هل الإمام المهدي (عج) يراقب أعمالنا ؟

, منذ 2 شهر 255 مشاهدة

عندنا روايات تدل على أن الأعمال تعرض على الإمام (المهدي)، فالإمام الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(1) قال الإمام: المؤمنون هم الأئمة من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وإن أعمالكم كانت تعرض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعلى الإمام من بعده.(2)

وفي رواية أخرى عن سماعة بن مهران يقول الإمام (عليه السلام): ما لكم تسوؤون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: كيف سيدي؟ قال: إن أعمالكم لتعرض عليه فإذا رأى سيئة ساءه ذلك.(3)

المؤمن طبعاً يشعر برقابة الله تبارك وتعالى (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(4) (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)، لكن إذا زاد إحساسي برقابة الله يزداد

إحساسي برقابة الإمام أيضاً، طبعاً يزداد خوفي ويزداد خشوعي ويزداد بُعدي ونفوري عن الذنب والرذيلة، إذا شعرنا بأن الإمام يرانا ويراقبنا وتعرض عليه أعمالنا وتعرض عليه سيئاتنا ورذائلنا زاد إحساسنا بالرقابة، وزاد بعدنا عن الذنب وبعدنا واجتنابنا للرذيلة.

فإذن التفاعل مع الإمام (عجَّل الله تعالى فرجه) وهو غائب بالشعور بغيبته والإحساس برقابته (عجَّل الله تعالى فرجه).

التسديد والتأييد

كلنا نعتقد أن الإمام يسدد الشيعة وإن كان غائباً، ولولا تسديده وتأييده لانقرض التشيع من زمن طويل، فالتشيع منذ زمن السلطة الأموية وزمن السلطة العباسية تيار مبغوض محارب معارض من جميع ألوان المعارضة والمحاربة، وبقى التشيع مستمراً وامتد وكثر ونمى، يحمل علماء ومفكرين ومثقفين على مدى التأريخ وعلى مدى الأيام، نتيجة تسديد الإمام وتأييد الإمام (عليه السلام).

وإذا الإمام يكتب إلى الشيخ المفيد (إنا لنحضر أفراحكم وأتراحكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ولولانا لاصطلمتكم اللأواء وألمت بكم الأعداء).(5)

دعاء الإمام، بركات الإمام، تسديد الإمام، هو الذي يحفظ التشيع على وجه الأرض.

فنحن هذه البركات التي نراها والامتداد الشيعي المستمر على وجه الأرض نعزوه لوجود الإمام وخير الإمام وبركة الإمام (عجَّل الله تعالى فرجه).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة التوبة، الآية: ١٠٥.

(2) راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج٣: ٥٠٤، تفسير القمي، ج١: ٣٠٤.

(3) راجع بصائر الدرجات للصفار: ٤٤٦، الأمالي للشيخ المفيد: ١٩٦.

(4) ق (٥٠): الآية ١٦.

(5) راجع الاحتجاج للطبرسي، ج٢: ٣٢٣.

السيد منير الخباز.

 

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0868 Seconds