شبهة قتل الإمام المهدي (عج) لكثير من الناس والرد عليها

, منذ 1 سنة 1K مشاهدة

إنَّ من يعتقد بأن الإمامَ المهدي (عليهِ السلام) إذا ظهرَ فإنّهُ سيقتلُ كلَّ الناس.

جوابُه: إنَّ هذا باطلٌ بالضرورةِ لوجوه.

الوجهُ الأوّل: إنّهُ (عليهِ السلام) إذا كانَ يقتلُ كلَّ الناسِ فمَن أنصارُه؟ أليسَ أنصارُه منَ الناس؟.

الوجهُ الثاني: إنَّ الإمامَ (عليهِ السلام) سيبعثُه اللهُ تعالى رحمةً منهُ للعالمين لإنقاذِهم، وليسَ لإهلاكِهم، لأنَّ مَن يقتلهُ الإمامُ (عليهِ السلام) فهوَ في النارِ لا محالةَ وهوَ المُصلِحُ لأمّةِ جدِّه المُصطفى (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، أو يكونُ الإصلاحُ بقتلِ كلِّ الناس! إذَن أينَ الإصلاح، ومَن هوَ المُصلحُ إذا كانَ القتلُ سيعمُّ الجميع ؟

الوجهُ الثالث: لا دليلَ على ذلك، بل الدليلُ قائمٌ على خلافِ ذلك فإنّهُ (صلواتُ اللهِ عليه) مُحيي المِلّةِ والشريعة وليسَ مُميتاً لها، وإنّه (عليهِ السلام) سيقتلُ خصوصَ أعداءِ الدين، وليسَ كلَّ الناس، على ما سيتّضحُ في الأثناء.

أمّا  السؤالِ عن الناسِ الذينَ سيقومُ الإمامُ المهدي (روحي لهُ الفداء) بقتلِهم.

فجوابُه: يتّضحُ مِن خلالِ مُراجعةِ الرواياتِ الموثوقِ بها، وخُلاصتها أنّه (عليهِ السلام) سيقتلُ فئةً خاصّةً منَ الناس وهُم خصوصُ أعداءِ الله، وإن تعدّدَت أسماؤهم بحسبِ تلكَ الرواياتِ وإليكَ طائفةً مِنها.  

أوّلاً: روايةُ أبي الجارود عن الإمامِ الباقر (عليهِ السلام) أنّه قال: (... ويسيرُ إلى الكوفةِ، فيُخرِجُ مِنها ستّةَ عشرَ ألفاً منَ البتريّة، شاكّينَ في السلاحِ، قُرّاءَ القرآن، فقهاءَ في الدين، قد قرّحوا جباهَهم، وشمّروا ثيابَهم، وعمَّهم النفاق، وكلّهم يقولونَ: يا بنَ فاطمة، ارجِع لا حاجةَ لنا فيك. فيضعُ السيفَ فيهم على ظهرِ النجفِ عشيّةَ الاثنينِ منَ العصرِ إلى العشاء، فيقتلُهم أسرعَ مِن جزرٍ جزور، فلا يفوتُ مِنهم رجلٌ، ولا يصابُ مِن أصحابِه أحد، دماؤهم قربانٌ إلى الله. ثمَّ يدخلُ الكوفةَ فيقتلُ مُقاتليها حتّى يرضى اللهُ عزَّ وجل).

دلائلُ الإمامة- محمّدٌ بنُ جرير الطبري (الشيعيّ) (ص: 152)

ولا شكَّ أنَّ المُرادَ مِن (فقهاء في الدين) ليسَ معناهُ المعروف في زمانِنا وهُم المُجتهدونَ ومراجعُ التقليد، بل المُرادُ مِنه المُتفقّهونَ في الدين.

لأنَّ العددَ الذي ذكرَته الروايةُ لا يمكنُ أن يصلَه الفقهاءُ إلى آخرِ الزمان بحسبِ العادة.

ولو تنازَلنا عن ذلكَ فلا يمكنُ أن يصلَ العددُ الضالُّ منَ الفُقهاء هذا المِقدار ولا معشارَ عُشرِه.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0845 Seconds