رد السيد منير الخباز على الدكتور عدنان ابراهيم الذي أنكر وجود المهدي (عج)

, منذ 2 سنة 621 مشاهدة

هناك عدة أسئلة مرتبطة بالقضية المهدوية أثارها الدكتور عدنان إبراهيم في بحثه:

الأمر الأول: قال المنهج الصحيح أن نستدل ثم نعتقد يعني نسير على طبق الدليل أينما ذهب الدليل نذهب معه لا أننا نعتقد أولاً ثم نستدل لإثبات عقائدنا هذه الطريقة المتعارفه بين المسلمين يؤمنون بالله ورسوله ثم يستدلون على صدق معتقداتهم، أو الأمامية يؤمنون بالأئمة وعصمتهم ثم يستدلون على ذالك بأدلة معينة، الطريق الصحيح أن تستدل ثم تعتقد لا أن تعتقد ثم تستدل.

نعلق على ذالك: نقول صحيح أن تستدل ثم تعتقد أفضل من تعتقد ثم تستدل صح ولكن فقط أن تستدل بعد أن تعتقد ليس خارج عن المنهج العلمي ليس أن هذه منهج غير علمي يعني أنا أعتقد بعقيدة أولاً ثم أستدل على صحة العقيدة هذا ليس خارج عن المنهج العلمي لماذا؟ لأن قيمة الدليل في مضمونه وليس قيمة الدليل زمانه، الدليل ما هو مضمونه؟ هل هو على طبق الموازين العلمية أم لا؟

إذا كان الدليل على طبق الموازين العلمية دليل منطقي إذن هو دليل قيم جاء قبل الاعتقاد أو جاء بعد الاعتقاد وإذا كان الدليل ضعيف غير منطقي لا وزن له وأن كان قبل الاعتقاد قيمة الدليل في مضمونه لا في زمان إقامته.

الأمر الثاني: ذكر الدكتور أن السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر «قدس سره» استدل على القضية المهدوية بالمنطق والفلسفة وهذا غير مقبول، لماذا؟ لأنه القضية المهدوية ليس لها علاقة بالمنطق والفلسفة القضية المهدوية وأن كانت تاريخية لابد أن نثبتها بكلام المؤرخين أن كانت عقائديه لابد أن نثبتها بالأحاديث والروايات أثبات القضية المهدوية بالمنطق والفلسفة كما صنعه الشهيد السيد محمد باقر الصدر ليس صحيح ليس صائب أو ليس كما ينبغي، هل هذا الكلام تام أم لا؟

أرجعوا بانفسكم إلى ما كتبه السيد الشهيد محمد باقر الصدر «قدس سره» عنده كتيب أسمه «بحث حول المهدي» السيد الصدر سلك المنهج العلمي تماماً، كيف؟

قسم البحث إلى فصول:

الفصل الأول: إمكان القضية المهدوية: هل يمكن أن يبقى إنسان عمر طويل أم لا؟

الفصل الثاني: إثبات وقع ذالك، هل فعلا هذا الأمر وقع أم لا؟

الفصل الثالث: فلسفة الغيبة وفلسفة الظهور، هذه كله منهج علمي مثلاُ نحن عندنا إسراء النبي المصطفى  من مكة إلى بيت المقدس﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ هذه قضية لو عرضت علينا هذه القضية كيف نبحثها؟

نبحثها من ثلاثة فصول الفصل الأول هل هذه القضية ممكنة في حد ذاتها؟ أو غير ممكنة؟ ممكنة في ذالك الزمان؟ أو غير ممكنة؟ نبحث أولا عن إمكانها وعدمه، بعد ذالك إذا ثبت إمكانها يأتي الفصل الثاني هل القضية وقعت بالفعل فعلا أسري بالنبي أم لا؟ إذا ثبت وقوعها ننطلق إلى الفصل الثالث ما هي فلسفلة الإسراء؟ ما هي أهدافه ما هي مضرراته؟ ما هي أثاره؟ هذا يسمى فلسفة القضية.

السيد الصدر تحدث عن القضية المهدوية من خلال الفصول الثلاثة:

الفصل الأول ً: أثبت هل أن بقاء المهدي هذا العمر الطويل أمر ممكن علمياً أو غير ممكن؟ أثبت إمكانه لا وقوعه أثبت إمكانه عبر المنطق الفلسفي هو لم يستخدم المنطق الفسلفي لإثبات الوقوع استخدم المنطق الفلسفي لإثبات الإمكان أنه أمر ممكن في حد ذاته واستدل عليه بالفلسفة وبالدليل العلمي والاستدلال على الإمكان بالفلسفة والدليل العلمي طبق المناهج العلمية.

