كيف يقوم الإمام المهدي (عج) بمهمة حفظ الإسلام ؟

, منذ 1 سنة 390 مشاهدة

ذكرت مجلة «عالم الفكر» أن أكثر من 200 ألف مستشرق غزوا الشرق الأوسط في مدة 200 سنة، فدخلوا المكاتب والمساجد والقاعات، وسمعوا العلماء والمحاضرين، ودرسوا المجتمع الإسلامي والعوامل المؤثّرة في قوّته وضعفه، ودرسوا الفكر الإسلامي دراسة دقيقة؛ ليتعرفوا على المناطق التي من خلالها يمكن العبور والنفوذ، ثمّ كتبوا تقاريرَ لحكوماتهم ولسلطاتهم عن هذا المجتمع الإسلامي وعن الشرق الأوسط، وبالتالي بدأت الخطة للغزو الفكري منذ أكثر من مئة سنة إلى هذا المجتمع، حيث بدأ الغزو الفكري بتشكيك المسلمين في أصول وجذور فكرهم الإسلامي، فحاول المستشرقون والكثير من المبشّرين أن يخضعوا هذا الدين إلى موجة من التحريف والتزوير كما فعلوا في التوراة والإنجيل.

ولا زالت خططهم ومكائدهم وإستراتيجياتهم للغزو الفكري تركّز على تشكيك المسلمين في دينهم من خلال محاولة تحريف بعض الآيات، وتزوير بعض الأحاديث وبعض المفاهيم الدينية، ومن خلال بثّ بعض الشائعات والمغالطات وبعض المفاهيم الخاطئة، حيث يحاولون بين فينة وأخرى وبين حين وآخر أن يهزّوا هذا الدين من جذوره؛ لكي يخضعوه إلى التزوير والتحريف والتغيير كما صنعوا مع التوراة والإنجيل، إذن من يقف أمام هذه المكائد الخفية، والمسلمون في سبات عميق لاهون بمعاشهم وبلقمة الخبز وتحصيل لقمة العيش؟ إن الكثير من المسلمين اليوم يفكّر في ترفه وفي جوانبه المادية، وكيف يحصل على الراتب الوفير، وكيف يركب السيارة الفارهة، وكيف يعيش في الفيلا الفخمة، وكيف ينام على الوسادة الناعمة! المسلمون يعيشون في أوحال الترف، وغيرهم يخطّط كيف يغزو دينهم، وكيف يهزّه من جذوره وأصوله، لذلك فهذه المخططات الخفية تحتاج إلى يقظة من قِبَل المسلمين، ووعي وتركيز والتفات لتلك الخطورة.

وهناك شخص دوره إنارة المسلمين وإيقاظهم بين فترة وأخرى، وتحريك علمائهم، وتحريك مصادر القرار والرأي عند المسلمين، من أجل أن يلتفت المسلمون وأن يستيقظوا لأيّ عملية تزوير وتحريف وتغيير، وهذا الشخص الذي يقوم بهذا الدور الرسالي الكبير - ألا وهو إيقاظ العلماء وتنبيههم على محاولات التشويه والتزوير والتحريف للحقائق والعقائد والمفاهيم الإسلاميّة - هو المهدي المنتظر .

ولذلك ورد عن الرسول  عند الفريقين قوله: ”إن في كل خلف من أمّتي عدلًا من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وإن أئمّتكم قادتكم إلى الله عز وجل، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم“، وما مرَّ زمن على الأئمّة الإسلاميّة إلاّ ويهيّئ الله مجموعة من العلماء يأخذون على عاتقهم مواجهة الضالين وأهل البِدَع، وتنبيه الأمّة الإسلاميّة على التحريفات والتزويرات والمغالطات للمفاهيم الإسلاميّة التي قد تنفذ للأمّة من حيث لا تشعر، ومن حيث لا تلتفت، وأولئك العلماء كما ورد عن الرسول  ينتمون إلى الرسول، إما بالأب، أو بالاُم، وذلك عن طريق تأييد وتسديد وإيقاظ من الإمام المنتظر القائم ، وهذه هي مسيرة أجداده الطاهرين، مسيرة حفظ الدين، ومسيرة إبقائه صورة ناصعةً بيضاء لا تنالها يد التحريف والتزوير، كما فعل آباؤه الطاهرون سلام الله عليهم أجمعين.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0743 Seconds