4 فوائد في كثرة الدعاء للإمام المهدي المنتظر (صلوات الله عليه)

, منذ 1 سنة 2K مشاهدة

الشيخ حيدر السندي

لو لاحظنا الروايات الواردة في الدعاء للإمام الحجة لوجدنا أنها تُبيّن برنامجاً في الدعاء مستمراً،  ومن دون انقطاع ، هو برنامج  يومي ، فإنه توجد أدعية تقال بعد كل فريضة ، منها الدعاء الذي فيه :

(اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل لوليك الفرج والعافية والنصر) ، و يوجد أدعية تُقال في كل صباح ومساء منها الدعاء الذي يشتمل على هذه الفقرة :

(اللهم و أحفظ إمام المسلمين بحفظ الإيمان وانصره نصراً عزيزاً وافتح له فتحاً يسيراً).

و يوجد أدعية في الأعياد ، و يوم دحو الأرض ، و يوم عاشوراء و يوم النصف من شعبان ، و كل ليلة من الليالي أو كل يوم من أيام رمضان ، فهو برنامج مستمر يدعو فيه الإنسان لإمامه (صلوات الله وسلامه عليه) (أكثر من الدعاء بالفرج فإن فيه فرجكم) .

آثار الدعاء للإمام المهدي (عليه السلام) :

و تترتب على الدعاء للإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه) آثار كثيرة أهمها آثار ثلاثة :

الأثر الأول : هو أنك تحوّل الدعاء الذي يصدر من لسانك إلى دعاء ذهبي مقبول ؛ لأن دعائك قد لا يكون مستجاباً، ولكن بسبب أنه شُفع بالدعاء للإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه) يكون مقبولاً، ففي الرواية يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : (أبنائك الأئمة بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعائهم).

إنما يستجاب دعاؤنا به (صلوات الله وسلامه عليه).

الأثر الثاني : هو أنك تحوّل دعاءك إلى دعاء ماسي ، من دعاء يصدر من لسانك لك إلى دعاء يصدر من الإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه) لك ،  يقول الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) ( من دعا لقائمنا دعا له ..فطوبى لمن دعا له إمام زمانه ).

لو مررت على مؤمن وقلت له :  رحم الله والديك مباشرة يقول ووالديك، إذا كان سخيّاً طيب النفس ، فكيف بالإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه) ، و هو أكرم الناس (صدر الخلائق ذو البر والتقوى)، سوف يدعو لك لأنه أكرم الناس و أجود ، فأنت تدعو له وهو  يدعو لك ، فيتحول الدعاء من دعاء ينبعث من لسانك إلى دعاء ينبعث من لسان صاحب العصر والزمان (صلوات الله وسلامه عليه).

الأثر الثالث : هو الشفاعة ، ففي الرواية يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إن العبد المؤمن يؤمر به إلى النار في يوم القيامة ، فيقول المؤمنون والمؤمنات يا رب إن هذا كان يدعو لنا فشفعنا فيه، فيُشفعهم الله فيه فينجو) ، وهذا إذا كان الدعاء لعامة الخلق ، فكيف إذا كان الدعاء لسيد الخلق وإمام الخلق (صلوات الله وسلامه عليه)؟ لهذا ينبغي على المؤمن دائماً أن يجتهد في الدعاء لمولانا صاحب العصر والزمان ، فإذا استطاع في كل قنوت ، و بعد كل فريضة ،و  قبل أن يقوم من مرقده ، و إذا آوى إلى فراشه قبل أن ينام ، فيحاول كلما تذكر الإمام (صلوات الله وسلامه عليه)أن يدعو له ،  فالدعاء يُقوي العلاقة بالإمام (صلوات الله وسلامه عليه).

الإتيان بالصالحات له

الأثر الرابع : هو أن نأتي بالطاعات والعبادات ونهدي الثواب إلى الإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه) أو نأتي بالعمل نيابة عنه في الموارد التي يجوز فيها النيابة ، مثل الحج ، العمرة ، الطواف لمن يكن في مكة ، أو زيارة مشاهد المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) وما يلحق بالزيارات كصلاة الزيارة ، و نتصدق عنه (صلوات الله وسلامه عليه) ، و نصلي ونُهدي الثواب له ، و نزور الحسين (عليه السلام) من قريب أو من بعيد ونهدي الثواب إليه أو نيابة عنه  ، فالإتيان بالأعمال الصالحة مع إهداء الثواب أو نيابة عنه  يحول العمل إلى عمل أزكى ، فلن يضيع شيء من أجرك بل سوف تؤتى الأجر مضاعفاً ، فمن جهة تواصلت مع الإمام ، و أوصلت إليه هدية ، و من جهة جعلت الثواب مضاعفاً،  والإمام سوف يرد تحيتك لأنه جواد كريم،  قد يزور ويهدي إليك شيئاً  من زيارته ، و قد يعتمر ويهديك شيئاً من عمرته ، وحينئذٍ سوف تجتاز العقبة ( طوبى لمن دعا له إمام زمانه )

في الرواية قال موسى بن القاسم للإمام الجواد (صلوات الله وسلامه عليه) : طفت يوماً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال الإمام الجواد : صلى الله على رسول الله ، ثلاثاً ، وفي اليوم الثاني طفت عن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) وفي اليوم الثالث طفت عن الحسن (عليه السلام) وهكذا ... إلى أن وصل إلى الإمام الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) ، فقال له الجواد (عليه السلام): (استكثر من هذا فإنه أفضل ما أنت عامله ) ، فإن أفضل عمل تقوم به هو العمل الذي تقوم به نيابة عن المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) .

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0507 Seconds