هل هناك بعض الأموات يظهرون مع الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 1 سنة 3K مشاهدة

روى فِي الإرشاد فِي ذكر علامات قيام القائم (عجّل الله فرجه)، قَالَ: وَرَدَتْ الآثار بذكر علامات لقيام القائم المهدي (عجّل الله فرجه) وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات:... ونداء من السماء يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي (عجّل الله فرجه) فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار(1).

وروى ذلك بنفس اللفظ الفتال في روضة الواعظين(2).

قال الشَّيْخ الطبرسي فِي سورة النمل ذيل الآية: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً)، قَالَ: (قَدْ تظاهرت الأخبار عَنْ أئمة الهدى مِنْ آل مُحمَّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فِي أنَّ الله تَعَالَى سيعيد عِنْدَ قيام المهدي قوماً ممن تَقَدَّمَ موتهم مِنْ أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته ويعيد أيضاً قوماً مِنْ أعدائه لينتقم منهم وينالوا بَعْض ما يستحقونه مِنْ العذاب فِي القتل عَلَى أيدي شيعته والذل والخزي بما يشاهدون مِنْ علو كلمته)(3).

وسبب التلازم:

١ـ أنَّ دولتهم توجب تطوّر الطبيعة وتكاملها بما يُؤهِّل رجوع الموتى الى الدنيا ليستوفوا تكاملهم ولا سيما بأنَّ البرزخ مِنْ حاشية وأطوار الدُّنْيَا ومرحلة عبور إلى الرجعة.

٢ ـ وأنَّ مُقتضى العدالة الَّتِي تقام فِي رجعتهم هُوَ المُقاضاة والانتصاف للمظلومين الشامل للموتى المظلومين مِنْ الظالمين ولو كانوا موتى لعموم وعمومية العدل للكلّ مِنْ الأحياء والأموات لا سيما وأنَّ الموت مُضطجَع قريب مِنْ الدُّنْيَا كَمَا تقدم تقريره وتحريره فِي حقيقة الموت والرجعة، وَهَذَا مِنْ خواص دولتهم أيّ عمومية العدل الشمولي.

٣- أن النصر المؤزر للظهور لا يتم إلا بإسهام رجوع الموتى الحواريين من أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، إذ لهم قابليات تفوق الأحياء بسبب ذهابهم الى البرزخ فيعودون بقدرات تفوق الأحياء.

روى الطبري بسنده عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا قام القائم (عليه السلام) استنزل المؤمن الطير من الهواء، فيذبحه، فيشويه، ويأكل لحمه، ولا يكسر عظمة، ثم يقول له: إحي بإذن الله. فيحيا ويطير، وكذلك الظباء من الصحارى...

ولا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه - والهيكل: البدن - ويصافح المؤمنون الملائكة، ويوحى إليهم، ويحيون - ويجتمعون - الموتى بإذن الله(4).

لا ظهور بلا رجعة ولا رجعة بلا ظهور

تزامن وتلاحم الرجعة والظهور:

قَدْ وَرَدَ فِي الروايات مضافا الى السابقة أنَّ قبل الظهور بستة أشهر أيّ فِي العشرة الأولى مِنْ شهر رجب يرجع إلى الدُّنْيَا أعضاء الحكومة المركزية للإمام (عليه السلام)، وَهُنَاك رجعة مواكبة لنفس أيام الظهور لأفواج أفواج للمؤمنين، وأن أعظم علامات الظهور (العجب كل العجب ما بين جمادي ورجب) وهو عبارة عن محاور:

أولها: أن هذا العجب مغاير للعلامات الخمس الحتمية وهو أعظم منها بل وأعظم من الصيحة السماوية وأعظم من الخسف لجيش السفياني بالبيداء، وهو عبارة عن رجوع سبعة وعشرين شخصا من الأموات الى الحياة الدنيا وهم يشكلون الحكومة المركزية لدولة الأمام المهدي عج وهم عبارة عن سلمان والمقداد ومالك الأشتر وأبو دجانة الأنصاري وأصحاب الكهف ونقباء بني إسرائيل، وهؤلاء هم وزراء الأمام المهدي عج من أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر.

