6 أسباب مهمة تجعلك تتعرف على علامات الظهور

, منذ 1 سنة 681 مشاهدة

يقول البعض: إن علامات الظهور هي أمر كاشف عن عصر ظهور الإمام فلا فائدة من البحث فيها في واقعنا المعاصر بل ينبغي الاهتمام بالذات، والمجتمع المهدوي والعمل الصالح فقط؟

الجواب: إن علامات الظهور مهمة جداً بالنسبة لحركة الإنتظار المهدوي في عصر الغيبة، ولابد على المنتظرين أن يكون لهم إطلاع دقيق على العلامات وذلك لأسباب عدة:

السبب الأول: معرفة تكاليف عصر الظهور الشريف:

إن الاطلاع على خارطة الظهور الشريف، ومعرفة العلامات التي وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) بشكل تفصيلي مهم جدا للفرد المنتظر لأنه يسهم بشكل مباشر في معرفة التكاليف التي تلقى على عاتقه، فعلى سبيل المثال عند خروج السفياني من بطن الشام، واستتبابها له بعد ستة أشهر من القتال يبعث بجيش إلى العراق، وآخر إلى المدينة بحثاً عن الإمام عجل الله فرجه الشريف فما هو تكليفنا في خضم ذلك الوضع الخطير ؟

فمن غير الاطلاع على الروايات الشريفة، ووضوح خارطة الظهور لا يمكن تشخيص التكليف بالدقة، أما عند الاطلاح والمعرفة التفصيلية بحركة الظهور يمكن وبكل سهولة تشخيص التكليف آنذاك، ففي مسألة توجه السفياني توجد ثلاث خيارات يمكن أن يسلكها المنتظر تبعاً لظروفه الجغرافية والسياسية والاقتصادية وهي إما الالتحاق براية اليماني حيث ورد تصريح من الأئمة (عليهم السلام) بأنه إذا خرج اليماني فانهض اليه (١) أو الالتحاق بالرايات المشرقية الخراسانية، فقد ورد أيضاً تصريح من الأئمة (عليهم السلام) أن أتوهم ولو حبوا على الثلج (۲) او الالتحاق بركب الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في مكة.

فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من أراد منهم أن يخرج، يخرج إلى المدينة أو إلى مكة، أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة، وانما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم) (3).

فانتبه عزيزي المنتظر إلى هذه المسألة، وكيف أن معرفة العلامات، والاطلاع على خارطة الظهور الشريف تشخص لك التكليف الذي يقع على عاتقك في ذلك الوقت المملوء بالفتن وتعدد الحركات، وتشتت الآراء والأهواء، فهي طريق أساسي في فهم خارطة المشروع المهدوي، والخطة الإلهية لنصرته عجل الله فرجه الشريف، فبدون الاطلاع، والمعرفة على خارطة الظهور الشريف، والاستعداد المستمر سيصعب على المكلف تشخيص تكليفه، وخصوصاً مع كثرة الفتن سواء على المستوى الديني، أو السياسي، أو الاجتماعي، ومع تعدد الرايات، والدعوات التي سترافق حركة الظهور الشريف.

السبب الثاني: النجاة من فتن عصر الظهور:

إن معرفة العلامات هي أحد أهم الطرق للنجاة من الفتن التي سترافق عصر الظهور الشريف لأن هذه العلامات مرتبطة بنظام أطلق عليه الأئمة (عليهم السلام) اسم (نظام الخرز) أي أنها علامات مترابطة ومتلازمة بعضها ببعض، وهذا بحد ذاته طريق لكشف زيف كثير من الدعوات الباطلة، والآراء المستعجلة، والحركات المشبوهة التي تعمل على إفشال المشروع المهدوي على طول الخط.

السبب الثالث: تشخيص الرايات الهادية من الضالة

إن الاطلاع على خارطة الظهور الشريف مهم جداً في تشخيص الحركات الضالة من الهادية فمثلا لو أن شخصاً إدعى أنه اليماني، وأنه هو راية الهدى التي يجب النهوض معها، فمن غير معرفة العلامات وهل هي محكومة بنظام وزمن؟ لا يمكن رد مثل هذه الدعاوى في بعض الأحيان فاليماني مثلا محكوم بخروج السفياني ، فلا يخرج إلا بخروجه لأنهما يخرجان في سنة واحدة، وشهر واحد، ويوم واحد والثابت أن السفياني يخرج في رجب، ومدة حركته خمسة عشر شهراً، واليماني محكوم معه بحسب الروايات، وعليه الذي يدعي أنه اليماني من سنين طويلة لا يمكن تصديقه أبداً لأن حركة اليماني متزامنة مع حركة السفياني، ولها فترة محددة مرتبطة ارتباط مباشر بظهور الإمام عجل الله فرجه الشريف، فمن غير الاطلاع المسبق على خارطة الظهور لا يمكن تشخيص الرايات الهادية من الضالة .

