك عليها، كما هو صناعة باب التعارض في كلِّ القضايا.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(١) منهاج السُّنَّة (ج١/ ص١٢٢)؛ كما وذكر ذلك الدهلوي في التحفة الاثنا عشريَّة (ص١٩٦ و٢٤٤).

(2) الكافي (ج١/ ص٥٠٥ و٥٠٦/ باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليٍّ (عليهما السلام)/ ح١).

المصدر : دروس استدلالية في العقيدة المهدوية ـ تأليف الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0553 Seconds