هل يجب على الإمام الصادق (ع) مبايعة الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 278 مشاهدة

مما لاشك فيه أن مفردات العقيدة الاسلامية الحقة، ممثلة بما يطرحه مذهب أهل البيت (ع)، كالتوحيد والامامة والعصمة والرجعة،  إنما جاءت بهذه الكيفية المبوبة والمرتبة منهجيا، من خلال جهود كبيرة بذلها علماء الشيعة عبر مراحل تاريخية عدة، وقد اعتمدوا مصادر التشريع الاسلامي من قرآن وسنة واردة عن النبي الاكرم (ص) والائمة الاطهار (ع)، إسوة بعلوم الفقه وآليات الاستنباط فهما وتدقيقا وتمحيصا، فالكثير من المصطلحات الاصولية، كأصل البراءة أو الاستصحاب وغيرها لم ترد بالشكل الذي هي عليه، وإنما قررت واعتمدت من قبل علماء المذهب مستوحين ذلك مما جاء به النص القراني وما ورد عن ائمة أهل البيت (ع).
وهذا يضعنا أمام ما هو غني عن التأكيد من ضرورة التدقيق في معطيات الموروث الروائي للائمة الاطهار (ع) ، سيما أن الكثير من الروايات الواردة تقود القارئ الى جملة من الاحتمالات في المعنى والدلالة وهذه الاحتمالات تؤدي بدورها الى ما يمس او يتقاطع مع الثوابت المنطقية والعقدية وهذا ما يمكن أن نجده في أحدى الروايات الواردة عن الامام الصادق (ع) في دعاء العهد الوارد عنه .. إذ يقول (ع): (اللهم إني أجدد له في صبيحة هذا اليوم، وما عشت به في أيامي، عهداً، وعقداً، وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول...)
فهذه العبارة قد تثير في الذهن تساؤلات مثل :
1- هل يمكن أن نفهم من العبارة أن الإمام الصادق (عليه السلام) في زمن إمامته الخاصة به، وفي الوقت الذي تجب طاعته على الإنس والجن يرى لنفسه وجوب البيعة لصاحب العصر (عجل الله فرجه)؟ لأن الإمام يقول: أجدد له البيعة التي في عنقي؟
2- بناء على المقطع المذكور من دعاء العهد هل يمكن أن نفهم أن المعصوم الذي تجب طاعته وبيعته فعلاً يعلن بيعته وطاعته للمعصوم الآخر الذي تجب طاعته وبيعته؟
3- هل ما تقدم يشمل باقي الأئمة (عليهم السلام) أم لا؟
في حين أن الجواب الشافي الذي يخرج بنا عن اشكالية طاعة امام معصوم لآخر، وهي أن كلام الامام الصادق (ع) هنا يدخل فيما ينطبق عليه قول (إياك أعني واسمعي يا جارة) فالإمام الصادق (عليه السلام) إنما يعلم الناس ماذا يقولون لكي يكونوا من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) ، لا أنه (عليه السلام) كان يقول ذلك، ويريد في وقت إمامته عليه السلام أن يجدد البيعة لإمام آخر، وهو الإمام المهدي (عليه السلام). وقد ورد عن الامام  عن  الإمام الصادق (عليه السلام)، في هذا الدعاء أنه: من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا (عليه السلام)، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه الله بكل كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، وهو: اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور، ورب الظل والحرور... إلى آخر الدعاء.

 


 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0959 Seconds