السبب الرابع: تقوية الجانب الإيماني لدى المنتظرين:

إن من فوائد دراسة العلامات تقوية جانب الإنتظار، فان الذي يطلع ويقرأ العلامات وحركة الإمام (عليه السلام)، ومدى انتصاراته وما سيجري من نصر على يديه، ومعالم حكومته المباركة العادلة سيبعث في المؤمن روح الأمل وعدم اليأس والعمل والمثابرة على تقوية إيمانه لعبور الفتن في عصر الغيبة وعصر الظهور.

السبب الخامس: تشخص أعداء الإمام عجل الله فرجه الشريف:

من الفوائد الأساسية للعلامات تشخيص من هو العدو الحقيقي للحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وماهي صفاته، وما هو منهجه لكي يتجنب أصحاب هذا المنهج، ولا يعمل معهم، ولا يدعمهم في الحاضر والمستقبل فهنالك دول تعادي مشروع الإمام عجل الله فرجه الشريف، وهنالك أشخاص، وحركات وتيارات وأحزاب كلها تعمل ليل ونهار على إفشال المشروع المهدوي، ومعرفة خارطة الظهور سيسهل على المنتظر تشخيص العدو الحقيقي، وتشخيص أهل الضلال من أهل الهداية وهذا أمر مهم في النجاة من الفتن والسير في طريق الإمام عجل الله فرجه الشريف

السبب السادس: تقوية جانب التسليم والطاعة والانقياد:

يتصور البعض أن البحث في خصوص العلامات ليس مهما بل ينبغي أن يؤكد المكلف على جانب تكامل النفس أفضل من ذلك، ولكن أن الذي يطلع على علامات الظهور بأجمعها ومجريات الأحداث سيمر بدورة عقائدية كبيرة، وتكاملية من حيث لا يشعر، وقد لا يلتفت اليها خلال مسيرته أنظروا مثلا إن من أهم ما ينبغي على المكلف تجاه إمام زمانه الطاعة والتسليم، ونحن نقرا أهمية التسليم والانقياد، ولكن لا نشعر بها و ما هو دورها، فلما نقرا علامات الظهور بشكل دقيق سنرى خلال القراءة أن هناك مجاميع عبرت جميع مراحل الابتلاءات وتتشرف أيضاً بأن تكون في جيش الإمام (عليه السلام)، ولكن عند الاختبار من قبل الإمام نفسه عجل الله فرجه الشريف قد يصيبها الشك أو الجحود، وذلك بسبب عدم تقوية جانب التسليم والطاعة، والانقياد التام عمليا، فقد ورد عندنا بروايات عدة ان الإمام لما يأتي من مكة ويتوجه إلى العراق يأتي بجيش عدده عشرة الف أو يزيدون، فيأمر الإمام جيشه بان يتركوا الزاد والراحلة فهنا تقول الرواية يحصل الشك من البعض ويتصوروا أن الإمام يريد هلاكهم.

فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (إذا ظهر القائم ع ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه، ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحمل رجل منكم طعاماً، ولا شراباً ولا علفاً فيقول أصحابة إنه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسير ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب، وعلف فيأكلون ويشربون، ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة) (4).

كذلك مما ورد في الروايات خروج الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف شاباً ابن خمسة وثلاثين عاما، وهذا سيؤدي إنكار وتشكيك البعض.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لو خرج القائم (عليه السلام) بعد أن أنكره كثير من الناس يرجع اليهم شاباً، فلا يثبت عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول) (5).

من الواضح أن أحد أهم أسباب هذا التشكيك هو عدم تقوية جانب التسليم والطاعة والانقياد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) انظر غيبة النعماني ص ٢٦٢.

(۲) معجم الأحاديث ج ١ ص ٤٢٧ .

(3) الغيبة للنعماني ص ۳۱۰.

(4) الغبية للنعماني ج ۱ ص ۲۳۸.

(5) بحار الأنوار ج52 ص196.

المصدر: الانتظار المهدوي (حقيقته - منشؤه - أنواعه - أسسه)، الشيخ وسام البغدادي، ص۳۱۹-327.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0643 Seconds