التبشير بالمهدي (عج) في أحاديث أهل البيت (ع)

, منذ 1 سنة 435 مشاهدة

من الواضح أنَّ الهدى الذي أرسل الله به نبيَّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليُظهِره على الدين كلِّه مستمرٌّ حتَّى تحقُّق الوعد، وقد أُنيطت مهمَّة إظهاره بالأئمَّة (عليهم السلام)، فإنَّ الله سبحانه وتعالى جعلهم أئمَّة يهدون بأمره، وهذا القيد المذكور ﴿أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا﴾ (الأنبياء: ٧٣)، قيد توضيح بمعنى: أنَّه بما أنَّهم يُمثِّلون الله سبحانه وتعالى في أرضه وأنَّهم خلفاؤه في أرضه؛ إذن لابدَّ من أن ينطلقوا من أمر الله سبحانه، فلا يمكن أن يأتوا بشيء من عندهم، وإنَّما بكلِّ حركاتهم وسكناتهم وأفعالهم وأقوالهم من الله سبحانه، فلا بدَّ من تقييده بهذا القيد حتَّى يُمثِّلوا الله سبحانه وتعالى في أرضه ويكونوا حجج الله على البرايا، وقد دلَّت الأخبار الشريفة على ذلك، نذكر بعضاً منها:

الحديث الأوَّل: عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنَّه قال: «لو أنّا حدَّثنا برأينا ضللنا كما ضلَّ من كان قبلنا؛ ولكنّا حدَّثنا ببيِّنة من ربِّنا بيَّنها لنبيِّه فبيَّنها لنا» (1).

الحديث الثاني: عن داود بن أبي يزيد الأحول، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين؛ ولكنَّها آثار من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أصل علم نتوارثها كابر عن كابر عن كابر نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضَّتهم» (2).

الحديث الثالث: عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «يا جابر، لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين؛ ولكنّا نفتيهم بآثار من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأُصول علم عندنا نتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضَّتهم» (3).

الحديث الرابع: عن محمّد بن شريح، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «والله لولا أنَّ الله فرض ولايتنا ومودَّتنا وقرابتنا ما أدخلناكم بيوتنا ولا أوقفناكم على أبوابنا، والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا إلَّا ما قال ربُّنا» (4).

الحديث الخامس: عن جابر، قال أبو جعفر (عليه السلام): «يا جابر، والله لو كنّا نُحدِّث الناس أو حدَّثناهم برأينا لكنّا من الهالكين؛ ولكنّا نُحدِّثهم بآثار عندنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضَّتهم» (5).

الحديث السادس: عن محمّد بن شريح، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «لولا أنَّ الله فرض ولايتنا ومودَّتنا وقرابتنا ما أدخلناكم ولا أوقفناكم على بابنا، فوَالله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا ولا نقول إلَّا ما قال ربُّنا» (6).

الحديث السابع: عن يونس، عن عنبسة، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة، فأجابه فيها، فقال الرجل: إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها؟ فقال له: «مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لسنا نقول برأينا من شيء» (7).

الحديث الثامن: عن فضيل بن يسار، عن جعفر (عليه السلام) أنَّه قال: «إنّا على بيِّنة من ربِّنا بيَّنها لنبيِّه فبيَّنها نبيُّه لنا، فلولا ذلك كنّا كهؤلاء الناس» (8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بصائر الدرجات: ٣١٩ / ج ٦/ باب ١٤/ ح ٢.

(2) بصائر الدرجات: ٣١٩ و٣٢٠/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٣.

(3) بصائر الدرجات: ٣٢٠/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٤.

(4) بصائر الدرجات: ٣٢٠/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٥.

(5) بصائر الدرجات: ٣٢٠/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٦.

(6) بصائر الدرجات: ٣٢٠/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٧.

(7) بصائر الدرجات: ٣٢٠ و٣٢١/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٨.

(8) بصائر الدرجات: ٣٢١/ ج ٦/ باب ١٤/ ح ٩.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1073 Seconds