تهذيب النفس وتأثيره على ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)

, منذ 1 سنة 578 مشاهدة

إن تهذيب النفس من وظائف المؤمنين بل من أهمها في كل زمان وهنا نؤكد عليه لما له من أثر بالغ في تقريب الفرج والتعجيل بالظهور المبارك إذ الإمام يحتاج إلى قواعد لظهوره يجب أن تبنى بناءً صحيحاً فإذا تم العدد المطلوب ظهر فعلينا أن نهذب أنفسنا ونكملها بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال للوصول إلى المرتبة التي نحظى فيها بصحبته والتشرف برؤيته ونصرته وقد ورد عن الصادق أنه قال: ( من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم عجل التعافي المشرف بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة)(1).

لذا نجد أن أوّل خطوة في هذا الاتجاه هي التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام وردّ المظالم وقد ورد في التوقيع الشريف: (فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا تما نكرهه ولا تؤثره منهم)(2).

ولما كان آخر الزمان زمان فتن متلاحقة متتابعة كان أقوى ما يتسلح به الممهدون المنتظرون بعد العلم والبصيرة، الصمت والعزلة.

وقد روي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: (يأتي على الناس زمــان يـغيــب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان إن أدنى مــا يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول: عبـادي وإمائي آمنتم بستري وصدقتم بغيبي فابشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي وإماني حقاً منكم أتقبل وهنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي).

قال جابر: (فقلت يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال : (حفظ اللسان ولزوم البيت)(3).

وعنه (عليه السلام) قال: (إنما شيعتنا الخرس)(4).

وعن الرضا (عليه السلام) قال: (من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير)(5).

وعن الصادق (عليه السلام): (لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً مـا دام ساكتاً فإذا تكلّم كتب محسناً أو مسيئاً)(6).

وفي بعض الأخبار أن الصمت هو أول العبادة (7).

وروي أنه قيل لعيسى (عليه السلام) : (دلّنا على عمل ندخل به الجنة فقال : (لا تنطقوا أبداً)(8).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: (ألا أعلمك عملاً ثقيلاً في الميزان خفيفاً على اللسان)؟

قال: بلى يا رسول الله.

قال (صلى الله عليه وآله): (الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك)(9).

وفي وصايا الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن جندب: (وعليك بالصمت تعد حليماً جاهلاً كنت أو عالماً فإنّ الصمت زين لك عند العلماء وستر لك عند الجهال) (10).

و عن الصادق (عليه السلام) قال: (قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت زعمت أن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب)(11).

وعن عيسى (عليه السلام): (العبادة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت وجزء واحد في الفرار من الناس)(12).

وقد ورد في بعض الروايات التأكيد على العزلة وفضيلتها في آخر الزمان خصوصاً، ففي نهج البلاغة عن الإمام علي (عليه السلام) قال: (وذلك زمان لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة إن شهد لم يُعرف وإن غاب لم يعتقد أو انك مصابيح الهدى وأعلام السرى ليسوا بالمساييح ولا المنابع البذر أولئك يفتح الله لهم أبواب رحمته ويكشف عنهم ضراء نقمته)(13).

وقال (عليه السلام): إن من ورائكم فتناً مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة، قيل: يا أمير المؤمنين وما النومة؟ قال (عليه السلام): (الذي يعرف الناس ولا يعرفونه)(14).

ومن الأمور التي ينبغي التأكيد عليها هنا هو الابتعاد عن مجالسة أهل الباطل والاحتراز منهم ولا سيما مجالس أعداء أهل البيت (عليهم السلام) والناقمين عليهم.

فمن الصادق (عليه السلام) قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا مجلس علماً ينقص فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن)(15).

وعنه : (من قعد عند سباب لأولياء الله فقد عصى الله)(16).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) بحار الأنوار ٥٢ : ١٤٠ .

(2) الاحتجاج ۲: ۳۲۵.

(3) کمال الدین ۳۳۰.

(4) النصر بصائر الدرجات: ١٠٥.

(5) قرب الإسناد : ٣٦٩.

(6) الخصال: ١٥.

(7) راجع مكارم الأخلاق: ٤٦٩ ، في موعظة رسول الله (ص) لأبي ذر .

 (8) جامع السعادات ٢ : ٢٦٦.

(9) مكيال المكارم ۲ : ۳۷.

(10) تحف العقول: ٣٠٥.

(11) الكافي ١١٤:٢.

(1۲) مكيال المكارم،۲، ۳۷۰.

(1۳) نهج البلاغة ١ : ١٩٨.

(14) الغيبة للنعماني: ١٤٤.

(15) جامع احاديث الشيعة: 14، 438.

(16) وسائل الشيعة: 16، 260.

 المصدر: أطيب الثمار في عصر الانتظار، ،ص183-187.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0549 Seconds