الفصل الثاني: أنتقل إلى الفصل الثاني وأثبت الوقوع أن المهدي فعلا ولد وما زال حي ويبقى إلى أن يأذن الله له بالخروج لم يثبته بالفلسفة أثبته بالأحاديث، قال نثبت وقوع ذالك بدليلين: دليل إسلامي. ودليل علمي.

1 - الدليل الإسلامي: يعني الروايات والأحاديث قال توجد أكثر من 220 رواية في كتب السنة والشيعة عن الإمام المهدي وهي تفيد التواتر في ثبوت وقوع القضية المهدوية.

2 - ثم استدل بالدليل العلمي على الوقوع إلا هو دليل حساب الاحتمالات فهو لم يستخدم الفلسفة في إثبات الوقوع وإنما أستخدم الروايات والأحاديث ودليل حساب الاحتمالات.

الفصل الثالث: عبارة عن فلسفة الغيبة، فلسفة الظهور مثل ما يذكره في علم القانون، في علم القانون هناك علم حقوق وهناك فلسلفه الحقوق علم الحقوق يعدد لك الحقوق حق المواطن حق الدولة حق الأسرة بعد ذالك فلسفة الحقوق تقول لك لماذا هذه الحقوق؟ ما هي أهدافها؟ ما هي مبرراتها؟ السيد الشهيد استخدم الفلسفة في بحث فلسفة الغيبة والظهور لا في إثبات وقوع الغيبة والظهور وإنما أستدل على وقوع الغيبة والظهور بالأحاديث والروايات والدليل العلمي.

الملاحظة الثالثة: الدكتور عدنان إبراهيم قال قضية ولادة المهدي فرية «الفرية بمعنى أكذوبة» قال في الكافي نفسه الذي تعتمد عليه الشيعة في الكافي توجد رواية أن الإمام الحسن العسكري لم يعقب «بمعنى أنه كان عقيم لم يخلف أولاد» فإذا كان في الكافي رواية تقول لا يوجد للإمام العسكري أولاد أصبحت قضية الإمام فرية حتى الكافي الذي هو الكتاب المعتمد لذا الشيعة يقول لم يكن للإمام العسكري أولاد لم يخلف لم يعقب.

نأتي إلى هذه القضية: هل هذه الملاحظة صحيحة أم لا؟

الكافي الشيخ الكليني في الكافي ذكر رواية أن الإمام الحسن العسكري لم يعقب، نأتي إلى هذه الرواية الذي ذكرها الشيخ الكليني في الكافي من عند من نقلها حتى نعرف قضية رواية معتبرة عند صاحب الكافي أم لا؟

صاحب الكافي قال: كان الوالي بقم الوالي من قبل الدولة العباسية كان الوالي بقم أحمد أبن عبيد الله أبن خاقان فجرا في مجلسه ذكر العلوية وجر ذكر الحسين العسكري قال أحمد أن الحسن العسكري مات ولم يعقب وأستند أحمد في ذلك إلى جعفر الكذاب أخو الإمام الهادي لأنه كان يريد أن تنتقل الإمامة إليه بعد الإمام الهادي انتقلت إلى الإمام الحسن العسكري جعفر هو الذي قال إلى أحمد أبن خاقان قال له أن الإمام الحسن العسكري مات ولم يعقب، هل هذه الرواية مقبولة عند الإمامية؟

أولاً: الراوي لها أحمد أبن خاقان هو نفسه يعبر عنه الكليني وكان شديد النصب لأهل البيت هل يأخذ بروايته؟ لو فرضنا أنه صادق عن من ينقل الرواية؟ عن جعفر وجعفر عندنا إنسان لم تثبت وثاقته بل ثبتت كذبه لأنه أدعى الإمامة ولا أهلية له جعفر أبن الإمام الهادي.

 

إذن بالنتيجة: كيف يقال أن الشيعة لديهم رواية تقرر أن إلى الإمام الحسن العسكري لم يعقب وهذه الرواية الراوي لها ناصبي وينقل الرواية لو صح نقلها عن إنسان كذاب عند الإمامية بينما مقتضى الأنصاف والموضوعية الكافي نفسه نقل واحد وثلاثون رواية في إثبات ولادة الإمام المهدي، كيف نترك واحد وثلاثين رواية ونأخذ برواية ناصبي عن جعفر الكذاب ونقول هذه الرواية تدل على أن قضية المهدي كذب طيب وباقي الرواية التي أنقلها صاحب الكافي واحد وثلاثين رواية تتحدث عن ولادة الإمام المهدي وست روايات في الكافي تتحدث عن الإشارة إلى الإمام المهدي بالنص أنقل لك بعضها:

راجع الكافي الجز الأول صفحة 328 يذكر الروايات الجزء الأول من الروضة منها صحيحة أبي هاشم الجعفري قلت لأبي محمد الحسن العسكري جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك فقال سل قلت يا سيدي هل لك ولد؟ فقال: نعم قلت فأن حدث بك حدث فأين أسأل عن ولدك حتى يكون هو الإمام؟ قال: بالمدينة، هذه الرواية صحيحة عندنا إسنادها صحيحة تدل على أن الإمام الحسن العسكري يقول ليّ ولد وهو الإمام من بعدي وإذا حدث بي حدث أسئل عنه بالمدينة.

