كيف نستعد ليوم ظهور الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 1 سنة 934 مشاهدة

الانتظار ليس طموحا يتشكل في داخل النفس، فيتحول إلى أحلام وأشواق وتطلعات تشد الإنسان إلى يوم الظهور، ويتحول إلى أمنيات تداعب الخواطر والمشاعر والعواطف والأحاسيس....

وإنما الانتظار «مشروع عملي » متحرك تشكل العواطف، جزءا من مكوناته الكثيرة.

وأهم المكونات والإعدادات المشروع الانتظار

1- الإعداد الروحي

اللقاء مع الإمام المهدي المنتظر والانتماء إلى حركته المباركة الهادفة إلى إصلاح العالم وانقاذ البشرية في حاجة إلى مستوى كبير جدا من الروحانية. بما تعنيه من الانصهار والذوبان مع الله سبحانه وما ينتج عن ذلك من معطيات في حياة الإنسان المؤمن ولكي نضع تحديدا أكثر وضوحًا لمعنى الروحانية نطرح مجموعة تساؤلات.

أ- هل الروحانية كثرة الممارسة العبادية من صلاة ودعاء وذكر وتلاوة وصيام وحج...؟

إن الممارسات العبادية هي تعبيرات عن الروحانية، وليست هي الروحانية انعكاسات وتجليات وتمظهرات في بعض الحالات، وكثيرا ما تكون هذه نفسها هي الممارسات العبادية جافة لا تحمل نبضا روحانيا. ● وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [ النساء ١٤٢ ] .

وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الخَاشِعينَ [البقرة ٤٥].

ب هل الروحانية هي البكاء من خشية الله؟

البكاء من خشية الله هو تعبير عن وجود الروحانية وليس الروحانية نفسها.

ج - هل الروحانية حال الخشوع ورقة القلب؟

هذا أيضا تعبير عن الروحانية....

فماذا تعني الروحانية؟

الروحانية لها بعدان:

البعد الداخلي

وهو المكون الأساس للروحانية.

وهذا المكون ينتظم العناصر التالية: الحب والشوق إلى الله تعالى.

- الخشية من الله تعالى.

- الحياء من الله تعالى.

- الطمع في ثواب الله تعالى (الرجاء).

البعد الخارجي

التجليات الروحانية، وتتمثل في مجموعة ممارسات

- صلاة روحانية.

- دعاء روحاني

- ذكر روحاني.

- تلاوة روحانية.

- صيام روحاني.

- حج روحاني.

- كلمة روحانية.

- أخلاق روحانية.

كيف يتم التفاعل بين البعدين؟

لا تتم العلاقة بين البعدين بشكل مباشر....

فالمكونات الداخلية للروحانية ( الحب والشوق الخشية الحياء الرجاء) متى توفرت بشكل حقيقي أنتجت ، خشوعا في القلب، وهذا الخشوع ينسكب ، روحانية. في الممارسات، فما لم يتوفّر القلب على الخشوع فهناك خلل في المكون الداخلي فالتسلسل الطبيعي يتم هكذا

أ- التشكل الداخلي والمتمثل في مكونات الحب والشوق والخشية والحياء والرجاء...

ب الانفعال القلبي الخشوع

ج - الروحانية المنسكية في الممارسات.

الروحانية في مستوياتها العالية تمثل بعدا مهما من أبعاد الانتظار...

فالمنتظرون نماذج راقية من عشاق الله تعالى الذائبين في عبادة الله المشدودين إلى رضوان الله.

ثم إن إنتاج الروحانية يعتمد . برنامجا مكثفا جادا له مكوناته، وهذا ما تعنى بشرحه كتب الأبحاث الروحية والأخلاقية(1).

٢- الإعداد الفكر

المنتظرون الحقيقيون والطامحون الصادقون في أن يكونوا من أنصار الإمام المهدي هم أصحاب البصائر في الدين، العارفون بالأحكام المؤهلون فكرياً وثقافيا بما يتناسب وهذا الانتماء الكبير.

لا نتحدث هنا عن ا عن فقهاء ومجتهدين ومفكرين ومتخصصين، وإن كانت حركة الإمام المنتظر ودولته العالمية في حاجة إلى عدد كاف من أصحاب الكفاءات العالية والمؤهلات التخصصية في شتى المجالات.

