ما هي علاقة استشهاد الحسين (ع) بظهور المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 2K مشاهدة

السيد منير الخباز

عندما نقوم بالمقارنة بين دور الأئمة ودور الإمام المهدي «عج»؟

نحن عندما نقرأ الآيات والروايات التي تتحدث عن اليوم الموعود ترى العدد بآلاف الروايات التي تؤكد على مسألة الظهور والإنتظار، القضية المهدوية حُشدت لها الروايات والنصوص حتى لا يبقى لأحدٍ شكٌ أو ريبٌ أو تزلزل.

إذا نظرنا إلى الدور الذي يقوم به الإمام «عج» دور عظيم ما قام به إنسان لا نبي ولا رسول ولا إمام إستطاع أن يملئ الأرض كلها قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجورا، الدور الذي سيقوم به أحد لن يقوم به أحد.

نأتي إلى الدور الذي قام به الأئمة منذ زمان الإمام علي  وحتى زمان الإمام العسكري، هل يتناسب هذا الدور مع هذا الدور؟ قد يُطرح هذا السؤال ويقولون الأئمة ما قدموا شيء بالنسبة إلى دور الإمام المهدي، فإما أن يقال بأن الأئمة السابقون لا دور لهم في التمهيد لظهور الإمام أو لهم دور في التمهيد.

إذا قلتم بأن الأئمة السابقون لا دور لهم في التمهيد لدولة الإمام ولظهوره؟ إذاً هذا يعني قطع العلاقة بين الإمام الثاني عشر وبقية الأئمة لأنه لا دور لهم في التمهيد والإعداد لظهوره وهذا يتنافى مع الروايات في الإستعداد من كل إمامٍ سابق للإمام اللاحق، الإمام علي مهّد للإمام الحسن، الحسن مهد للحسين والحسين مهد لزين العابدين....

وإذا قلتم، لا الأئمة الطاهرون كان لهم دور تمهيدي إعدادي لدور المنتظر، يقال لا يوجد إنسجام أو تناسب للإمام علي أو الإمام الحسن أو الحسين.. لأنهم عاشوا فترات قصيرة من العمر كان لهم دور الإرشاد لنشر بعض المعلومات فهذا الدور إذا تم مقارنته بالدور الذي أنيط بالمهدي المنتظر «عج» نراه دوراً بسيطاً جداً لا يناسب ولا ينسجم أن يكون تمهيداً وإعداداً للأمة لكي تتحمل إستقبال دولته العظيمة، دولة المهدي المنتظر «عج»، فما هو الجواب عن هذه الفكرة؟

أولاً: دور الأئمة الطاهرين  بالنسبة إلى الإمام المهدي هو دور التمهيد، وهو التمهيد التشريعي.

دولة الإمام المنتظر نظام والنظام يحتاج إلى دستور وقانون فالإمام يأخذه من تراث آبائه وأجداده.

إذا قرأنا الروايات التي تتعرض للأحكام الشرعية، مذهبنا يختلف عن المذاهب الأخرى فإذا استقرأنا روايات التشريع وهي روايات الأحكام الشرعية في الصحاح الستة فانها لا تزيد عن خمسة آلاف رواية.

بينما نجد في تراثنا الروايات التي تتعرض للأحكام الشرعية لا تقل عن خمسة وثلاثين ألف رواية.

فنحن لدينا ثروة من روايات التشريع والتي تتعرض لتفاصيل ولدقائق الأحكام وجزئياتها، هذا التراث الذي صدر عن الأئمة الطاهرين من عليٍ إلى الحسن العسكري، هذا التراث العظيم هو المادة القانونية والدستورية التي تستند إليها دولة المهدي المنتظر، فإذاً صار دور الأئمة دور التمهيد، ولم يُصبح دوراً ضئيلاً بسيطاً بل دورٌ أساسي فهم الذين شكلوا العصب الأساسي لدولة المهدي المنتظر لأن ما صدر عنهم من تراث وروايات في مجال التشريع بتفاصيله كافٍ بأن يكون مادة دستوريه قانونيه للنظام المهدوي في الحضارة المهدوية للمهدي المنتظر «عج».

ثانياً: كيف تُعد الأمة لإستقبال دولته؟

إن دور الإعداد غير منحصر بالأئمة (عليهم السلام) بل لشيعتهم دور فيه فقد ورد ”شيعتنا منا، خُلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا“ المجموع من الأئمة وشيعتهم هم الذين شكلوا الدور الإعدادي، إعداد الأمة لإستقبال ظهور المهدي المنتظر «عج».

ثم إن أعظم عامل في إعداد الأمة هو (كربلاء) بمعنى أن الحسين  قدم للمهدي المنتظر أعظم عامل في إقامة دولته.

فالفضل للحُسين سيد الشهداء (صلوات الله عليه وعلى آله)، وشهادةُ الحُسين  قد حولت الأمة إلى مُنعطف آخر لم يكن قبل شهادة الحُسين  بشهادته إنطلقت الثورات والإنتفاضات في الأمة الإسلامية، بشهادة الحُسين أقيمت الشعائر في كل عامٍ في عشرة محرم، بشهادة الحُسين خفت الملايين لقبر الحُسين  في يوم عاشوراء ويوم الأربعين والزيارات الأخرى.

بشهادة الحُسين  إمتلئت قلوبُ الشيعة إرادةً وصبراً، بشهادة الحُسين  إرتبطت الشيعة تحت ظلٍ واحد وراية واحده راية كربلاء وراية الحُسين. فثورة الحُسين وشهادته وحركة الحُسين نستطيع أن نقول هي التي مهدت الأرضية وأعدت الأمة الإسلامية لإستقبال دولة المهدي المنتظر «عج». كيف يُقال بأن دور الأئمة كان دور بسيط وهامشي، شهادة الحُسين هي التي خلقت هذه الحرارة وهذا ما ذكره الإمام الصادق  ”إن لجدي الحُسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً“ ليس حرارة حزن ودمع فقط بل حرارة عزم وإرادة وصبر، فإذاً الحُسين وما أدراك ما الحُسين.

الحُسين بن علي هو الذي مهد الأرضية وفرشها لدولة المهدي المنتظر وبثورته أصبح للشيعةِ وجود عزم وصبر وأصبحت ركناً في العالم وأصبحت هذا الوجود الظاهر ببركة ثورة الحُسين  لأجل ذلك كان دور الأئمة وخصوصاً الحُسين سيد الشهداء الدور التمهيدي الواضح لدولة المهدي.

وأعان على ذلك شيعتهم الصابرون وقد ضحوا من يوم الحُسين إلى يومنا هذا فقد بذلوا الدماء ونفوس وأموال هذه التضحيات التي لم يخلوا منها زمن ولا جيل ولم تخلوا منها أمة كانت عاملاً مُساعداً مُؤكداً لإعداد الأرضية لدولة المهدي المنتظر «عج».

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0745 Seconds