هل هناك فرقٌ بين ظهور الإمام (عجَّل الله فرجه) وخروجه، وقيامه، حيث أنه من المعلوم أن الروايات نطقت بالمصطلحات الثلاثة. ونحن نعلم أن المعصوم (عليه السلام) لا ينطق بلفظ جزافاً حاشاهم من ذلك؟
الشيخ الكوراني:
هذه المصطلحات مذكورة في الروايات الشريفة وكلها تصح، والفرق بينها واضح تقريباً ولكن مع اختلاف بينها بحسب القرائن مثلاً الظهور لغة يكون بعد الخفاء فظهور الإمام (عليه السلام) بعد غيبته، ولكن ليس كقيامه وحركته التي تكون لها ممهدات قبلها كالعلامات الخاصة والعامة.
وأما الخروج فكأنه انقلاب على الواقع فهو خروج على حاكم جائر. وأما القيام فيختلف عن الظهور الذي يكون فيه الإمام كما كان حاله في الغيبة الصغرى حيث يلتقي فقط بأصحابه الخاصّين والأبدال ولا يظهر للناس. وينبغي الالتفات إلى أن الأحاديث الشريفة تسمي حركته عليه السلام من أولها في مكة: (ظهوراً، وخروجاً، وقياماً)، ويبدو أنها تعابير مترادفة.
لكن بعض الروايات تفرق بين الظهور والخروج، فتسمي حركته عليه السلام في مكة (ظهوراً) وتحركه منها إلى المدينة (خروجاً) وتذكر أن ظهوره في مكة يكون بأصحابه الخاصين، وخروجه منها إلى المدينة يكون بعد أن يكمل له عشرة آلاف من أنصاره، بعد أن يخسف بجيش السفياني، فعن عبد العظيم الحسني رحمه الله قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (الإمام الجواد (عليه السلام)) إني لأرجو أن تكون أنت القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. فقال: يا أبا القاسم، ما منا إلا قائم بأمر الله، وهاد إلى دين الله، ولستُ القائم الذي يُطِّهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملؤها عدلاً وقسطاً وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيه، وهو الذي تُطوى له الأرض، ويذل له كل صعب... (عصر الظهور ٢١٨ ط١٠).
فالظهور والخروج والقيام مصطلحات تختلف حسب المناسبة والقرائن.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة