ما هي متطلبات إنتظار الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 3K مشاهدة

المستفاد من الأحاديث الشريفة هو وجوب العمل بالانتظار الإيجابي، والعمل على مقدمات الظهور للإمام، والقيام بمتطلبات ومقتضيات انتظار الفرج، والتي أهمها الأمور التالية:
١- تربية النفس:
مجاهدة النفس وتربيتها على الخصال الحميدة، والصفات النبيلة، والأفعال الحسنة من أهم وأبرز مقتضيات الانتظار، ذلك أنه لن يفوز بالجهاد مع الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) إلا من رَبَّى نفسه، وجاهد شهواته وغرائزه، واستعد نفسياً وسلوكياً للانضمام إلى ركب الإمام الحجة.
أما من يرتكب الحرام تلو الحرام، ويقترف الموبقات والمحرمات، فليس له أن يتمنى أو يفكر أن يكون من أصحاب الإمام المهدي؛ لأن أصحابه وأنصاره لا يمكن أن يكونوا إلا من الأتقياء والمؤمنين والصالحين، الذين جاهدوا أنفسهم، وتربوا على الخصال الحميدة، والعادات الحسنة، واستعدوا لملاقاة إمامهم وهم في أحسن استعداد سلوكي، وتهيئة نفسية وأخلاقية.
٢- القيام بالأعمال الصالحة:
يعد قيام المؤمنين بالأعمال الصالحة، والمداومة على فعل الخير، واستباق الخيرات من متطلبات الانتظار، ذلك الانتظار الذي ورد في فضله أنه أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأنه من أفضل العبادة، وأنه كالمتشحط بدمه في سبيل الله؛ لا يمكن أن يكون للمنتظر من غير عمل صالح، أو لمن لا يفكر -فضلاً عن أن يعمل- في الانضمام إلى ركب الإمام المهدي؛ فللانتظار مقتضياته ومستلزماته، والتي من أهمها المداومة على الأعمال الصالحة.
يقول الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: «لا يمكن أن يكون انتظار الفرج من مشكلة معينة أو صعوبة فردية. فإن غاية ما يطلب من الفرد إسلامياً خلال المصاعب هو الصبر، وعدم الاعتراض على الله في ذلك. وأما انتظار ارتفاع الصعوبة، فلا يعطي مزية زائدة بحسب ما هو المفهوم من القواعد العامة في الإسلام.
وإنما هذا الانتظار الكبير ليس إلا انتظار اليوم الموعود، باعتبار ما يستتبعه من الشعور بالمسؤولية والنجاح في التمحيص الإلهي، والمشاركة في إيجاد شرط الظهور، في نهاية المطاف... كل ذلك لمن يشعر بهذا الانتظار ويكون على مستوى مسؤوليته، بخلاف من لا يشعر به، بل يبقى على مستوى المصلحة والأنانية... فإنه لن ينال من هذه العبادة الفضلى شيئاً.
ونستطيع بكل وضوح أن نعرف أنه لماذا أصبح هذا الانتظار أساساً من أسس الدين... لأنه مشاركة في الغرض الأساسي لإيجاد البشرية، ذلك الغرض الذي شارك فيه ركب الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
إذن، فهذه الأخبار، لا يمكن أن يكون لها معنى، إلا المشاركة في هذا الهدف الكبير».
ومن أبرز مصاديق المشاركة في تحقيق الأهداف المهدوية هو الإتيان بالأعمال الصالحة بمعناها الواسع، ومجالاتها الكثيرة بما يُسهم في التمهيد للظهور الحتمي للإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
٣- الاقتداء بسيرة أهل البيت (عليهم السلام):
ومن مقتضيات الانتظار ومتطلباته هو الاقتداء والتأسي بسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، فهم أئمة الهدى، والصراط المستقيم، والعروة الوثقى، وهم رموز الحق، ومنابع العلم، ومناهل الحكمة والعرفان.
والاقتداء بسيرة أهل البيت يعني السير على نهجهم، والتخلق بأخلاقهم، والتأدب بآدابهم، والتمسك بولايتهم، وموالاة أوليائهم، ومعاداة أعدائهم، والأخذ بفقههم، واتباع منهجهم في المنقولات والمعقولات.
وإلا فالادعاء لوحده لا يكفي، فمن يحب أهل البيت عليه أن يسير على نهجهم المستقيم؛ يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا، أولئك شيعتنا» ويقول الإمام الباقر (عليه السلام): «أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله» فالسير على نهج أهل البيت، والاقتداء بهم، يعني الالتزام بتعاليم ووصايا الدين، والتخلق بآدابه ومثله وقيمه، وهذا هو التجسيد العملي للاقتداء بأهل البيت قولاً وفعلاً وسلوكاً.
وبهذا يكون المؤمن -فعلاً- من المنتظرين الصادقين لظهور الحجة، وله من الفضل والثواب والأجر ما أشارت إليه الروايات والأحاديث الشريفة.
المصدر: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام بين دلالات الاعتقاد وواجبات الانتظار، الشيخ عبد الله أحمد اليوسف.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0932 Seconds