ماذا فعل الإمام الرضا (عليه السلام) عندما ذُكر الإمام المهدي (عليه السلام) في مجلسه ؟

, منذ 2 اسبوع 199 مشاهدة

روى ابن شهر آشوب (رحمه الله تعالى): لما أنشد دعبل الخزاعي الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قصيدته: أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً.. وساق القصيدة إلى أن انتهى إلى قوله: وقبر ببغداد لنفس زكية.. قال الرضا (عليه السلام): أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟

قال: بلى يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام):

وقبر بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ * * * ألحّت بها الأحشاءُ بالزفراتِ

إلى الحشر حتى يبعث اللهُ قائماً * * * يفرجُ عنّا الهّمَ والكرباتِ

فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا الذي بطوس قبر من هو؟ قال: قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري.

فلما انتهى إلى قوله:

خروجُ إمام لا محالة واقعٌ * * * يقومُ على اسم الله والبركاتِ

يميز فينا كلّ حقٍ وباطلٍ * * * ويجزي على النعماءِ والنقماتِ

قال الرضا (عليه السلام): يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين.

وفي رواية: رزقك الله رؤيته وحشرك في زمرته.

قال: فحباه بمائة دينار، فردّ الصرة، وسأل ثوباً من ثياب الرضا (عليه السلام) ليتبرك به ويتشرف، فأنفذ إليه بجبة خز مع الصرة، وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرة، فإنك ستحتاج إليها، ولا تراجعني فيها. فانصرف دعبل...(1)

وأخرج شيخ الإسلام أبو إسحاق الحموي، عن أحمد بن زياد، عن دعبل الخزاعي، قال: أنشدت قصيدة لمولاي علي الرضا (رضي الله عنه):

مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوةٍ * * * ومنزلُ وحيٍّ مقفر العرصاتِ

إلى أن قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة فلما انتهيت إلى قولي:

خروجُ إمامٍ لا محالة واقعٌ * * * يقومُ على اسم اللهِ والبركاتِ

بكى الرضا بكاء شديداً ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك أتعرف من هذا الإمام؟! قلت: لا، إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

فقال (عليه السلام): إن الإمام بعدي ابني محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت! لقد حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.(2)

قيام الإمام الرضا (عليه السلام) عند ذكر الحجة (عليه السلام)

في مشكاة الأنوار ومؤجج الأحزان: روي أنه لما قرأ دعبل قصيدته على الرضا (عليه السلام) وذكر الحجة (عجَّل الله فرجه) بقوله:

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غدٍ * * * تقطّع نفسي إثرهم حسراتي

خروجُ إمام لا محالة خارجٌ * * * يقوم على اسم اللهِ والبركاتِ

وضع الرضا (عليه السلام) يده على رأسه، وتواضع قائماً، ودعى له بالفرج, وحكاه عن المشكاة صاحب الدمعة الساكبة وغيره.(3)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مناقب آل أبي طالب, ابن شهر آشوب: ٣ / ٤٥٠.

(2) الغدير, الشيخ الأميني: ٢ / ٣٥٥.

(3) الغدير, الشيخ الأميني: ٢ / ٣٦١.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0668 Seconds