ثانيها: إن رجوع هؤلاء مصاحب مع رجوع آلاف الأموات من المؤمنين الى الحياة الدنيا، وهم أنصار للأمام المهدي عج وأعوان لوزرائه المتقدم رجوعهم أيضاً. وكل من الوزراء والأعوان يرجعون من أرض ظهر الكوفة.

ثالثها: إن هذه العلامة للظهور لا بداء فيها كما هو الحال في ظهور الأمام المهدي عج لا بداء فيه لأنهما من الميعاد، ولا يخلف الله تعالى وعده، اي أن الظهور والرجعة من الميعاد الإلهي، بخلاف العلامات الخمس، من الصيحة السماوية والسفياني والخسف لجيشه بالبيداء والحسني واليماني، فإن فيها البداء، وإن كانت من المحتوم.

رابعها: إن السبعة والعشرين نفر من الموتى الراجعين الى الحياة يوطئون لظهور المهدي عج وذلك بسيطرتهم على العراق فيطهرون الكوفة من كل مرتاب في فضل أهل البيت (عليهم السلام) ومن كل مناوئ لهم فيمسكون بالأرض والأوضاع ثم يذهبون الى الحجاز ويسيطرون عليها، ثم يعجلون بالأمام المهدي عج لكي يظهر، وهم أول من يبايعه عند الركن والمقام.

خامسها: إن هذه العلامة التي هي الأعظم من بين علامات الظهور تقع في أول رجب متزامنة مع العلامات الخمس لأنها أيضاً تبدأ في الوقوع في أول رجب عدا الخسف بالبيداء.

سادسها: كل هذه المحاور مروية في روايات عديدة بألفاظ مختلفة وبتجميعها وتنسيقها تعطي صورة واضحة عن الظهور.

سابعها: إن العلامات الأخرى قد يلبسها ويتصنعها بتزييف الأدعياء والكذابين والمفترين والدجالين، وهذا بخلاف هذه العلامة وهي رجعة الأموات من وزراء المهدي عج وأعوانه، وتكون فاضحة لكل دجال ولكل دعي زيفي.

ثامنها: إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) قد كرر ذكر هذه العلامة على منبر الكوفة كرارا تكرارا مرارا الى درجة أخذ أطفال الكوفة بالرجز بها وهي (العجب كل العجب بين جمادي ورجب) والى درجة أصبحت هذه العبارة من أمثلة العرب التي تضرب في المحاورات. وقد روى ذلك كل من الفريقين في طرقهم(5).

تاسعها: إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) لم يذكرا في وصف هذه العلامة العجب أعظم العجب ولا غالب العجب ولا أكثر العجب ولا أهم العجب ولا أكبر العجب، بل حصر كل العجب في ما بين جمادي ورجب ثم فسره بالرجعة بأنه رجوع أموات الى الحياة الدنيا يضربون هامات الأحياء، فكأنهما صلوات عليهما لا يقيما أهمية للخمس العلامات في قبال هذه العلامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإرشاد للمفيد: ج٢، ص٣٧، باب ذكر علامات قيام القائم (عجّل الله فرجه).

(2) روضة الواعظين لابن فتال النيشابوري ص ٢٦٣.

(3) مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ج٧، ص٤٠٥، سورة النمل: الآية ٨٣.

(4) دلائل الإمامة للطبري الحديث ٤٤٣/٤٧.

(5) وهذا الحديث معروف بين المسلمين منذ الصدر الأول، قال البلاذري في الحديث: (١٠٥) من ترجمة الإمام الحسن وأولاده في ترجمة النفس الزكية محمد بن عبد الله المحض من كتاب أنساب الأشراف: ج ١ ص ٤٥٩ من النسخة المخطوطة ج٣ ص٩٤ طبعة المحمودي: وسارع أهل المدينة إلى بيعة محمد، وقالوا: هذا الذي كنا نسمع به: (العجب كل العجب بين جمادى ورجب). وقال بن حبان في الثقات ٢/٢٨٣ قال: قد أكثر علي (عليه السلام) من قول العجب كل العجب.

المصدر: الرجعة أعظم علامات الظهور، الشيخ محمد السند، ص29-36.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0554 Seconds