كيف يظهر الإمام المهدي (عج) ؟ وكيف يتجمع جيشه ؟

, منذ 4 يوم 120 مشاهدة

يقوم الامام المهدي (عليه السلام) بإذن الله تعالى قيامه الحق الذي يُظهره الله على الدين كلّه وعلى وجه الأرض جميعه، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً.

ويكون القيام في يوم عاشوراء، كما في حديث الامام الباقر (عليه السلام) (1).

ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص كما في حديث الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(2).

ينهض (عليه السلام) في خمسة آلاف من الملائكة؛ جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفرّق الجنود في البلاد كما في الحديث(3).

ويكون قيامه مع عمامة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودرعه، وسيف ذي الفقار، مع اصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشدُّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خرَّبوها، كأنَّ على خيولهم العقبان، يتمسّحون بسرج الامام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.

رجال لا ينامون الليل، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويِّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيّدها، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: «يا لثارات الحسين»، كما في حديث الامام الصادق (عليه السلام)(4).

وفي حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) في جيش الغضب:

«اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان، فزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كلِّ قيلة حتى يبلغ تسعة. أما والله إنّي لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم»(5).

وفي حديث الامام الصادق (عليه السلام):

«اذا اذن الامام دعا الله باسمه العبرانيّ، فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر، قزع كقزع الخريف، فهم أصحاب الالوية. منهم من يفقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكّة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.

قلت: جعلت فداك، أيّهم أعظم إيماناً؟

قال: الذي يسير في السحاب نهاراً، وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية: (اين ما تكونوا يأتِ بكم اللهُ جميعاً)(6)»(7).

وهو (عليه السلام) مزوّدٌ بالقوة الالهية القاهرة، والمدد السماوي المظفّر، والميراث النبوي الباهر، وبها يخضع له الكل، ويهيمن على الجميع، ويغلب على العالم.

١ - فله الاسم الأعظم الالهي الذي هو معدن القُدرات، اثنان وسبعون منه(8).

٢ - وله الاسم الالهي الخاص الذي كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اذا جعله بين المسلمين والمشركين، لم تصل من المشركين الى المسلمين نشابةٌ قط(9).

٣ - وله عصى موسى (عليه السلام) التي تأتي بالعجب العجاب(10).

٤ - وله خاتم سليمان الذي كان اذا لبسه سخر الله تعالى له الملائكة والانس والجن والطير والريح(11).

٥ - وله تابوت بني اسرائيل التي فيها السكينة والعلم والحكمة ويدور معها العلم والنبوة والمُلك(12).

٦ - وله امتلاك الرعب في قلوب الاعداء، يسير معه أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله، ولا يخفى شدّة تأثير هذا الرعب في دهشة العدو، وعدم تسلطه على استعمال السلاح أساساً(13).

٧ - وله نصرة الله تعالى التي لا يفوقها شيء: (إن ينصُركُم الله فلا غالبَ لكُم)(14) فان الله تعالى ينصره حتى بزلازل الارض وصواعق السماء.

٨ - وله الولاية الإلهية العظمى التي جعلها الله تعالى لهم تكويناً وتشريعا، كما ثبت بالأدلة المتواترة(15).

٩ - وله الاحتجاجات والحجج الكاملة التي يحتج بها بأوصافه وعلائمه الموجودة في التوراة والألواح التي تقدمت الإشارة إليها. ثم اقتداء النبي عيسى (عليه السلام) به في الصلاة التي توجب خضوع كثير من اليهود والنصارى له(16).

١٠ - واخيراً وليس بآخر إرادة الله تعالى القادر القهّار الذي اذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون.

وقد أراد ذلك بصريح قوله تعالى: (ونُريدُ أَن نَمُنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعَلَهُم أئمة ونجعلَهُم الوارثين)(17).

وبهذا تعرف أن الامام المهدي (عليه السلام) يقوم بالقوّة الإلهية التي لا تقاومها القوة البشريّة مهما بلغت وتطوّرت.

بل لا قدرة للبشرية أمام قدرة الله الغالبة، حتى يتردد أحدٌ بأنه كيف يتغلب الامام المهدي (عليه السلام) على الأسلحة العصريّة.

وهل في الكون قدرة تقف أمام إله الكون؟!

وهل للمخلوق قدرة تقوم أمام قدرة الخالق؟!

فبمثل هذه القوى الالهية يقوم الامام المنتظر (عليه السلام) بأمر الله، ويقيم دولة الله، فيرث الأرض عباده الصالحون.

وهو من المحتومات الالهية التي لا تبديل لها عند الله تعالى، كما صرحت به أحاديثنا الشريفة، مثل حديث ابي حمزة الثمالي:

قال: كنت عند أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) ذات يوم، فلما تفرق من كان عنده قال لي:

«يا ابا حمزة. من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شك فيما أقول لقى الله وهو به كافر وله جاحد....

يا ابا حمزة، من أدركه فلم يسلم له فما سلّم لمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي (عليه السلام)، وقد حرّم الله عليه الجنّة، ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين»(18).

فيقوم الامام الحق، ويبسط الحق، ويسير بالحق، وهي سيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، كما صرحت به الأحاديث المعتبرة(19).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البحار: ج ٥٢ ص ٢٩٠ ب ٢٦ ح ٣٠.

(2) البحار: ج ٥١ ص ٨١ ب ١ ح ٣٧.

(3) الارشاد: ج ١ ص ٣٨٠.

(4) البحار: ج ٥٢ ص ٣٠٨ ب ٢٦ ج ٨١ - ٨٢.

(5) الغيبة (للنعماني): ص ٣١٢ ب ٢٠ ح ١.

(6) سورة البقرة: الآية ١٤٨.

(7) الغيبة (للنعماني): ص ٣١٣ ب ٢٠ ح ٣.

(8) اصول الكافي: ج ١ ص ٢٣٠، الاحاديث.

(9) الارشاد: ج ٢ ص ١٨٨.

(10) الكافي: ج ١ ص ٢٣١ ح ١. بحار الانوار: ج ١٣ ص ٦٠.

(11) اصول الكافي: ج ١ ص ٢٣١ ح ٤.

(12) بحار الانوار: ج ٢٦ ص ٢٠٣ ح ٣.

(13) الغيبة (للنعماني): ص ٣٠٧ ح ٢.

(14) سورة آل عمران: الآية ١٦٠.

(15) لاحظها في شرح زيارة الجامعة: فقرة «والسادة الولاة».

(16) لاحظ احاديثه المتظافرة من طريق الفريقين في: منتخب الاثر: ص ٣٠٦ وص ٤٧٩.

(17) سورة القصص: الآية ٥.

(18) بحار الانوار: ج ٣٦ ص ٣٦٣ ب ٤٥ ح ٩.

(19) بحار الانوار: ج ٥٢ ص ٣٥٤ ب ٢٧ ح ١١٢، ص ٣٨١ ح ١٩٢، ج ٤٧ ص ٥٤ ب ٤ ح ٩٢، ولاحظ بيان ذلك في: منتخب الأثر: ص ٣٠٥.

المصدر : الإمام المنتظر (عليه السلام) من ولادته إلى دولته ـ تأليف : السيد علي الحسيني الصدر.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0683 Seconds