لماذا منع الأئمة من ذكر إسم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) الحقيقي ؟

, منذ 6 شهر 302 مشاهدة

لقد كانت بداية فترة الغيبة الصغرى مشحونة بالتساؤلات حول وجود الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وما يرتبط به، ومغلَّفة بالكتمان الشديد، لعدم وجود المصلحة في الدلالة عليه أو على مكانه، فلو كانت مصلحة في لقائه، فليس هناك بدٌّ من لقائه أو الدلالة عليه، ومع ذلك فلم يكن اسم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) غامضاً لدى مختلف الفِرَق الإسلاميَّة، وإذ تطارد السلطات شخصه (عجَّل الله فرجه) فهي تلحظ جانبين:

الأوَّل: التعرُّف على وقت ولادته (عجَّل الله فرجه)، إذ مع الغفلة عن معرفة وقتها لا يمكنها بطبيعة الحال أنْ تُجرِّد حملاتها ضدَّه.

الثاني: التعرُّف على شخصه باسمه، إذ بدونه لا يمكنها أنْ تواجه الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وتقاتله، لاحتمال أنْ يكون المهدي قد وُلِدَ أو لم يُولَد، فوضوح الاسم يكسب شخصيَّة قانونيَّة واجتماعيَّة معاً، ومع الجهل به وبشكله يكسبه غموضاً يجعل السلطة تحار في البحث عنه، ويُكيِّف هذا الغموض برهبة وشعور بالعجز تجاهه.

ويحتمل - وكما تُؤكِّده الأحداث - أنَّ المُراد بكتم الاسم هو كتم الشخص نفسه وإخفاء ولادته عن أعدائه، وعليه فإنَّ هناك تكليفاً واحداً بالكتمان يتعلَّق بالولادة والاسم معاً باعتبارهما يُعبِّران عن معنى أصيل، سأل الحميري والأشعري محمّد بن عثمان العمري - السفير الثاني للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) - في أنْ يُخبرهما عن اسم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، فقال لهما: نُهِيتُمْ عَنْ هَذَا(1).

وقال أيضاً: مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ ذَلِكَ، وَلَا أَقُولُ هَذَا مِنْ عِنْدِي، فَلَيْسَ لِي أَنْ أُحَلِّلَ وَأُحَرِّمَ، وَلَكِنَّهُ عَنْهُ (صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْهِ)، فَإِنَّ اَلْأَمْرَ عِنْدَ اَلسُّلْطَانِ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ - العسكري - (عليه السلام) مَضَى وَلَمْ يُخَلِّفْ وَلَداً، وَقَسَّمَ مِيرَاثَهُ وَأَخَذَهُ مَنْ لَا حَقَّ لَهُ، فَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ ذَا عُمَّالُهُ يَجُولُونَ، فَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْسُرُ أَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَيْهِمْ أَوْ يَنِيلَهُمْ شَيْئاً، وَإِذَا وَقَعَ اَلْاِسْمُ وَقَعَ اَلطَّلَبُ، فَاللهَ اَللهَ اِتَّقُوا اَللهَ وَأَمْسِكُوا(2).

وخرج توقيع من الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) لسفيره محمّد بن عثمان العمري ابتداءً ومن غير مسألة: «لِيُخْبِرَ اَلَّذِينَ يَسْأَلُونَ عَنِ اَلْاِسْمِ إِمَّا اَلسُّكُوتَ وَاَلْجَنَّةَ، وَإِمَّا اَلْكَلَامَ وَاَلنَّارَ، فَإِنَّهُمْ إِنْ وَقَفُوا عَلَى اَلْاِسْمِ أَذَاعُوهُ، وَإِنْ وَقَفُوا عَلَى اَلمَكَانِ دَلُّوا عَلَيْهِ»(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغيبة للطوسي (ص ٣٥٥/ ح ٣١٦).

(2) الغيبة للطوسي (ص ٢٤٣ و٢٤٤/ ح ٢٠٩، وص ٣٥٩ - ٣٦١/ ح ٣٢٢).

(3) الغيبة للطوسي (ص ٣٦٤/ ح ٣٣١).

المصدر : سفراء الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بين الحقائق والأوهام

ردود على آراء أحمد أمين والمدرسة الاجتماعيَّة حول سفراء الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).

تأليف: ضياء الدِّين الخزرجي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0569 Seconds