الرواية الأخرى أيضاً في الكافي صفحة 330 عن عبدالله أبن جعفر أجتمع مع أحمد أبن إسحاق مع الشيخ أبي عمر الذي هو السفير الأول من سفراء المهدي فسألته قلت له: هل رأيت الخلف من بعد أبي محمد؟ فقال: أي والله رأيته ورقبته مثل ذا وأومئ بيده ورقبته مثل ذا فقلت له بقيت عندي مسألة واحده فقال: هات، قال: الاسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذالك ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلل ولا أحرم ولكن عنه  لماذا؟ فأن الأمر عند السلطان العباسي أن أبا محمد «يعني العسكري» مضى ولم يخلف.

إشاعة السلطان أن العسكري مضى ولم يخلف هذه إشاعة عباسية فيقول هذا إذا قال السلطان مضى ولم يخلف فإذا أنا قلت لكم باسمه وأنتم ناديتموه فسوف يطلع السلطان على وجوده وهذا خطر عليه فأن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولد وقسم ميراثه وأخذ من لا حق له فيه «يعني أخوه جعفر الذي أخذ الميراث» وهو ذا عيال يجولون ليس لأحد أن يتعرف عليهم أو ينيلهم شيء فإذا وقع الاسم وقع الطلب فتقوا الله وأمسكوا عن ذالك.

الرواية الثالثة: هذه الصحيحة التي رواها الصدوق بإسناده عن عبدالله أبن جندب عن موسى أبن جعفر الرواية تتحدث عنه وهو لم يولد ولم يولد أباه ولا جدة أنه قال يعني الإمام موسى تقول في سجدة الشكر بعدما تسلم في الصلاة وإذا أردت أن تسجد تقول في سجدة الشكر: "اللهم أني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك أنك أنت الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين وعلي أبن الحسين ومحمد أبن علي وجعفر أبن محمد وموسى أبن جعفر وعلي أبن موسى ومحمد أبن علي وعلي أبن محمد والحسن أبن علي والحجة أبن الحسن أبن علي ائمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرئ، هذه الرواية موجودة من زمن الإمام الكاظم قبل أن يولد الإمام المهدي وذكرها الشيخ الكافي الشيخ الكليني ذكر الرواية.

لو ذهبنا إلى المؤرخين ونترك الأحاديث ماذا يقول المؤرخون؟

لا يوجد مؤرخ أترك أبن تيميه هو الذي أنكر الولادة، المؤرخين في القرن الرابع قرن غيبة الإمام في القرن الذي بعده لا يوجد مؤرخ أنكر ولادة الإمام المهدي أصلا بل بالعكس أثبتوها وهم المؤرخون، لاحظ كتاب «سر السلسة العلوية» لأبي نصر البخاري هذا من أعلام القرن الرابع عاش مع الإمام المهدي في فترة واحدة مات سنة 340 والغيبة انتهت سنة 329 يعني أنه كان معاصر الإمام المهدي نفسه وهو من علماء السنة ومن مؤرخيهم قال: كان للحسن العسكري ولد أسمه محمد وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة الامامية.

 

المجدي في أنساب الطالبين للعمري أيضاً في نفس القرن ذكر أن الإمام المهدي ولد، أنساب الطالبين للفخر الرازي القرن السابع الفخري في أنساب الطالبين في القرن السابع، الأنساب للنسابة جمال الدين أحمد أبن عنبه في القرن الثامن، روضة الالباب لمعرفة الأنساب للنسابة الزيدي السيد أبا الحسن محمد الصنعاني في القرن الحادي عشر، إذن العلماء المؤرخون النسابة أثبتوا ولادة الإمام المهدي «عج» فأين الفرية؟ وأين الأكذوبة؟

ظهور المهدي «عج» امتداد لثورة الحسين وصوته صوت الحسين ولذلك الراية التي يرفعها يا لثارات الحسين، ومعنى يا لثارات الحسين أنه ينتصر لمبادئ الحسين ولقيم الحسين لا لأنه يقتل أهل السنة ولا يقتل أهل الجماعة كما يقول البعض «لا».

يا لثارات الحسين معناه: الانتصار للمبادئ التي من أجلها قام الحسين أبن علي الحرية والكرامة والعزة والآباء لأن ثأر الحسين هو ثار الله تبارك وتعالى فلذالك المهدي امتداد لثورة الحسين علي أبن الحسين الأكبر يسجل لنا صورة عن هذه الثورة......

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1026 Seconds