وإنما نتحدث عن مستويات تملك البصيرة والوعي والفهم والثقافة والرؤي بمفاهيم الإسلام، مما يؤهلها أن تكون في عداد أنصار الإمام المهدي والعاملين في دولته.

وهذا الإعداد هو الآخر في حاجة إلى برنامج مكثف جاد له مكوناته، وهذا ما تعنى بشرحه كتب الأبحاث الفكرية والثقافية (2) .

3- الإعداد السلوكي

أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) أنقياء أبرار أخيار صالحون، فمن أراد أن يكون في عداد هؤلاء فليعمل بجد واجتهاد وصدق وإخلاص لإعداد نفسه سلوكيا، وتقوائيا فعسى أن يحظى بشرف الانتماء إلى هذه الصفوة المباركة المنتمية إلى حركة الإمام المهدي وانطلاقته الكبرى الهادفة إلى إصلاح العالم وإقامة دولة الحق.

فالإعداد السلوكي أن يعيش الإنسان التقوى والورع، والالتزام بأحكام الله تعالى... أن يصوغ نفسه عمليا صوغاً منسجما مع تعاليم الله، ومنسجما مع منهج الله.

فالمنتظرون للإمام علي نماذج عالية في التدين والتقوى والورع والصلاح....

فالطامحون لأن يكونوا من المنتظرين، فليعملوا على تصعيد مستويات التدين والتقوى والورع في داخلهم....

المسألة تحتاج إلى معاناة صعبة، وإلى صدق وإخلاص، ووعي وبصيرة، وصبر وثبات......

ثم إن الإعداد السلوكي وبناء التقوى وصوغ الورع، والارتقاء بمستوى التدين والالتزام والاستقامة ... في حاجة إلى برنامج مكثف وجاد وواع وبصير له مكوناته. وهذا ما تعنى بشرحه كتب الأبحاث السلوكية والعملية والتربوية).

4- الإعداد الرسالي والجهادي:

 لحركة الإمام المنتظر العالمية في حاجة إلى كوادر عاملة وفاعلة ومجاهدة... وأهم مكونات التشكل لهذه الكوادر:

1- الوعي والبصيرة.

2- الالتزام

3- الحركية.

٤- الفاعلية والهادفية.

5- الطموح والأمل.

6- التضحية وشوق الشهادة.

« فالإعداد الرسالي والجهادي يفرض توظيف القدرات الفكرية والنفسية والعملية، وترشيد الإمكانات والكفاءات والطاقات على مستوى العطاء والحركية والتضحية والهادفية... وعلى مستوى التصدّي والمواجهة لكل التحديات والانحرافات (4).

فمن خلال هذا التوظيف والترشيد والتدريب العملي القدرات والكفاءات والطاقات ومن خلال هذا التنشيط الهادف الفعاليات والتوجهات والطموحات تنمو في داخل المسيرة الكوادر الإيمانية المؤهلة الصالحة للانتماء لحركة الإمام المنتظر التغييرية الكبرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) اقرأ: حسين معن: نظرات في الإعداد الروحي المؤلف: البرنامج اليومي في محاسبة النفس.

 (2) اقرأ: كتابات السيد محمد باقر الصدر، والشيخ محمد أمين زين الدين والشيخ المطهري، والسيد محمد حسين فضل الله، والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ محمد مهدي الأصفي وغيرهم ....

(3) اقرأ جهاد النفس أبواب جهاد النفس من كتاب الوسائل) / إعداد المركز الإسلامي المعاصر الذنوب الكبيرة للشهيد دستغيب البرنامج التعليمي الاخلاق والآداب الإسلامية تأليف هيئة محمد الأمين (صلى الله عليه وآله) .

(4) من أجل الإعداد الرسالي والحركي والجهادي اقرأ: ما كتب في سيرة الشهيد السيد محمد باقر الصدر، والإمام الخميني والشهيد مطهري والشيخ محمد أمين زين الدين، والشيخ الفضلي.

-إلى الطليعة المؤمنة الشيخ محمد أمين زين الدين.

المصدر: الامام المنتظرة قراءة في الاشكاليات، ص345-350.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0498 Seconds